للمرأة في يومها العالمي: نغم يتهادى على جناح الأنوثة
نيسان ـ نشر في 2025/03/11 الساعة 00:00
مروة صلاح متولي
«امرأة» مقطوعة موسيقية للموسيقار السوري مالك جندلي مؤلفة للبيانو والأوركسترا، تم تسجيلها في موسكو بأداء وعزف مالك جندلي على البيانو بمصاحبة الأوركسترا الروسية الفيلهارمونية. وصدر فيديو مصور للمقطوعة بالتعاون مع متاحف قطر والأعوام الثقافية في الثامن من مارس/آذار حيث يحتفي الموسيقار مالك جندلي بالمرأة في يومها العالمي. وتأتي هذه المقطوعة ضمن إطار عمله من خلال نافذة القوة الناعمة للفن على خلق توازن استراتيجي مع الغرب، وتعديل نظرته الدونية للعرب والمسلمين. كما يسعى مالك جندلي من خلال موسيقاه إلى تغيير السردية النمطية والنظرة الغربية الاستشراقية للمرأة العربية، والتعبير عن مبادئ ثقافتنا العربية الإسلامية، السباقة في احترام المرأة وصون حقوقها، وتكريمها والإعلاء من شأنها بدرجة كبيرة، ربما لم تعرفها بعض الثقافات الأخرى في الأزمنة القديمة، حيث الجنة تحت أقدام الأمهات والرفق بالإناث، وإلى ما هنالك من المفاهيم الراسخة في الثقافة العربية الإسلامية التي تحث على تقدير المرأة ورعاية شؤونها.
وكما يقوم مالك جندلي بحفظ التراث الفني لبلده سوريا والتراث الموسيقي العربي بشكل عام في مؤلفاته الموسيقية، التي يقدمها إلى العالم بلغة الموسيقى السيمفونية، وتوظيف المقامات الشرقية والألحان التراثية السورية والعربية في أعماله السيمفونية والأوركسترالية، بطريقة أكاديمية ضمن قوالب ونظريات علم الهارموني للموسيقى الكلاسيكية، بهدف الحفاظ على هذا التراث الموسيقي وتقديمه إلى العالم من خلال الأعمال الجادة الراقية، يعمل كذلك على تقديم جوانب أخرى من ثقافتنا العربية والإسلامية، وإبراز بعض مظاهرها الحضارية الأصيلة من خلال موسيقاه المسموعة في الغرب، التي تحمل إلى جانب جمالياتها الفنية المتعددة رسائل ثقافية وإنسانية مهمة، تربط الثقافة العربية الإسلامية بالعالم، وتؤكد حضورها كشريك أساسي في الحضارة الإنسانية بشكل عام.
ولا يُنسى دور مالك جندلي وما قام به كمواطن سوري يحمل في قلبه حب الوطن كالملايين من السوريين، وكموسيقار يمتلك لغة النغم، حيث صور بالموسيقى كفاح الشعب السوري في سبيل الحرية، وواكب الثورة السورية منذ اندلاعها وحتى انتصارها، وروى بالنغم فصولاً من المأساة الهائلة التي مرّ بها الشعب السوري، في أعمال مثل، «وطني أنا» وهي أغنية كتب مالك جندلي كلماتها بنفسه، وعزفها خلال مسيرة داعمة للثورة السورية أمام البيت الأبيض عام 2011، ما أدى إلى الاعتداء على والدي الموسيقار بالضرب العنيف في منزلهما في حمص، وكونشرتو الكمان والأوركسترا الذي أهداه إلى «نساء سوريا اللاتي ازدهرن بالشجاعة»، وخص منهن مجموعة من السيدات اللاتي تعرضن للاعتقال والإخفاء القسري أثناء الثورة السورية، وسيمفونية القاشوش التي خلد بها ذكرى الشهيد القاشوش، الذي كان يغني للثورة السورية فقتل واقتلعت حنجرته، ومقطوعة «يا الله» التي وثقت نداء السوريين في عز المحنة الرهيبة واللجوء إلى الله وحده، والسيمفونية رقم 3 هيرايث (الوطن الذي لا يمكن الرجوع إليه)، و»سوريا نشيد الأحرار» النشيد الذي تنبأ بالحرية وظل في انتظارها حتى تحققت، إلى جانب الكثير من الأعمال الأخرى، التي تخلد نضال الشعب السوري فنياً وموسيقياً على أفضل وجه.
