أسئلة قليلة ! للأديب الاردني ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015/12/14 الساعة 00:00
( 1 ) أريد أن أسأل : ماذا سيكتب منتفعون ومتسلّقون وكتبة عرض الحال ، بعد عشر سنوات !!! .. هل سيعودون إلى الكتابة عن " الرقص في العتمة " و " الرقص على الجراح والحبال و في الزوايا العفنة .. وهل سيسعون إلى " الاصطياد في مياه عكرة " ، و في حال لم يجدوا مياهاً عكرة .. هل يسعون إلى تعكير المياه للبحث عن صيد ٍ فيها ؟ .. هل ستكون الكتابة عن " الوقيعة والنميمة والفتنة " دارجة في الأنحاء ؟ .. وهل سيكتبون عن البنادق التي ينقلها أصحابها من كتف ٍ إلى أخرى ، وعن المواقف التي تتبدّل مثلما تتبدّل " الجوارب " كلّّما اتسخت أو لحقها عفن .؟ .. بارعون في تهيئة الأجواء للفتنة ، و مهيّئون نحن للنميمة وللعتمة و للمياه التي تطلع منها رائحة القلق والتوتر . .. هل نحن ، و عن قصد ٍ أو سهو ٍ أو من دون قصد ، منذورون للنميمة وللوقيعة ولسطوة " الأنا الضارّة " ؟ و هل ننخرط في ورشة كذب كبرى مغلّفة بالألوان و التبويس والتحسيس و الابتسامات العريضة ؟ ... كنّا انخرطنا في ورشة كذب كاملة الدسم طيلة عقود مضت ! فهل نجرؤ على مجرّد المحاولة للانخراط في ورشة تصالح ٍ مع الذات والضمير . ( السطر الأخير كنت كتبته ونشرته سنة 1979 في القرن الفائت( ( 2 ) يريدوننا أدوات َ تنفيس ٍ وفق ما يشتهون . و يريدونك كاتب صكوك غفران و صكوك صلح و صكوك مؤامرات و صكوك بيع عقارات و كاتب وصولات تسليم بضائع في سوق الخضار المركزيّة . و يريدونك أن تكتب لهم وصلة ردح لــ ِ فلان ... و ربما بعد دقائق يقلبون الحال و يديرون أقفيتهم للكتابة السابقة و يعودون لطلب وصلة مدح و مديح و امتداح للشخص ذاته أو لغيره . كاتب ردح و كاتب مدح .. يرونك هكذا و ربّما يرونك كاتب لطم للجنازات و كاتب زغاريد للأفراح . يريدونك ، علبة حروف متحركة .. و ربّما يعتقدون أنك ماكينة تفريخ كلام . أنا ، أؤكد مرة تلو مرة ، أن ّ أسوأ وظيفة يمكن أن يلتحق بها الكاتب أو أن يمارسها ، تتمثل في أن يكون صندوق حروف يتحرّك أو جهاز تفريخ نميمة أو كلام ! ( 3 ) في الصيدليّات ، يبيعون الأدوية و ربّما طلاء الأظافر و كريمات البشرة ، لكنّهم لا يبيعون ( دهونات / كريمات ) لمعالجة حكّة الضمير . .. و أوجاع الضمائر ، لا تنفع معها حقن ٌ أو " كبسولات مضاد ّ حيويّ " ولا ينفع تبديل شرايين وأوردة . قبل سنوات طالبت بالبحث عن " ضمائر كاوتشوك بديلة " لمن يتلف ضميره .. للأسف : لا يمكن للعلم والطبّ أن يزرع ضميرا ً بديلا ً !
    نيسان ـ نشر في 2015/12/14 الساعة 00:00