سياسة الأحمق والطماع

صابر العبادي
نيسان ـ نشر في 2025/02/09 الساعة 00:00
الطماع كالأحمق أو الأحمق كالطماع، وذلك لأن كليهما يلغي عقله، أي يركز في حاجته محل طمعه، ويستبعد كل الظروف المحيطة التي تمنعه من الوصول مطمعه، واستبعاد الظروف المحيطة بأطماعه وتجاهلها، هي الأهم وتعتبر القاسم المشترك بين الطماع الأحمق.
الأحمق هو الذي يقف أمام العالم ويقول أريد كذا وكذا، ويجب عليكم ان تنفذوا رغباتي، وإلا فإنني سأغضب، وغضبي سيكون شديداً عليكم، وذلك إن لم تستجيبوا لي وتمكنوني من رغباتي، سأصرخ حتى ينشق حلقي، وعندها ستندمون..!!
الأحمق والطماع هما نموذجان يظهران الآن في السياسة الدولية، الأحمق رئيس وزراء الكيان، الذي يتبنى سردية خيالية سطرها حاخامات متطرفون، قبل ألفي سنة، هذه السرية بنيت على أوهام انطلقت من عُقد نفسية نشأت في أقبية الإذلال والتحقير، فتوهمت هذه الفئة بأنها مميزة وإن هي محتقرة من شعوب الأرض لكن الخالق خلقها وجعل باقي البشر خداماً لها، مع أن الخالق لعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم. بعد زمن غفلت عنهم القوى المسيطرة، فخرجوا للعالم تعرفهم شعوب الأرض، عندما تعاملوا مع الواقع، بهذه العنجهية المقيتة، فرفضهم البشر الأسوياء وإن كانوا قلة، إلا أنهم الآن كُثُر، وبفضل الزمن وتطور أدواته أصبحوا يتابعون جرائمهم لحظة بلحظة.
أما الطماع ترمب، فإنه سيلقى مصيره، فلم يذكر لنا التاريخ أن طماعاً استطاع الحصول على أطماعه، بل نقل لنا أنه يقع ضحية لأطماعه، ويفقد حتى ما يحوزه ويسيطر عليه من أملاك وأموال، لأن نفسه الخبيثة انشغلت بأطماعها ونسيت ما تحوزه من نِعَم، ففقد كل شيء وأصبح يقلب كفيه على ما فقده حسرة وندامة، ألا ترون العالم أجمع أصبح يعادي أميركا كونها دولة مارقة ترعى دولة الاحتلال ورئيس وزرائها الأحمق وجوقته القذرة، ويقودها رجل طماع وبخيل ونذل، خلع مساوئه هذه على الدولة، حتى عادت على حجمها وتنوع مواردها، كدولة أبناء القردة خرقة في مهب الريح!!.
الأحمق والطماع تجاهلوا الزمن وتطوره، وكأنهم ما زالوا في القرن التاسع عشر وما قبله، حين كان العالم مقطوع التواصل، وبعيداً لقلة المواصلات، ومظلماً لا يرى فيه الناس أبعد من مد نظرهم، أما اليوم فالتواصل مع العالم أقرب من الوريد، والمواصلات أسرع من الريح، وانقشع الظلام حتى أشرقت الأرض، ولم يخف على الناس، أجهل مجاهيلها، تصلهم أي حركة حمقاء بسرعة البرق، صوتاً وصورة وكأنها في الشارع أمام بيوتهم، بل ويتفاعلون معها يعبرون عن مشاعرهم يوصلونها للحمقى والطماعين..!!!.
الأحمق والطماع عميت أبصارهم، وظنوا أنهم يستطيعون فعل ما فعله مجرموهم في ذلك الزمن الذي ولى بلا رجعة عندما قتلوا أهل الأمريكيتين، وسرقوا أهل افريقيا كعبيد، ثم قتلوا شعوب الأرض إلى أن وصلوا إلى فلسطين، عندما كان العالم نائماً والإنسانية مغيبة، ولم يدركوا أن كل الكرة الأرضية تشهد ما يفعلون، وتقف في وجوههم وبالأخص الشعوب، المتضررة وغير المتضررة، ولن يسكت أحرار الأرض إذا سكت العبيد خوفاً وطمعاً حتى يقلعوا الشجرة الخبيثة..
    نيسان ـ نشر في 2025/02/09 الساعة 00:00