المرأة في مقطوعة موسيقية
يُحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وهو مناسبة عالمية للاعتراف بإنجازات المرأة في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها، والدعوة إلى تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين، وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم في أواخر القرن العشرين، وتطور ليصبح رمزاً عالمياً للنضال من أجل حقوق المرأة في العمل والتعليم، والانتخاب والممارسة السياسية وحماية المرأة من العنف، وكذلك تكريم الرائدات من النساء في شتى المجالات. لا شك في أن منزلة المرأة ومكانتها في أمة من الأمم تعد مقياساً لمدى تحضر تلك الأمة وتقدمها، ويعد تأليف مالك جندلي لمقطوعة موسيقية عن المرأة، وهو فنان عربي يعيش في الغرب ويستمع العالم إلى موسيقاه، رسالة بليغة تساهم في لفت نظر الغرب إلى رؤية مغايرة للثقافة العربية الإسلامية.
تمتد مقطوعة «امرأة» إلى أربع دقائق، وهي مقطوعة متميزة جذابة ذات لحن عذب سهل التذكر، يظل يتردد في ذهن السامع حتى بعد انتهائه، وقابل لأن يدندنه المتلقي وأن يهمهم نغماته بصوته وهو اللحن الموسيقي البحت من دون كلمات، ويعود هذا إلى الصياغة الشاعرية والطلاقة الفنية والغنائية الصادرة عن اللحن ذاته. تخاطب المقطوعة المشاعر بسرعة وتترك أثراً جمالياً شفيفاً في النفس، ويلاحظ أنها توازن بين البساطة والتعقيد، فعلى الرغم من احتوائها على بعض الفنيات المتشابكة والتقنيات المركبة، إلا أنها تخاطب الذائقة الموسيقية العامة والحس الجمالي المشترك لدى الجميع، في الوقت نفسه، الذي تخاطب فيه أصحاب المعرفة الموسيقية المتخصصة والذائقة الفنية الرفيعة. كما أنها ذات موضوع محدد واضح يتصل بالعالم على مستوى واسع، يثير أفكاراً وتأملات حول نصف المجتمع المؤثر في نصفه الآخر والمساهم في تكوينه.
تبدأ المقطوعة بنغمات البيانو السريعة إلى حد ما، تنطلق الثيمة الرئيسية، ويسير البيانو في خطه الميلودي الخاص كمسيرة تمر بمراحل ومحطات، وخلال تلك المسيرة تكون هناك حالات شعورية مختلفة، فهناك الرقة الغالبة على نغمات البيانو التي تغلف المقطوعة بشكل عام، والحيوية والرشاقة في بداية المقطوعة ومعظم أجزائها، تميل الموسيقى إلى المزيد من الرقة في بعض اللحظات، بالإضافة إلى لمسات الشجن والنغمات البطيئة التي تعكس لمحة خاطفة من الحزن، كدمعة أو دمعتين تساقطتا ثم مضت المسيرة تكمل طريقها، لا يوقفها شيء وإن مرت بصعوبات. يمضي اللحن الرقيق في طريقه بصوت البيانو، مع تدخلات الأوركسترا من حين إلى آخر، وما تضفيه تلك التدخلات من تأثيرات خاصة، كما في لحظات الصراع والذروة في الجزء الأخير من المقطوعة والخاتمة. تتعاقب الأنغام في اندفاعها بعبارات موسيقية قصيرة تشكل لحناً مرناً جميلاً يعتمد على نوتات متكررة بانتقالات تعبيرية مختلفة ما يمنح الإحساس بالاستمرارية، وتتسم المقطوعة بشكل عام بالميلودية الجميلة مع بعض التحويرات المقامية، وتكرار الثيمة والتنويع عليها والتشديد على ضربات البيانو في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الحركة الديناميكية طوال العمل.
لا تتقلب المقطوعة بدرجة كبيرة بين العلو والانخفاض، فلا وجود لذروات هائلة تحتشد فيها آلات الأوركسترا بقوة شديدة، وإنما توجد ذروات خاطفة متوسطة الضخامة والارتفاع. والمقطوعة بشكل عام ذات إيقاع معتدل السرعة له طابعه المميز، وتتخلله لحظات من البطء والهدوء يكون لها أثر تعبيري خاص، ويكون لتلك التغييرات في الإيقاع دور في خلق المزيد من الانتباه لدى السامع. تتميز المقطوعة أيضاً بتناغمها الهارموني البديع، وتلك اللمسة الجمالية الفريدة في أسلوبها وفكرتها وتوزيعها الموسيقي، وما تحمله من رسالة فنية ومجتمعية، هي موسيقى مشرقة بروح الحيوية والتفاؤل ورقة المرأة وقوتها تنساب كنهر يشق مجراه الطويل بمويجاته الرقيقة الناعمة.
