كنت طالبا عفريتا لا يكف عن النط والزعيق مثل نائب استرالي

نيسان ـ نشر في 2025/03/11 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
رأيت اليوم فيما يرى النائم اني عدت طالبا في الصف السادس ابتدائي. عدت الى حقبة كان فيها شغبنا لذيذا، وقفزنا بلا هدف، ولعبنا لهوا بلا طائل.
بل كل الطائل فيه كثيرا وضخم التجارب، وثروة نستمد منها جِدنا وحلمنا.
لم اكن حينها اعلم مراتب وظيفية اكبر من مدير مدرسة، لا رئيس وزراء ولا وزير، ولا نائب؛ حزبيا كان أو (عاديا) وبالطبع حينها كنت اظن ان الكبار لا يشتمون ولا يتشاجرون، لأنهم كبار. هكذا كنت اظن على الاقل حينها.
يومها كنت طالبا عفريتا، اترصد للزملاء مثل جنيّ لا يكفّ عن النط والزعيق.
ذات مرة شكاني صاحبي "سليم" للاستاذ وليد الصفدي لاني شتمته. فنهرني الاستاذ وليد: "يا ولد". هذا كل شيء.
حينها شعرت "بسليم" وقد أهين مرتين؛ مرة مني واخرى من المعلم الصفدي، ابتسمت بخبث.
رأى "سليم" ابتسامتي، فكانت تلك إهانته الثالثة.
مضت ساعة. أقل. وعدت لازعاج "سليم" مرة اخرى، فعاد رفيقي الى الاستاذ وليد الصفدي مرة اخرى، وعاد الاستاذ الى نهري بذات الاسلوب: "يا ولد". وهذا كل شيء.
من بعيد ابتسمت، وقد تسربت مني ضخكة خفية، قلت اشتمه هذه المرة وارى ما يفعل الاستاذ: "يا ولد".
صار "سليم" يحتج. "ئي.." قال محتجا. ثم صار يبكي، عطفت عليه وتأسفت منه، واعطيته "سناندويشتي"، فرضي، لم تنته الحصة الا وقد كنت قد توقدت نارا، غيظًا من الاستاذ وليد الصفدي، لأنه لم يعدل مع "سليم". لقد كلفني ذلك "ساندويشة".
طوال الوقت كان رفيقي يحاول اقناعي اني البادئ اصلا، بل وحاول اعادة "الساندويشة" لي، حتى ارضى انا هذه المرة. فسكتّ. ثم قلت له: بس انت "كذا" لانك توافق على ما فعله الاستاذ وليد الصفدي.
هنا انفجر سليم غضبا وقال يا استاااااذ بحكي لي "كذا". فنظر الي الصفدي وقال: "يا ولد".
    نيسان ـ نشر في 2025/03/11 الساعة 00:00