الاحتلال يريد تقويض غزة من الداخل، والضفة تعيش حربا حقيقية

نيسان ـ نشر في 2025/03/03 الساعة 00:00
رفض نتنياهو البدء بمفاوضات المرحلة الثانية متوقعا وعلى المقاومة ان تكون حذرة من غدر الاحتلال
الاحتلال يحاول تعويض خسائره بالضغط على المقاومة وحاضنتها الشعبية
نتنياهو يعتقد ان ما لم حصل عليه بالحرب، يمكن الحصول عليه بالضغط الناعم على غزة عبر العقوبات والتجويع
واشنطن تدير الحرب على غزة ونتنياهو وحكومته ينفذاها
الضغط الذي تمارسه إسرائيل وأمريكا يُعبر عن أزمة أعمق جراء شعورهم بالهزيمة النكراء في 7 أكتوبر
يبحث "الإسرائيلي" عن صورة انتصار ولو وهمية وصورية في غزة
موقف المقاومة في غزة ثابت وهو ترفض الخضوع للابتزاز
الأنظمة العربية ارتضيت ان تكون مطية عند الأمريكي والإسرائيلي منذ 75 عاما
ربما يكون هناك عودة للحرب بشكل مختلف خاصة مع حصول إسرائيل على الضوء الأخضر الأمريكي بالحصار والتجويع والقتل
ما يجري في الضفة الغربية حرب حقيقية هدف اسرائيل منها إحداث تغييرات جذرية وهندسة اجتماعية جديدة
جوهر الصراع هو المخيم وحق العودة، ولذلك يستهدف الاحتلال المخيمات
إسرائيل لا تريد لنا اي كيان سياسي فلسطيني، ولذلك هي تقوض السلطة الفلسطينية في الضفة
ما يجري في الضفة هو تطهير عرقي بامتياز ومكتمل الأركان، وحرب حقيقية
استهداف الاحتلال للمخيمات ليس صدفة، فهو يأتي تنفيذا لخطة ممنهجة وموضوعة منذ زمن في أدراج الاحتلال، هدفها تدمير المخيمات وشطب رمزيتها وهويتها
الاحتلال يهدف الى خلق هندسة اجتماعية جديدة، من خلال شطب العنوان النضالي والوطني المتمثل بالمخيم الذي يجسد جوهر الصراع مع الإسرائيلي
مشروع الأمريكي والإسرائيلي هو تفتيت سوريا وعزلها عن عمقها العربي وتقسيمها الى ممالك وطوائف
النظام والحاكم الجديد لسوريا، عليه ان يعلن موقفه من العدوان الإسرائيلي على سوريا والقضية الفلسطينية

يرفض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في غزة، ويسعى الى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وضمن هذا المسعى جاء مبعوث الرئيس الأمريكي ويتكوف ليساعده في التنصل من الاتفاق الذي جرى التوصل اليه سابقا، بطرح صيغة جديدة توفر لنتنياهو ما يريد، بعدم الذهاب الى المرحلة الثانية وهو ما رفضته المقاومة.
وقال الزميل معمر عرابي ان ما يقوم به نتنياهو من "رفض البدء بمفاوضات المرحلة الثانية متوقعا وقد حذرنا منه وعلى المقاومة ان تكون حذرة من غدر الاحتلال"، مضيفا ان ما يقوم به نتنياهو والإدارة الأمريكية جزء من إرهاصات اليوم التالي التي تضغط على الأمريكي والإسرائيلي والذي كانوا يتحدثون عنه لغزة التي يجب ان تكون خالية من المقاومة".
وأضاف عرابي في حديث مع قناة العالم " ان الإسرائيلي يدرك ان اليوم التالي هو الأصعب بالنسبة له، لأنه يدرك بالمعنى الاستراتيجي انه كيانه بدأ يتآكل بالضربة الاستراتيجية التي تلقاها في 7 أكتوبر، ولذلك هو يحاول تعويض خسائره بالضغط على المقاومة وحاضنتها تقويض غزة من الداخل، ويعتقد ان ما لم يحصل عليه بالحرب يمكن الحصول عليه بالضغط الناعم".
