هل تنجح عمان بإطفاء الحرائق التي يريد نتنياهو إشعالها في وجوهنا جميعا؟

نيسان ـ نشر في 2025/03/04 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات ..
لا اعتقد أن يغيب عن السوريين العلاقات المتينة التي بناها الاردن منذ سنوات مع ابناء الطائفة الدرزية وانه يمكن ان يقدم للاخوة السوريين كل ما يلزم من اجل تهدئة الازمة التي تريد اسرائيل ان تنفجر في وجه سوريا الجديدة.
في الحقيقة الاردن يقوم الان بكل ما يلزم خاصة وان مصالحه القومية تدفعه الى التدخل من اجل تفويت الفرصة على نتنياهو الذي يعتبر شرط بقائه في الحكم هو اشعال كل ما يمكن اشعاله من حرائق في المنطقة. وهذا ايضا يدركه الاردن جيدا.
خلاف شخصي، ربما كان معدّا مسبقا من قبل مليشيات تابعة للنظام السوري السابق ومستفيدة من تجارة المخدرات والفوضى التي وقعت في سوريا قبل انتصار الثورة، سارعت اسرائيل الى محاولة تعظيمه والاستفادة منه، لعله يكون الشرارة التي تفجر فيها الاوضاع هناك.
الاطماع الاسرائيلية التي وصلت حد تجرؤ رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بأن وجه الجيش الاسرائيلي بالتحضير لحماية مدينة جرمانا الدرزية، - برغم انها فسيفساء من الطوائف الدينية، وليست درزية وحدها ثم يقول نتنياهو للاخوة الدروز: ثوروا على سوريا الجديدة ونحن في ظهركم، وستكون مقاتلاتنا فوق سمائكم تحميكم.
تلك تفاصيل ودلالات يعلمها زعيم بمستوى وليد جنبلاط الذي سارع الى القول : إن المشروع الإسرائيلي هو تقسيم كل المنطقة .."نعم أنا قلق جداً، ولا بد من مواجهة هذا الأمر الذي يتطلب من القوى الحية القومية الوطنية العربية في سوريا الوقوف في وجه هذا الأمر، لأن استقرار لبنان مبني على استقرار سوريا."..
نتنياهو - الذي عينه على حوض اليرموك، الذي يعني بالنسبة الى الاردن الكثير - لم يكن يحسب اي حساب بأن يقوم شاب درزي يحمل الجنسية الالمانية بطعن مستنوطنين فيقتل احدهم ويصيب اخرين في هجوم حيفا.
الدهشة بل والاستغراب التي سادت الأوساط السياسة الإسرائيلية كانت تدرك معنى الحادثة. شاب عربي درزي (إسرائيلي) من مدينة شفا عمر، يقوم بعمل معاد للدولة الإسرائيلية نادر لكن له معنى كبير، فهذا ليس من السهل على الاسرائيليين استيعابه.
المفارقة ان هذه العملية جاءت بعد ساعات فقط من تصريح نتنياهو باستعداده "للدفاع عن دروز سوريا"، برسائل ود إلى دروز الجولان والسويداء.
إذن لا هوية المنفذ ولا توقيت العملية كانت مناسبة لنتنياهو. انها عملية تحمل رسائل عدة.
أردنيا نفهم كل ذلك ونعمل على إطفاء الحرائق التي يريد نتنياهو أن يشعلها في وجوهنا جميعا. نتنياهو الذي يبدو انه لا يريد ان يتوقف حتى يضمن انفجار المنطقة كلها.
    نيسان ـ نشر في 2025/03/04 الساعة 00:00