...والشعر ديوان العرب

ميسر السردية
نيسان ـ نشر في 2025/02/10 الساعة 00:00
تقع كتف قريتنا الوادعة في البادية الشمالية الشرقية قرية جارة، اسمها مركب"عمرة وعميرة" وأسماء القرى المركبة، مشهورة في أكثر من مكان في الأردن: صبحا وصبحية، قم وقميم، عيرا ويرقا... مثلًا.
كنت في صغري أذهب مع جدتي إلى قطعة أرض لنا تقع شرق "عمره وعميره" لحصاد قمحنا، - لما كنا نأكل مما نزرع- وعندما نصبح على مقربة من القرية، تزعق جدتي هجينية تقول "عمره وعميرة ماهي للبيع.. لا تكثر السوم يا شاري"..
لا أدري ماهي الحادثة التي كانت دافعًا لهذا الهجيني، والذي قد يكون أحد رجال تلك القرية قاله في زمن تولى، ثم صار تراثًا تتناقله ألسنة أهل البوادي ...
منذ البارحة، وبعد ما سمعت تصريح ترامب حول نيته شراء غزة، وذاكراتي تدور كالطاحونة، تردد ذاك الهجيني الدارس، الذي تكثف كغيمة من غيوم شباط حتى مطلع الفجر ...
خطرت ببالي أجواء القمة العربية التي تهز الأبواب على وقع رعب تصريحات ترامب الذي صار "يتحوّفنا ويتروّغنا روغ الشياه الهلايم"-تكشيره من فضلك - .. تخيلت بيان الختام" وخيالي أوسع من ذمة الأمة العربية" مجموعة من الزعماء تقلدوا سيوفهم، رصوا صفوفهم، كتف على كتف"برضوا الشيطان ابن حرام" ، من ورائهم يصطف حملة الملفات، أمامهم سكرتيرة شقراء و جرسون ببيونة سوداء، يؤديان رقصة "الحاشي" يردد ثلاثة من الحكام"غزة والضفة مهي للبيع لا تكثر السوم ياترامب" يردد الصف الخلفي" هلا هلابهُ ياهلا. لا ياحليفي ياولد" سحجة موحدة مع انحناءة بسيطة للأمام، الذقن للأعلى كي لا يسقط "عقال الرأس" ... ... فارت القهوة عالغاز... قاتل الله الذكريات، والسامر، والهجيني، وترامب ومن لف لفيفهم، ممن شرّقوا وغرّبوا.
    نيسان ـ نشر في 2025/02/10 الساعة 00:00