وأوضح عرابي ان ما يجري حاليا هي "استحقاقات لشعور الإسرائيلي والأمريكي بالهزيمة في 7 أكتوبر، والتي مني بها بعد 76 عاما من بيع الوهم بان جيش الاحتلال هو الاكثر اخلاقيا والاقوى في المنطقة"، مشيرا الى ان من يدير الحرب والضغط هو الولايات المتحدة ومن ينفذ نتنياهو حكومته".
وأشار عرابي الى ان الأمريكي يدرك ان الإسرائيلي تلقى ضربة استراتيجية في السابع من أكتوبر، ولذلك تسعى واشنطن وتل أبيب الى الضغط على غزة الآن، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهداف الحرب التي وضعت في بدايتها، كعودة الأسرى، وانتحار المقاومة واستسلامها، وان تكون غزة خالية من المقاومة، مشيرا ان نتنياهو ارتكب مجازر وابادة جماعية بقتل المدنيين، والتقارير الإسرائيلية منذ الأمس تتحدث عن المقاومة في غزة وأنها لا تزال بعافيتها.
وعن الضغوطات الامريكية والإسرائيلية وأهدافها قال عرابي ان تلك الضغوطات من اجل تحقيق مكاسب وعدم الذهاب للمرحلة الثانية، لكن نتنياهو يعلم ان المقاومة لديها اوراق مهمة ومنها الأسرى الاحياء والأموات من أصحاب الرتب العالية في الجيش، مشيرا ان نتنياهو يعلم " ان عودة الحرب الى غزة من جديد يعني قتل هؤلاء الجنود والضباط، وهذا قد لا يزعجه، لأنه يعتقد ان الأسير الميت أفضل من الأسير الحي كما ان جزء من اسراه قتلوا بقصف الجيش الإسرائيلي".
وأشار عرابي ان الضغط الذي تمارسه إسرائيل وأمريكا هو تعبيرا عن أزمة أعمق يشعرون بها ناجمة عن شعورهم بالهزيمة النكراء في 7 أكتوبر، ولذلك يبحث "الإسرائيلي" عن صورة انتصار ولو شكلية وصورية في غزة، لافتا ان إسرائيل وجدت انه لا تغيير بعد وقف إطلاق النار فالمقاومة موجودة وكذلك سلاحها وحاضنتها وبيئتها.
وأضاف عرابي ان الاحتلال الإسرائيلي يسعى الى الضغط على قطاع غزة لتقويضها من الداخل، في محاكاة وتكرار لتجربة تدمير الدولة السورية بعد 14 عاما من الحرب، من خلال استخدام القوة الناعمة في تجويع الشعوب السوري وتقويضه من الداخل، ولذلك تحاول إسرائيل وأمريكا تقويض غزة من الداخل وخلق نقمة من الجمهور على المقاومة لكنه لا يستطيع ذلك لان الشعب الفلسطيني بكل قواه مقاوم.
وحول موقف المقاومة الرافض لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، قال عرابي " ان موقف المقاومة ثابت ولا يمكن ابتزازها، وهي تدرك ان ما يجري مقايضة الشعب الفلسطيني بحقوقه واعمار غزة"، مضيفا " أن موقف المقاومة واضح ولكن علينا ان نكون واعيين"، مؤكدا ان المقاومة في غزة تعد الأولى من نوعها حول العالم التي تنتصر رغم حصارها ببقعة جغرافية صغيرة، ورغم خنقها وحصارها من القريب قبل البعيد.
وأكد عرابي ان على الأنظمة العربية ان تدرك من باعها عام 2011 باسم الربيع الأمريكي لن يشتريها اليوم، وان أطماع وعيون إسرائيل مفتوحة على مصر وسوريا والاردن وكل الدول العربية، مشددا انه لا يمكن الرهان على الأنظمة العربية التي لها سجل وتاريخ طويل وحافل بالتآمر على الشعب الفلسطيني، وان من باع فلسطين عام 48 لن يشتريها اليوم.