كاتب مصرية
«امرأة» مقطوعة موسيقية للموسيقار السوري مالك جندلي مؤلفة للبيانو والأوركسترا، تم تسجيلها في موسكو بأداء وعزف مالك جندلي على البيانو بمصاحبة الأوركسترا الروسية الفيلهارمونية. وصدر فيديو مصور للمقطوعة بالتعاون مع متاحف قطر والأعوام الثقافية في الثامن من مارس/آذار حيث يحتفي الموسيقار مالك جندلي بالمرأة في يومها العالمي. وتأتي هذه المقطوعة ضمن إطار عمله من خلال نافذة القوة الناعمة للفن على خلق توازن استراتيجي مع الغرب، وتعديل نظرته الدونية للعرب والمسلمين. كما يسعى مالك جندلي من خلال موسيقاه إلى تغيير السردية النمطية والنظرة الغربية الاستشراقية للمرأة العربية، والتعبير عن مبادئ ثقافتنا العربية الإسلامية، السباقة في احترام المرأة وصون حقوقها، وتكريمها والإعلاء من شأنها بدرجة كبيرة، ربما لم تعرفها بعض الثقافات الأخرى في الأزمنة القديمة، حيث الجنة تحت أقدام الأمهات والرفق بالإناث، وإلى ما هنالك من المفاهيم الراسخة في الثقافة العربية الإسلامية التي تحث على تقدير المرأة ورعاية شؤونها.
وكما يقوم مالك جندلي بحفظ التراث الفني لبلده سوريا والتراث الموسيقي العربي بشكل عام في مؤلفاته الموسيقية، التي يقدمها إلى العالم بلغة الموسيقى السيمفونية، وتوظيف المقامات الشرقية والألحان التراثية السورية والعربية في أعماله السيمفونية والأوركسترالية، بطريقة أكاديمية ضمن قوالب ونظريات علم الهارموني للموسيقى الكلاسيكية، بهدف الحفاظ على هذا التراث الموسيقي وتقديمه إلى العالم من خلال الأعمال الجادة الراقية، يعمل كذلك على تقديم جوانب أخرى من ثقافتنا العربية والإسلامية، وإبراز بعض مظاهرها الحضارية الأصيلة من خلال موسيقاه المسموعة في الغرب، التي تحمل إلى جانب جمالياتها الفنية المتعددة رسائل ثقافية وإنسانية مهمة، تربط الثقافة العربية الإسلامية بالعالم، وتؤكد حضورها كشريك أساسي في الحضارة الإنسانية بشكل عام.
ولا يُنسى دور مالك جندلي وما قام به كمواطن سوري يحمل في قلبه حب الوطن كالملايين من السوريين، وكموسيقار يمتلك لغة النغم، حيث صور بالموسيقى كفاح الشعب السوري في سبيل الحرية، وواكب الثورة السورية منذ اندلاعها وحتى انتصارها، وروى بالنغم فصولاً من المأساة الهائلة التي مرّ بها الشعب السوري، في أعمال مثل، «وطني أنا» وهي أغنية كتب مالك جندلي كلماتها بنفسه، وعزفها خلال مسيرة داعمة للثورة السورية أمام البيت الأبيض عام 2011، ما أدى إلى الاعتداء على والدي الموسيقار بالضرب العنيف في منزلهما في حمص، وكونشرتو الكمان والأوركسترا الذي أهداه إلى «نساء سوريا اللاتي ازدهرن بالشجاعة»، وخص منهن مجموعة من السيدات اللاتي تعرضن للاعتقال والإخفاء القسري أثناء الثورة السورية، وسيمفونية القاشوش التي خلد بها ذكرى الشهيد القاشوش، الذي كان يغني للثورة السورية فقتل واقتلعت حنجرته، ومقطوعة «يا الله» التي وثقت نداء السوريين في عز المحنة الرهيبة واللجوء إلى الله وحده، والسيمفونية رقم 3 هيرايث (الوطن الذي لا يمكن الرجوع إليه)، و»سوريا نشيد الأحرار» النشيد الذي تنبأ بالحرية وظل في انتظارها حتى تحققت، إلى جانب الكثير من الأعمال الأخرى، التي تخلد نضال الشعب السوري فنياً وموسيقياً على أفضل وجه.
