ليس من الديناصورات.. من أين أتى النفط ؟

نيسان ـ نشر في 2025/07/31 الساعة 00:00
رغم شيوع الفكرة القائلة إن النفط ناتج عن تحلل الديناصورات، إلا أن العلم الحديث يُفنّد هذه المعلومة بشكل قاطع. فالحقيقة أن النفط لا علاقة له بهذه الكائنات الضخمة، بل يعود أصله إلى مخلوقات صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، كانت تعيش في أعماق البحار قبل ملايين السنين.
النفط لا يأتي من الديناصورات
وفقًا لخبراء الجيولوجيا والطاقة، فإن النفط يتكوّن من بقايا العوالق النباتية والحيوانية الدقيقة، بالإضافة إلى الطحالب والبكتيريا البحرية، التي عاشت قبل مئات الملايين من السنين في محيطات وبحار العصر القديم. بعد نفوقها، تراكمت هذه الكائنات في قيعان البحار، ودفنت تحت طبقات سميكة من الرواسب، لتخضع لاحقًا لضغط وحرارة هائلين أدّيا إلى تحللها تدريجيًا وتحولها إلى نفط خام، ما يُعرف بالذهب الأسود.
ويشير العلماء إلى أن الاعتقاد الشائع بأن النفط جاء من الديناصورات، يعود إلى تبسيط غير دقيق لمفهوم "الوقود الأحفوري"، الذي يضم النفط والفحم والغاز الطبيعي، لكن دون أن يعني أن كل هذه المصادر جاءت من كائنات ضخمة مثل الديناصورات، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) .
رحلة النفط من الكائنات المجهرية إلى محطات الوقود
تبدأ رحلة تكوّن النفط حين تموت كائنات بحرية دقيقة وتترسّب في بيئة خالية من الأكسجين في قاع البحر. مع مرور ملايين السنين، وتحت درجات حرارة تتراوح بين 60 و120 درجة مئوية، تتحوّل هذه المادة العضوية إلى مادة تُسمى الكيروجين، التي تُعد المرحلة الوسيطة قبل تحوّلها إلى النفط الخام.
بعد ذلك، يبدأ النفط في "الهجرة" من الصخور المصدرية إلى الصخور الخازنة، وهي طبقات جيولوجية مسامية تُتيح للنفط أن يتجمع فيها. وحين يتم اكتشاف هذه المكامن، تبدأ عمليات الاستخراج باستخدام تقنيات حفر متطورة.
من أعماق البحار القديمة.. القصة الجيولوجية للنفط
بحسب "ناشيونال جيوغرافيك"، فإن تكوّن النفط ارتبط ببيئات بحرية ضحلة كانت تغمر الأرض قديمًا. الكائنات الحية المجهرية، بعد موتها، غرقت في قاع البحر ودفنت تحت ملايين الأطنان من الرواسب والوحل. ومع مرور الوقت، وتحت ضغط وحرارة شديدين، بدأت المواد العضوية الغنية بالكربون بالتحول إلى أنواع مختلفة من الوقود الأحفوري، من ضمنها الفحم، والغاز، والنفط.
اليوم، توجد خزانات النفط في المناطق التي كانت سابقًا قيعان محيطات أو بحار داخلية، ويمكن العثور عليها تحت سطح الأرض أو في أعماق المحيطات.
نفط بألوان متعددة.. وليس فقط أسود
رغم أن النفط يُعرف بلونه الأسود، إلا أن لونه قد يختلف تبعًا لتركيبته الكيميائية. فهناك أنواع من النفط تميل للون البني الفاتح، الأصفر، الأحمر، بل وحتى الأخضر، وذلك بحسب نسبة المعادن أو الكبريت أو الشوائب فيه. وعلى سبيل المثال، فإن النفط الخفيف منخفض الكبريت يكون شفافًا نسبيًا وأكثر نقاءً، وهو يُفضل صناعيًا لإنتاج الوقود.
النفط في حياتنا اليومية
النفط ليس مجرد وقود للسيارات والطائرات، بل هو مكون أساسي يدخل في صناعة آلاف المنتجات، مثل الإطارات، الأدوية، البلاستيك، المبردات، الثلاجات، وحتى سترات النجاة. وتُعد صناعة التكرير أحد أهم الحلقات التي تُحول النفط الخام إلى مشتقات قابلة للاستخدام في الحياة اليومية.
النفط مورد غير متجدد
النفط يُصنف كمورد غير متجدد، أي أنه تكوّن خلال ملايين السنين، ولا يمكن تعويضه بعد استخراجه. ومع تسارع الاستهلاك العالمي، يتفق الخبراء على أن العالم يقترب من "ذروة النفط"، وهي النقطة التي يصل فيها الإنتاج العالمي إلى حده الأقصى، قبل أن يبدأ بالتراجع.
وبحسب بعض التقديرات، قد تحدث هذه الذروة بحلول عام 2050، ما يضع ضغوطًا إضافية على الاقتصادات والصناعات للبحث عن بدائل مستدامة للطاقة.
    نيسان ـ نشر في 2025/07/31 الساعة 00:00