دردشة سريعة عن دبلوماسية عمان وطائرة دمشق وفرعون العصر

ابراهيم قبيلات
نيسان ـ نشر في 2025/02/26 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
المنطقة تغلي دبلوماسيا، وتغلي عسكريا، وتغلي أمنيا. العنوان الرئيسي لكل هذا لظى الاحتلال. يقصف لبنان، ويجتاح أراضي في سوريا، ويعيث فسادا في الضفة الغربية، ويراوغ مع أهل غزة بينما العم سام دونالد ترامب مشغول برسم غزة مثل كابريه يزدحم فيه الشواذ والتعري والدولارات، وفوق كل هذا الردم تمثال ضخم للرب الجديد: ترامب.
طائرة الرئيس السوري احمد الشرع تحط في مطار ماركا ضيفا. الملك عبدالله الثاني في طليعة مستقبليه. بينما بشار الاسد في برد موسكو يتقلّب. قلت في نفسي: سبحان من يعز من يشاء ويذل من يشاء.
الدبلوماسية الاردنية تنور يهدر في منطقة تتغيّظ نارها. تلسع. أجيجها تتوقّد فيه الحرائق التي لا تريد ان تنطفئ. بالتأكيد هي كذلك ألا نقف عند منعطف حاد. له ما بعده.
وأنا اتابع الطائرة السورية الرئاسية الخاصة وهي تحط في مطار ماركا قلت انه الهبوط الذي يترجم شعورا شعبيا بالارتياح، وتفاؤلا رسميا.
سوريا الاسد منذ حافظ ومرورا ببشار، تلك التي كانت تنظر إلى عمّان بصفتها جارة لدودة؛ لم تعد موجودة في المنطقة، رحلت الى البلاد الباردة موسكو.
مشهد الطائرة مع بعض الاستثناءات هي الوجه الجميل وسط كل هذه الحرائق.
الان نحن على أعتاب صياغة علاقات أردنية سورية جديدة. يشعر الطرفان فيها انهما بحاجة الى بعضهما البعض. لهذا يجتهدان في تقديم كل ما يلزم لبناء طبقات من الثقة. صار في دمشق لنا أشقاء أصدقاء وليس إخوة من الخصوم.
أعلم أننا نريد من دمشق اكثر مما تستطيعه، كما انها تأمل ان نقدم لها اكثر مما نطيق. وهذا ليس مشهدا بائسا، بل هو ما تصنعه المنطقة بأهلها.
في منطقة الجميع فيها على توافق تام. أو قل إن الجراح التي بين دول المنطقة ليست قطعية ولا عميقة كما أنها لا تحتاج الى قطب، باستثناء ما زرعه الرجل الابيض في خاصرتنا. الاحتلال الاسرائيلي. الكيان الذي يعيث إفسادا ويعكر حتى مياه الأمطار النقية، ويأمل ان يضعنا في كابوس مستمر. ونأمل نحن في ان يرتطم قريبا بكابوس الزوال.
نعم. الزوال. لكن احلام ان نفيق يوما على زوال اسرائيل لن تتحقق بلا عمل. اسرائيل التي تظن نفسها قادرة على العبث بأمن العرب جميعهم في كل المنطقة وما بعد المنطقة لن تستطيع الاستمرار طويلا. ما يقوم به الاسرائيليون خارج كل نواميس الكون. ولا يمكن له ان يستمر حتى لو استكانت المنطقة وأهلها وجبنوا عن التصدي.
عما قليل سينشغل العم سام بحرائق ترامب التي يشعلها في العالم بأسره. الحرائق التي يشعلها في كل مكان كطائر الحدأة. يتقن إشعال وتوسيع النيران. المنطق يقول ان نقطة ما ستنفلت فيها الامور من بين اصابع مخيلته التي يظن فيها انه يملك قرار العالم بأسره.
    نيسان ـ نشر في 2025/02/26 الساعة 00:00