إيران وإسرائيل.. مع من نقف؟
نيسان ـ نشر في 2025/06/15 الساعة 00:00
في ظل التصعيد الإقليمي الأخير، عقب الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيرانية والرد الإيراني عليه، يثور تساؤل بين المواطنين الأردنيين: ما هو الموقف الصائب؟ ومع أيّ طرف ينبغي أن نقف، إن كنّا سنقف؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بدّ من العودة إلى التاريخ وتحليل سلوك الطرفين تجاه العرب:
منذ عام 1948، تسبّبت إسرائيل في مقتل ما يقارب 200 ألف عربي نتيجة الحروب والاعتداءات.
في المقابل إيران -عبر تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان- كانت سبباً في مقتل ما يزيد عن مليون ونصف عربي، خلال فترة زمنية أقصر.
أما من حيث التوسّع والسيطرة:
إيران تمارس نفوذاً مباشراً أو غير مباشر في أربع دول عربية: العراق، اليمن، لبنان وسوريا (التي استعادت جزئياً استقلال قرارها لاحقاً)، إضافة إلى احتلالها إقليم الأحواز العربي.
إسرائيل احتلت أراضٍ فلسطينية، إضافة إلى الجولان وسيناء والضفة الغربية، التي استعادت بعضها الدول العربية.
من الزاوية الدينية، يرى بعض العلماء أن الخطر المذهبي الإيراني لا يقلّ عن خطر الاحتلال الإسرائيلي، فكلا الطرفين – بحسب هذا الرأي – يُشكّلان تهديداً على العقيدة والدين.
أمنياً، تواجه المملكة الأردنية الهاشمية تهديدات متزايدة من تهريب المخدرات عبر الحدود السورية - العراقية، حيث تُتهم إيران بدعم تلك الشبكات الإجرامية.
وعلى المستوى العسكري، ترسل إيران صواريخها عبر المجال الجوي الأردني، مما يُعرّض الأمن الوطني للخطر، في حين تعتمد إسرائيل في عملياتها على مسارات جوية أخرى عبر العراق وسوريا.
كلا الطرفين ساهم في تهجير وتشريد العرب، سواء في فلسطين أو الأحواز أو العراق أو سوريا.
فهل يعني ذلك أننا نقف إلى جانب إسرائيل ضد إيران؟
لا.
الموقف السليم – الذي تنتهجه الدولة الأردنية – هو الحياد، والرفض القاطع لتحويل الأردن إلى ساحة صراع. وهذا ينطبق كذلك على المواطنين، يجب إدراك أن الطرفين لا يحملان مصلحة حقيقية لنا كعرب أو أردنيين، وأن كليهما مارس انتهاكات بحق الشعوب العربية.
ولأن المواقف تختلف بحسب الجغرافيا والتجربة – فالفلسطيني يرى إسرائيل عدواً مباشراً، بينما ينظر السوري لإيران بوصفها قوة محتلة – فإن الخيار الأنسب هو الابتعاد عن المفاضلة، والتمسّك بالوحدة والدعاء لأوطاننا وشعوبنا، دون الانحياز إلى صراعات لا تخدم قضايانا.
للإجابة على هذا السؤال، لا بدّ من العودة إلى التاريخ وتحليل سلوك الطرفين تجاه العرب:
منذ عام 1948، تسبّبت إسرائيل في مقتل ما يقارب 200 ألف عربي نتيجة الحروب والاعتداءات.
في المقابل إيران -عبر تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان- كانت سبباً في مقتل ما يزيد عن مليون ونصف عربي، خلال فترة زمنية أقصر.
أما من حيث التوسّع والسيطرة:
إيران تمارس نفوذاً مباشراً أو غير مباشر في أربع دول عربية: العراق، اليمن، لبنان وسوريا (التي استعادت جزئياً استقلال قرارها لاحقاً)، إضافة إلى احتلالها إقليم الأحواز العربي.
إسرائيل احتلت أراضٍ فلسطينية، إضافة إلى الجولان وسيناء والضفة الغربية، التي استعادت بعضها الدول العربية.
من الزاوية الدينية، يرى بعض العلماء أن الخطر المذهبي الإيراني لا يقلّ عن خطر الاحتلال الإسرائيلي، فكلا الطرفين – بحسب هذا الرأي – يُشكّلان تهديداً على العقيدة والدين.
أمنياً، تواجه المملكة الأردنية الهاشمية تهديدات متزايدة من تهريب المخدرات عبر الحدود السورية - العراقية، حيث تُتهم إيران بدعم تلك الشبكات الإجرامية.
وعلى المستوى العسكري، ترسل إيران صواريخها عبر المجال الجوي الأردني، مما يُعرّض الأمن الوطني للخطر، في حين تعتمد إسرائيل في عملياتها على مسارات جوية أخرى عبر العراق وسوريا.
كلا الطرفين ساهم في تهجير وتشريد العرب، سواء في فلسطين أو الأحواز أو العراق أو سوريا.
فهل يعني ذلك أننا نقف إلى جانب إسرائيل ضد إيران؟
لا.
الموقف السليم – الذي تنتهجه الدولة الأردنية – هو الحياد، والرفض القاطع لتحويل الأردن إلى ساحة صراع. وهذا ينطبق كذلك على المواطنين، يجب إدراك أن الطرفين لا يحملان مصلحة حقيقية لنا كعرب أو أردنيين، وأن كليهما مارس انتهاكات بحق الشعوب العربية.
ولأن المواقف تختلف بحسب الجغرافيا والتجربة – فالفلسطيني يرى إسرائيل عدواً مباشراً، بينما ينظر السوري لإيران بوصفها قوة محتلة – فإن الخيار الأنسب هو الابتعاد عن المفاضلة، والتمسّك بالوحدة والدعاء لأوطاننا وشعوبنا، دون الانحياز إلى صراعات لا تخدم قضايانا.
نيسان ـ نشر في 2025/06/15 الساعة 00:00