محاضر جامعي إسرائيلي: جنودنا يقتلون الأطفال الفلسطينيين لأنهم تربّوا على ذلك

نيسان ـ نشر في 2025/03/19 الساعة 00:00
ضمن الأصوات الإسرائيلية القليلة المناهضة للحرب والرافضة لسفك دم الأبرياء الفلسطينيين، أثار محاضر في جامعة “بن غوريون” في بئر السبع ضجة واسعة، ودعوات للمحاسبة، بعدما قال إن جنود الاحتلال يقتلون أطفالًا فلسطينيين لأنهم قد تربّوا على ذلك.
وقال الدكتور سبستان ابن دانئيل، ضمن حديث إذاعي، إن جنود الجيش الإسرائيلي قتلة أطفال بعدما تمّت تربيتهم ليكونوا قتلة، وهم يستفيدون من دعم النيابة العامة والشرطة، وفقط “محكمة العدل العليا” تستطيع محاسبتهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسجل فيها هذا الموقف، حيث يعود ضد التيار الإسرائيلي الجارف. قبل نحو الأسبوعين، كتب ما هو مشابه مما عرّضه لحملة تهويش في الأوساط السياسية والإعلامية، وضغوط من قبل الجامعة، التي أوقفته عن العمل لعدة أيام. ولكنه عاد بعدما تراجع عن تصريحاته، كما جاء في بيانها.
الدكتور سبستيان، الذي يكتب ويتحدث في منتديات التواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار (جون براون، على اسم المناضل الأمريكي التاريخي من أجل الحرية)، سبق أن كتب، قبل أسبوعين، أن جنود الاحتلال يقتلون الأطفال الرضع، ليس بسبب الأوامر، بل لأنهم تربّوا على قتل الأطفال. ونوّه، في منشوره، إلى تقرير منشور في صحيفة “هآرتس” عن قتل امرأة فلسطينية حامل رمياً بالرصاص، في أعقاب أوامر صادرة عن قائد المنطقة الوسطى في الجيش، بتوسيع دائرة التعليمات الخاصة بإطلاق النار. وعلى خلفية المنشور، أقدمت جامعة بن غوريون على إبعاده عن الجامعة بضغوط من طلاب في الجامعة، ومن حركة “إم ترتسو” اليمنية، التي تشكّل نوعًا من “محاكم التفتيش” لملاحقة محاضرين وطلاب في الجامعات ينتقدون إسرائيل والاحتلال.
وتراجعت الجامعة، في مطلع الشهر الحالي، عن إقالته من سلك المحاضرين، بعدما وقّع 550 محاضرًا في الجامعات الإسرائيلية عريضة اعتبرت وقف سبستيان عن العمل بسبب ما قاله خطوة نحو حضيض جديد، منوهة إلى ضرورة أن تبقى المؤسسة الجامعية حصنًا للدفاع عن الحق في التعبير عن الرأي، وانتقدت التعاون مع أولئك الذين يعملون للمساس بهذا الحق.
يشار إلى أن الجامعة العبرية في القدس قد ضيّقت الخناق على محاضرة عربية، بروفيسور نادرة شلهوب كفيوركيان، لمشاركتها في توقيع عريضة دولية دعت لوقف الحرب على غزة، كونها تقتل النساء والأطفال ومجمل الأبرياء. ورغم إعادتها للعمل، اضطرت لاحقًا للتنازل عن العمل في الجامعة.
ويُشار في هذا الصدد، وفي ظل مشاهد الدم الفلسطيني المسفوح داخل قطاع غزة، وتهديدات نتنياهو بأن هذه مجرّد البداية، إلى ما قاله البروفسور آسا كاشير (84 عامًا)، الفيلسوف والمؤدلج الأكبر للمنظومة القيمية والسلوكية للجيش الإسرائيلي، في حديث لملحق صحيفة “هآرتس” (20.02.2025): “إن إسرائيل تُدار اليوم من قِبل عصابة إجرام”. وأكد أن الممارسات التي يقوم جيش الاحتلال بارتكابها في الحرب المتوحشة على قطاع غزة مروّعة ورهيبة، وإن كانت لا ترتقي إلى درجة جرائم الحرب وإبادة شعب.
ويُشار أيضًا إلى أن الاحتجاجات الحالية في إسرائيل تنطلق في الأساس من الخوف على مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة، علاوة على الرغبة بمناهضة استمرار نتنياهو في إضعاف “حراس العتبة” وإقالتهم، آخرهم رئيس “الشاباك” رونين بار. إلا أن عددًا قليلًا منهم يلتفت إلى جرائم الحرب بحق المدنيين في غزة منذ 14 شهرًا.
    نيسان ـ نشر في 2025/03/19 الساعة 00:00