المرأة في مقطوعة موسيقية
يُحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وهو مناسبة عالمية للاعتراف بإنجازات المرأة في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها، والدعوة إلى تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين، وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم في أواخر القرن العشرين، وتطور ليصبح رمزاً عالمياً للنضال من أجل حقوق المرأة في العمل والتعليم، والانتخاب والممارسة السياسية وحماية المرأة من العنف، وكذلك تكريم الرائدات من النساء في شتى المجالات. لا شك في أن منزلة المرأة ومكانتها في أمة من الأمم تعد مقياساً لمدى تحضر تلك الأمة وتقدمها، ويعد تأليف مالك جندلي لمقطوعة موسيقية عن المرأة، وهو فنان عربي يعيش في الغرب ويستمع العالم إلى موسيقاه، رسالة بليغة تساهم في لفت نظر الغرب إلى رؤية مغايرة للثقافة العربية الإسلامية.
تمتد مقطوعة «امرأة» إلى أربع دقائق، وهي مقطوعة متميزة جذابة ذات لحن عذب سهل التذكر، يظل يتردد في ذهن السامع حتى بعد انتهائه، وقابل لأن يدندنه المتلقي وأن يهمهم نغماته بصوته وهو اللحن الموسيقي البحت من دون كلمات، ويعود هذا إلى الصياغة الشاعرية والطلاقة الفنية والغنائية الصادرة عن اللحن ذاته. تخاطب المقطوعة المشاعر بسرعة وتترك أثراً جمالياً شفيفاً في النفس، ويلاحظ أنها توازن بين البساطة والتعقيد، فعلى الرغم من احتوائها على بعض الفنيات المتشابكة والتقنيات المركبة، إلا أنها تخاطب الذائقة الموسيقية العامة والحس الجمالي المشترك لدى الجميع، في الوقت نفسه، الذي تخاطب فيه أصحاب المعرفة الموسيقية المتخصصة والذائقة الفنية الرفيعة. كما أنها ذات موضوع محدد واضح يتصل بالعالم على مستوى واسع، يثير أفكاراً وتأملات حول نصف المجتمع المؤثر في نصفه الآخر والمساهم في تكوينه.
تبدأ المقطوعة بنغمات البيانو السريعة إلى حد ما، تنطلق الثيمة الرئيسية، ويسير البيانو في خطه الميلودي الخاص كمسيرة تمر بمراحل ومحطات، وخلال تلك المسيرة تكون هناك حالات شعورية مختلفة، فهناك الرقة الغالبة على نغمات البيانو التي تغلف المقطوعة بشكل عام، والحيوية والرشاقة في بداية المقطوعة ومعظم أجزائها، تميل الموسيقى إلى المزيد من الرقة في بعض اللحظات، بالإضافة إلى لمسات الشجن والنغمات البطيئة التي تعكس لمحة خاطفة من الحزن، كدمعة أو دمعتين تساقطتا ثم مضت المسيرة تكمل طريقها، لا يوقفها شيء وإن مرت بصعوبات. يمضي اللحن الرقيق في طريقه بصوت البيانو، مع تدخلات الأوركسترا من حين إلى آخر، وما تضفيه تلك التدخلات من تأثيرات خاصة، كما في لحظات الصراع والذروة في الجزء الأخير من المقطوعة والخاتمة. تتعاقب الأنغام في اندفاعها بعبارات موسيقية قصيرة تشكل لحناً مرناً جميلاً يعتمد على نوتات متكررة بانتقالات تعبيرية مختلفة ما يمنح الإحساس بالاستمرارية، وتتسم المقطوعة بشكل عام بالميلودية الجميلة مع بعض التحويرات المقامية، وتكرار الثيمة والتنويع عليها والتشديد على ضربات البيانو في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الحركة الديناميكية طوال العمل.
لا تتقلب المقطوعة بدرجة كبيرة بين العلو والانخفاض، فلا وجود لذروات هائلة تحتشد فيها آلات الأوركسترا بقوة شديدة، وإنما توجد ذروات خاطفة متوسطة الضخامة والارتفاع. والمقطوعة بشكل عام ذات إيقاع معتدل السرعة له طابعه المميز، وتتخلله لحظات من البطء والهدوء يكون لها أثر تعبيري خاص، ويكون لتلك التغييرات في الإيقاع دور في خلق المزيد من الانتباه لدى السامع. تتميز المقطوعة أيضاً بتناغمها الهارموني البديع، وتلك اللمسة الجمالية الفريدة في أسلوبها وفكرتها وتوزيعها الموسيقي، وما تحمله من رسالة فنية ومجتمعية، هي موسيقى مشرقة بروح الحيوية والتفاؤل ورقة المرأة وقوتها تنساب كنهر يشق مجراه الطويل بمويجاته الرقيقة الناعمة.
كاتب مصرية
نيسان ـ نشر في 2025/03/11 الساعة 00:00