فايدة حمدي .. الشرطية التي ايقظت الموت في بلاد العرب
نيسان ـ نشر في 2015/12/18 الساعة 00:00
لقمان إسكندر
هل صحيح أنها لو لم تصفع ذاك الشاب لكانت كل الأمور على ما يرام؟ سيبقى السؤال مفتوحا على جدل لا نهائي لا إجابة عليه.
إنها فايدة أو فادية حمدي التي تقول إنها تشعر بالندم الآن. تبكي وهي تقول إنها تسببت بكل هذا القتل والفوضى في العالم العربي.
حمل ثقيل ذاك الذي تحمله التونسية فادية فوق كاهلها. كيف لا وقد تحولت نشرات الأخبار بالنسبة إليها الى شأن شخصي.
تعبت فايدة وهي تُعدَ قتلاها الذين تجاوزوا مئات الآلاف إضافة الى ملايين الضحايا في سوريا وليبيا وتونس واليمن.
تعبت الشرطية المتقاعدة والعزباء المولودة في 1965 وهي تنظر الى شاشات التلفزيون وتقلب بين محطاته الإخبارية، فترى جارتها ليبيا وقد تحولت الى كفن أحمر، مجهول الغد، حتى وإن صالح الإخوة الأعداء بعضهم بعضا.
ثم تُقلب المحطات فترى تلك البعيدة سوريا، وقد صارت فيها المذابح فعل يومي لقتلة يتوالدون يوما بعد يوم.
ثم تنحو نحو الجنوب أكثر، فترى ما لا يُرى. قتل مجاني في ارض لم تعد سعيدة. هناك حيث اليمن.
شرطية ولاية سيدي بوزيد بتونس، صاحبة صفعة الشاب محمد بوعزيزي أطلقت بصوت كفّها على كرامة شاب شرارة ثورات عربية لا تكف عن الدوران منذ خمس سنين في تونس.
أما المفارقة فهي في أن محكمة سيدي بو زيد برّأت الشرطية حمدي. ربما هي بريئة من الصفعة، لكن ماذا عن الرصاص المتدفق في جسد الأمة منذ خمس سنوات. هي بالتأكيد بريئة منها أيضا، يكفيها الرعب الذي تعيشه وهي تسأل نفسها: ماذا لو لم أصفعه؟
نيسان ـ نشر في 2015/12/18 الساعة 00:00