جنبلاط: نحذر من استخدام بعض الدروز إسفيناً لتقسيم سوريا

نيسان ـ نشر في 2025/03/16 الساعة 00:00
حذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، أبناء الطائفة الدرزية من محاولات الاختراق الإسرائيلي، ومساعي توظيفهم كأداة لتقسيم سوريا، داعياً إلى إعادة بناء العلاقات اللبنانية السورية على قواعد جديدة وترسيم الحدود برّاً وبحراً.
جاءت تصريحات جنبلاط خلال كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى اغتيال والده الزعيم الدرزي كمال بك جنبلاط في لبنان.

وأضاف جنبلاط: "إذ أشرقت على سوريا بعد غياب طويل شمس الحرية، وإذ سقط نظام القهر والاستبداد بعد 54 عاماً وتحرَّر الشعب السوري، وحيث أنّ الحكم الجديد بقيادة أحمد الشرع اعتقل المسؤول عن جريمة اغتيال كمال جنبلاط ذاك النهار الأسود المدعو إبراهيم حويجة، أعلن باسمي وباسم عائلتي وباسم الحزب التقدمي الاشتراكي ختم هذا التقليد كون عدالة التاريخ أخذت مجراها ولو بعد حين".
ووجه جنبلاط رسالة إلى أبناء الطائفة الدرزية قائلاً: "في مئوية سلطان الأطرش، حافظوا على هويتكم العربية وعلى تاريخكم النضالي المشترك مع الوطنيين العرب والسوريين في مواجهة الاستعمار والانتداب، وفي مواجهة احتلال الأرض في الجولان السوري".
وتابع: "حافظوا على تراثكم الإسلامي واحذروا من الاختراق الصهيوني، واستخدامكم كإسفين لتقسيم سوريا، وحافظوا على إرثكم الفكري والنضالي والسياسي"، وانتقد الزيارة الأخيرة لوفد من رجال دين دروز سوريين إلى إسرائيل، معتبراً أن الزيارات الدينية وغير الدينية لا تُلغي احتلال الأرض في فلسطين والجولان.

وأكد جنبلاط على أهمية "التمسك بالهوية العربية للبنان التي شوهتها أنظمة القمع والاستبداد والمخابرات"، مشدداً على ضرورة "تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة ترسيم الحدود حفاظاً للقرارات الدولية والسيادة، وإعادة الإعمار من خلال وضع آلية موثوقة عربياً ودولياً".
الصهيونية تسعى إلى التمدد في جبل العرب
وقت سابق، اتهم جنبلاط، خلال اجتماع للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيروت، الصهيونية بأنها "تستخدم الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية"، مضيفاً: "اليوم يريدون الانقضاض على جبل العرب في سوريا".
وأعرب جنبلاط عن خشيته من اندلاع حرب أهلية، مشيراً إلى أن هناك من يسعى إلى ذلك، وقال: "يريدون جر بعض ضعفاء النفوس، لكن أهل سوريا يعلمون ماذا يفعلون"، مضيفاً: "سأذهب إلى دمشق للتأكيد على مرجعية الشام بالنسبة للدروز".

وفي حديثه عن الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، قال جنبلاط: "لا يمثلنا وهو مدعوم من القوى الصهيونية"، محذراً من أن "استجرار البعض في هذا المخطط قد يؤدي إلى حروب أهلية لا نعلم كيف ستنتهي".
وصل وفد من رجال الدين السوريين من طائفة الموحدين الدروز إلى إسرائيل، يوم الجمعة الفائت، في زيارة قيل إنها تهدف إلى زيارة قبر النبي شعيب في الجليل الأسفل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ خمسة عقود، وتأتي في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد.
وبحسب موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، قال إن نحو 100 من شيوخ الدروز السوريين سيزورون إسرائيل، في أول زيارة من نوعها منذ قرابة 50 عامًا، فقد كانت آخر زيارة لهم بعد حرب عام 1973.
أثارت الزيارة جدلاً واسعاً في الأوساط السورية، حيث جاءت هذه الخطوة في توقيت حساس يشهد تصعيداً سياسياً وعسكرياً في المنطقة، ما دفع العديد من السوريين إلى إدانتها بشدة واعتبارها محاولة إسرائيلية لاستغلال البعد الديني لتحقيق مكاسب سياسية، فالزيارة، التي قيل إنها ذات طابع ديني، تتزامن مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، مما يثير تساؤلات حول أهدافها الحقيقية ودلالاتها في ظل التوترات الراهنة.
أعرب أهالي وعائلات بلدة حضر في جنوبي سوريا عن استنكارهم الشديد للزيارة التي قام بها بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة، تلبيةً لدعوة من جهات موالية للاحتلال الإسرائيلي في الداخل الفلسطيني.
وأكد البيان الصادر عن أهالي البلدة أن إسرائيل، التي لم تكن يوماً حريصة على حقوق الأقليات، تستغل هذه الزيارة الدينية كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال تحاول استخدام الطائفة الدرزية كخط دفاعي لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري.

من جهتها، ذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية، أن "الوفد يضم حوالي 100 رجل دين من قرى إقليم البلان، ومن المرتقب أن يشاركوا في الزيارة السنوية لمقام النبي شعيب المقررة اليوم الجمعة"، بترتيب من الشيخ موفق طريف.
وأشارت إلى أن "باصات دخلت من معبر عين التينة في الجولان باتجاه قرية حضر لنقل الوفود المشاركة، وسط ترتيبات أمنية من الجيش الإسرائيلي، ومن المقرر أن يعود الوفد إلى سوريا بعد انتهاء مراسم الزيارة يوم السبت".
بدوره، قال الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، إن "الوفد لا يضم رجال دين من محافظة السويداء، ويقتصر على قرى الإقليم، أي المناطق الواقعة في القنيطرة وريف دمشق من جهة جبل الشيخ".
واعتبر أن "من حق أبناء الطائفة زيارة الأماكن المقدسة وممارسة الشعائر الدينية، أسوة بباقي الطوائف الإسلامية والمسيحية التي تزور الأماكن المقدسة في القدس"، مضيفاً أن "الزيارة تحمل طابعاً دينياً". (سوريا تي في)
    نيسان ـ نشر في 2025/03/16 الساعة 00:00