وتابع عرابي "من يريد من الأنظمة العربية ان يتغير فهو سيتغير لمصلحته، لان عروش هذه الأنظمة مهددة ومستقبلها مهدد، اما رهاننا كشعب فلسطيني فقد كان دوما على الشعوب العربية، ولذلك حين حوصرت وقتلت وذبحت غزة، كان الشعب الفلسطيني يقاتل بلحمه الحي ولم نراهن على النظام العربي البائس والمجتمع الدولي الظالم".
واكد عرابي ان الضغوط الإسرائيلية من إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات وما الى ذلك، هدفها تقويض غزة من الداخل وتجويع الشعب الفلسطيني الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء ولذلك قد يكون لها تأثير على بيئة المقاومة، ولذلك فان الرهان في مرحلة التجويع والحصار نراهن على شعبنا والشعب العربية والأحرار في العالم، بينما الأنظمة العربية ارتضيت ان تكون مطية عند الأمريكي والإسرائيلي لمدة 70 عاما، وهي عدوة لشعوبها، ولذلك نخاف على المقاومة من القريب قبل البعيد.
وحول خيارات الاحتلال في غزة في حال عدم المضي للمرحلة الثانية من الصفقة قال عرابي " لقد تعودنا على غدر الاحتلال والاعيبه في غزة، ولذلك هو يحاول بكل الطرق صنع صورة وهمية لانتصاره في غزة، ولذلك ربما يكون هناك عودة للحرب بشكل مختلف خاصة ان إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر الأمريكي بالحصار والتجويع والقتل".
وعن تطورات العدوان في الضفة الغربية وتحديدا في مخيمات الشمال قال عرابي ان "ما يجري في الضفة الغربية حرب حقيقية تهدف إسرائيل من خلالها الى إحداث تغييرات جذرية وهندسة اجتماعية جديدة وهذا تجلى في نزوح 40 ألف فلسطيني قسرا من منازلهم في مخيمات جنين وطولكرم، وهو ما يعد تغيير ديمغرافي وجيوسياسي بهدف شطب اي معلم من معالم اللجوء في الضفة".
واكد عرابي "ان جوهر الصراع هو المخيم وحق العودة، ولذلك يستهدف الاحتلال المخيمات، وهذا جزء من الحرب الكبرى حيث باتت الضفة مقطعة الأوصال، ولا يستطيع السكان الحركة والتنقل، وبتنا نواجه أكبر جيش من المستوطنين قوامه مليون مستوطن مسلح بدعم من جيش الاحتلال".
وأضاف عرابي "هناك حرب حقيقية صامتة تجري في الضفة الغربية، فإسرائيل لا تريد لنا اي كيان سياسي فلسطيني، ولذلك هي تقوض السلطة الفلسطينية في الضفة، كما انها تريد تصحيح خطأها التاريخي بأنه بقي بعض الفلسطينيين على ارضهم، ولذلك يريد اليوم ضم الارض وطرد السكان وخلق ظروف وبيئة طاردة لهم".
واكد عرابي " ان ما يجري في الضفة هو تطهير عرقي بامتياز ومكتمل الأركان، وحرب حقيقية"، مضيفا " ان الاحتلال هود مدينة القدس بالكامل، ويعمل على تغيير ملامح الضفة فالمستوطنات باتت على أبواب المدن والقرى، مصحوبة بتغيير ديمغرافي وجيو سياسي واضح المعالم مع وصول عدد المستوطنين الى مليون، وكل ذلك ينصب في هدف رئيسي هو طرد السكان الأصليين من وطنهم".
وعن أسباب استهداف الاحتلال للمخيمات قال عرابي " ان استهداف الاحتلال للمخيمات ليس صدفة، فهو يأتي تنفيذا لخطة ممنهجة وموضوعة منذ زمن في أدراج الاحتلال، هدفها تدمير المخيمات وشطب رمزيتها وهويتها، كونها تمثل حق العودة، وتمسك أهلها بمدنهم وقراهم التي هجر منها أجدادهم".
