العموش يكتب: الملك في البيت الأبيض

كان لقاء الملك مع ترمب منتظرا لاعتبارات كثيرة منها أنه أول زعيم عربي يلتقي به ترمب ، كما أن وضع الأردن في غاية الحساسية حيث يتحدث الصهاينة عن الوطن البديل ، كما أن تلقي الأردن مساعدات أمر لا بد من احتسابه في المعادلة.
لترمب أن يهذي كما يريد من شراء غزة وتحويلها الى لاس فيغاس وتهجير أهلها ومن ثم تنظيفها من الركام خلال خمس عشرة سنة ليبنيها!! في لعبة مكشوفة بينه وبين النتن.
لترمب أن يقول ما يشاء وليس مطلوبا" من الملك أن يرد عليه، فلسنا أمام متناظرين سياسيا" أو فكريا"، بل المهم أن يقول الملك قناعاته مباشرة أو عبر إشارات غير مباشرة وهذا ما كان.
ترمب يتحدث عن التهجير، والملك يتحدث عن معالجة اطفال مما يعني رفض التهجير . ترمب يتحدث عن مصالح الصهاينة والملك يتحدث عن مصلحة الأردنيين ، ترمب يتحدث بلغة البلطجة ، والملك يتحدث بلغة دبلوماسية . ترمب يتحدث بلغة همجية يستهجنها رجال في الكونغرس والإعلام الأمريكي والعالم كله ، بينما الملك يتحدث بلغة دبلوماسية وسياسية تليق به . لا يستطيع الملك أن يتحدث بلغة المتظاهرين أو الحزبيين أو أصحاب المبادئ ، بل يتحدث بلغة المصالح ، فقد يكون مباشرا" وقد يكون غير مباشر ، وقد يجيب على شيء ،وقد يتغاضى ويغض الطرف ، وقد يذهب باتجاه موضوع اخر ، فليس بالضرورة في السياسة أن تقول نعم أو لا حيث من الممكن أن تقول (لهم). الملك يريد حلا" وفق قرارات الأمم المتحدة ،بينما ترمب يريد إشعال الحرائق وفتح باب الجحيم !!
الملك يشير إلى موقف عربي موحد بينما ترمب يتحدث عن نفسه فحتى الكونغرس والإعلام والسياسيين الحقيقيين فضلا" عن أوروبا وروسيا والصين وفرنسا ودول العالم الثالث كله لا يرون ما يراه ترمب . ظهر ترمب بآراء صبيانية متهورة غير واقعية بينما كان الملك يذكر بما أراده المجتمع الدولي أعني قرار 242 وقيام دولة فلسطينية أي حل الدولتين . لا يستطيع ترمب فرض شيء علينا فأقصى ما يمكن عمله هو حجب المساعدات وعندها سيجد الأردن بدائل من دول صديقة أو اعتماد سياسة الاعتماد على النفس بضبط النفقات وشد الحزام على البطن . ولعل أهم من يمكن أن يصفع ترمب هم أهل غزة الأبطال الذين يعلنون صباح مساء أن لا هجرة ولا تهجير.
وأقول للمزايدين : أهل غزة شكروا الاردن عبر ٤٧١ يوما" . حماس شكرت موقف الملك ، النواب
" الإسلاميون والوطنيون" شكروا وأيدوا رفض التهجير . وعلينا أن نكون صفا" واحدا" بعيدا" عمن يصطاد في الماء العكر ، فبملء الفم لا نقبل التهجير وكل من يقبله خائن كائنا" من كان .