الإيمان والعدالة من ربيع عربي الى ثورة عالمية على الظلم وأهله
نيسان ـ نشر في 2015/12/14 الساعة 00:00
ابتداء أنا لا أتفق على تسمية ما يحدث في الوطن العربي بالربيع فهو مخاضات ربيع قادم وليس ربيعا بالمطلق فالربيع لونه أخضر وما يحدث لونه أحمر وأسود، فما يحدث جحيم لمنع الربيع العربي من المجيء، لأن الربيع العربي إن جاء وكحتمية تاريخية سيتلوه تحول سيشمل العالم أجمع ومن هنا كان عنوان هذا المقال.
منذ ألف وأربعمائة عام أصبحت العروبة المسلمة ببعثة محمد هي الخطر على منظومة الظلم العالمية والتي تتشابه في كل أوجهها مع منظومة الظلم العالمية الحالية وقد أدرك الظالمون خطورة بعثة محمد على مستوى العالم بعد تخلص المؤمنين من عقبة قريش بأن تجمع مئات آلاف البشر مبكرا جدا لمقاتلة ثلاثة آلاف مؤمن عربي في مؤتة أما لماذا فالجواب متلازمة الإيمان والعدالةفي هذا الدين الجديد ولم أستطع أن أجد أي سبب حقيقي آخر يثير هذا الكم من العداء لأهل هذه المنطقة من العالم وأما قصة الثروات فهي قصة سخيفة وسخيفة جدا فالعالم لديه من الثروات ما يفوق ثرواتنا بآلاف المرات ولكنه تزييف الوعي لصرف النظر عن جوهر المعركة.
متلازمة الإيمان والعدالة هي سر عدواة البشر لعروبة محمد وعمر وإلا فكل الناس أو جلهم يدعون الإيمان بالله.
حين أتى الرسول العربي محمد لم يكن ليعاديه من العرب أو العالم أحد لو أنه اقتصر في طرحه على حقوق رب العالمين ولكنه طرح الأمرين في بوتقة واحدة الإيمان بالله والعدالة بين البشر من منطلق أن البشر كلهم أمام الخالق سواء سادتهم وعبيدهم ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
تصوروا لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن لأبي جهل وأبي لهب حقوقا غير تلك التي لبلال بن رباح وصهيب الرومي, لو حدث ذلك لارتضت قريش محمدا ملكاعليها كما عرضت عليه فعلاوأخضعت له باقي القبائل العربية وبقي الأسياد أسيادا والعبيد عبيدا وانتهى الأمر بمملكة عربية ضمت على الأقل في جنباتها بلاد العرب أجمعين.
ما حصل وما خشي ويخشى العالم تكراره في كل الأزمان أن بعثة الإيمان والعدالة أتت في زمن ضاق الناس فيه ذرعا بالظلم وأهله ففي ما لا يزيد عن ربع قرن حطم منطق الإيمان المقترن بالعدالة كل قوى الظلم شرقا وغربا. أما المعجزة فبقاء نبع هذا الفكر صافيا متدفقا كما كان منذ ألف وأربعمائة عام دون تغيير أو تبديل إذن التجربة قابلة للتكرار لأن شروط تكرارها موجودة.
الآن وبعد مد وجزر في قرب الناس وبعدهم على مدار الأزمان من تطبيق منهج أعظم البشر في تحقيق العدالة بين الناس وربطها بتحقيق بالإيمان مطلقا أو نفيه مطلقا عدنا لنفس القضية عربيا ثورة ضد الظلم لم تجد من يفتديها ويضحي بدمه من أجلها سوى شعوب مغلوب على أمرها في هذه البقعة من العالمولذلك يخطط المجرمون الآن للقضاء على شعب كامل في سوريا وتشتيته في كل بقاع الدنيا فقط لأنه يطالب بالعدالة لا أكثر ولا أقل.
لو يعلم المرتعدون مما يجري من تحولات في المنطقة أن الأمر سيقتصر على حدودها لما دفعوا بأموالهم وأنفسهم في هذه المحرقة ولكن كما وصل شعاع الإيمان والعدالة الصادر من مكة الى كل أرجاء الدنيا في بضع سنين سيصل الأمر في زمن أقل الآن وفرق الزمن في الحالتين كالفرق بين سرعة الحصان وسرعة الطائرة وإن غدا لناظره قريب.
نيسان ـ نشر في 2015/12/14 الساعة 00:00