وأضاف عرابي ان الاحتلال يهدف الى خلق هندسة اجتماعية جديدة، من خلال شطب العنوان النضالي والوطني المتمثل بالمخيم الذي يجسد جوهر الصراع مع الإسرائيلي، ولذلك فالاحتلال حين يقتحم أي مخيم يدمر البنية التحتية وكل معالم الحياة، ويُهجر السكان كما جرى في شمال الضفة الغربية.
وأوضح عرابي ان الاحتلال يسعى من تهجير سكان المخيمات قسرا الى إدماج اللاجئين مع سكان المدن، ومن ثم شطب كل ما يمت بصلة الى المخيمات وحق العودة، لافتا ان المخيمات طيلة 76 عاما تعتبر الشاهد على الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وهي تذكر الاحتلال على الظلم الذي ارتكبه، وان كيانه القائم على الأرض مصطنع، وان فلسطين لا تتسع الا لأهلها الاصلانيين
وأشار عرابي ان الاحتلال يريد من استهداف المخيمات، خلق أكبر عملية تزوير في التاريخ، وكي وعي الشعب الفلسطيني، ولذلك فان الاحتلال يرفض تسجيل أي طفل يولد بالمخيم باسمه، لأنه يعتبر ذلك استمرار للمخيم، الذي يمثل جوهر الصراع، لافتا ان ما يجري في المخيمات يعد "بروفة" لعملية تطهير عرقي ممنهجة ومكتملة الأركان.

وعن تطورات المشهد السوري، عقب تهديد الاحتلال بالتدخل العسكري في بلدة جرمانا تحت ذريعة حماية الطائفة الدرزية، قال عرابي ان ما يجري حاليا كنا حذرنا منه سابقا حين كان يستهدف الاحتلال الدولة والجيش السوري، فالهدف من كل ذلك تدمير سوريا وكل مكوناتها وكي وعي الشعب السوري والضغط عليه، مضيفا " الامر ليس هذا النظام او ذلك، لكن تدمير سوريا الدولة".
وأضاف عرابي " ان النظام والحاكم الجديد لسوريا، عليه ان يعلن موقفه تجاه الكثير من القضايا منها القضية الفلسطينية"، خاصة ان الاسرائيلي لا يخفي اطماعه في سوريا ويهدد جرمانا البعيدة عدة كيلومترات عن دمشق، وهذا ما يثبت ان إسرائيل هي ضد كل ما هو عربي وقومي واسلامي، ولذلك هناك قلق حقيقي على سوريا في ظل محاولة الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي والتركي ذبح سوريا كل بطريقته.
واكد عرابي ان الأمريكي والإسرائيلي لديهم مشروع معلن لتفتيت، سوريا وعزلها عن عمقها وتقسيم سوريا الى ممالك وطوائف، وهو اليوم يستخدم الورقة الدرزية ومن ثم العلوية والسنية، وهو ما يستدعي تصدر العقلاء من الطائفة الدرزية المشهد والمكائد الإسرائيلية، ومحاربة الأصوات النشاز، خاصة ان قادة الدروز التاريخيين في سوريا ولبنان مثل سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط كانت لهم مواقف معروفة وتاريخية.
وأضاف عرابي ان المخطط الإسرائيلي والأمريكي في سوريا، تقسيمها وتأجيج خلافاتها وصولا الى الحرب الاهلية بين أهلها، ولذلك مطلوب من الحاكم الجديد في سوريا ان يعلن موقفه من العدوان والاعتداء على سوريا كما هو الحال من القضية الفلسطينية، وفي المحصلة فان الرهان دوما كان على الشعب السوري وليس على الحاكم الجديد ومن حوله، لأنه منذ اليوم الاول وحتى اللحظة لا يوجد لديهم موقف واضح وصريح من احتلال الأراضي السورية.
    نيسان ـ نشر في 2025/03/03 الساعة 00:00