الدب الروسي.. حليف إسرائيل الصامت على الأراضي السوريّة
نيسان ـ نشر في 2015/12/21 الساعة 00:00
أخيراً تمكّنت إسرائيل من استهداف القيادي في تنظيم حزب الله "سمير القنطار" بعدما أخذت وعوداً على نفسها بالثأر منه لقتله عائلة إسرائيلية وشرطيين إسرائيليين اثنين في العام 1979، حين كان لا يزال يبلغ 16عامًا، بعدما اضطرّت إلى الإفراج عنه من سجونها بعد 30 سنة من الاعتقال، في صفقة تبادل مع تنظيم حزب الله اللبناني خلال العام 2008، تم بموجبها استلام إسرائيل حثتي جندييها "أودي غولدفاسر" و"إلداد ريغيف" اللذين تم سحبهما إلى الأراضي اللبنانية، بعد قيام عناصر من الحزب بعملية نوعية في الشمال الإسرائيلي عام 2006.
وللتأكيد على أن عملية الاستهداف هي ثأريّة، وليست كما يُقال بأن "القنطار" كان يُعد لهجوم كبيرٍ ضد القوات الإسرائيلية، بسبب أن هناك حقائق دامغة تشير إلى ذلك، فعلاوةً على أن صفقة التبادل كانت قد أحدثت جدلاً كبيراً داخل إسرائيل، باعتبارها تدور عن جثث وليس عن جنود أحياء، ويتطلب عمل المزيد حيالها، فإن هناك سوابق لإسرائيل في هذا المجال، حيث قامت باغتيال القيادي في تنظيم حزب الله "عماد مغنية" داخل سوريا في فبراير 2008، بحجة قيادته في تصميم هجمات باتجاهها، وباغتيال" القيادي في حركة حماس "محمود المبحوح"، في قلب الإمارات العربية في يناير 2010، بحجة أنه ساعد الحركة في نقل الأسلحة، وساهم في قتل إسرائيليين.
لقد نقلتنا عمليّة اغتيال "القنطار" في أجندة الأحداث السورية الدائرة، إلى عدة أطراف، باعتبارها جادّة حول أن اغتياله، هو إعلان حرب، وهذه الأطراف هي إيران بالدرجة الأولى ثم سوريا ثم تنظيم حزب الله، لكن وبغض النظر عن النشاطات الإسرائيلية المتلاحقة باتجاه سوريا، والتي تكثّفت وتيرتها منذ الهبوط الروسي على الأراضي السوريّة، والتي لم تلق أية ردود واضحة، فإن الشكل الذي ستقوم بالرّد به تلك الجهات، قد يكون مختلفاً هذه المرّة، وإن بطرق صامتة أو غير مباشرة، برغم ما تصل إليه بعض المصادر العسكرية، بأن الرد لن يكون جاهزاً، وليس بوسع أيّ طرف من الأطراف المتاذّية، مجرّد التفكير، بسبب انشغالها العسكري ضد جبهات أخرى.
بنفس القدر الذي انفرجت فيه أسارير القيادات في إيران وسوريا وحتى تنظيم حزب الله بقدوم الروس إلى المنطقة، فقد ضاقت ذرعاً إسرائيل بذلك التواجد، لكن الذي خفف عنها ذلك هو نجاحها في تسجيل تفاهمات حول مصالحها، بحيث لا تؤثر نشاطات أيهما على الأخرى، وقد أثبتت جملة العمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة الأخيرة، باعتبارها كانت نتاجاً لهامش الحرية الذي أتاحه تنسيقها مع روسيا، وهو الجانب الذي أخفقت فيه الأطراف الثلاثة من تسجيل تفاهمات مماثلة، تحد من نشاطات إسرائيل وتمنع استغلالها للأحداث الجارية.
صحيح، أن إسرائيل كانت تقوم بمهاجمة أهداف مهمّة داخل سوريا، باعتبارها أهداف مُعادية، ولكنها في نفس الوقت كانت تقوم بها من خلال رعشة متواصلة، بسبب خشيتها من ردود سورية جزئية، حيث كانت حينها تهتم بأنها سترد على تلك الهجمات، وتخشى أكثر من أن تمتد إلى حرب شاملة بانضمام تنظيم حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة اعتمادا على المساهمة الإيرانية، ولذلك فقد امتنعت لفترة من مهاجمة أهداف سورية أو تابعة لتنظيم حزب الله هناك.
لكن الآن وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل بدت أكثر نشاطاً وأقل خشية، ربما ليس ارتكازاً على الانشغالات العسكرية وحدها، بل بسبب التواجد الروسي، الذي بدا كما لو كان حليفاً إلى جانبها، وفي ضوء أن الروس لا يرون أي تناقضات للأنشطة الإسرائيلية داخل سوريا، كما أعلن عن ذلك نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال" يائير غولان"، باعتباره المسؤول عن التنسيق مع الجيش الروسي.
وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي اعتبر بأن التناقضات تكمن مع تركيا، ليس ترتيباً على إسقاط الطائرة فقط، وإنما لأهداف تمس المصالح الروسية، قد أعلن تحدّيه لأيّ طائرة تركيّة تمس الحدود السورية، وبأنه سيقوم بإسقاطها في الحال، بينما لم يحذّر أي طائرات أخرى.
إن قيام إسرائيل بتصفية "القنطار" داخل الأراضي السورية، وهي تعلم بأنها ثلاثيّة الأبعاد، لا يُعتبر لديها الآن شيئاً مخيفاً، بسبب ارتكازها على الجيش الروسي، بشأن تكفّله بحثّ الأطراف المعنيّة على الصبر التجلّد، سيما وأن قادة تلك الأطراف يُفضلون الامتناع عن إشعال جبهة أخرى، باعتبارها باهظة التكاليف، لكن هذا لا ينفي أن تنأزم درجة عداءها باتجاه إسرائيل، كما يمكنها من تشغيل نشاطات أخرى تعتبر بمثابة ردود مقبولة، يمكنها تغطية هذه المرحلة على الأقل.
ويمكننا الافتراض في هذا الصدد، بأن تواصل جهات، ملاحقة مصالح إسرائيلية في الخارج، أو قيامها بإطلاق مقذوفات صاروخية نحو اسرائيل، كما حصل وتم إطلاق بعضاً منها من الأراضي اللبنانية باتجاهها، أو القيام باستهداف جنود إسرائيليين على طول الحدود المحاذية.
وكانت حركة الصابرين العاملة داخل قطاع غزة، والتي تستمد قوّتها (المأهولة) من إيران مباشرةً، وبرغم عِلمها بتحذيرات حركة حماس، التي لا تسمح بتعكير الهدوء الحدودي، لدواعٍ سياسية وعسكرية، قد أعلنت بأنها اتخذت قراراً بتصعيد هجماتها الحدودية ضد إسرائيل، وربما مع عملية اغتيال "القنطار" ستعمل على مخالفة تلك التحذيرات، وربما تجد نفسها مضطرّة إلى اللجوء إلى داخل العمق الإسرائيلي، باعتبار أن الرد على عملية الاغتيال، يتعلق بإيران، وليس بسوريا أو بحزب الله.
وللتأكيد على أن عملية الاستهداف هي ثأريّة، وليست كما يُقال بأن "القنطار" كان يُعد لهجوم كبيرٍ ضد القوات الإسرائيلية، بسبب أن هناك حقائق دامغة تشير إلى ذلك، فعلاوةً على أن صفقة التبادل كانت قد أحدثت جدلاً كبيراً داخل إسرائيل، باعتبارها تدور عن جثث وليس عن جنود أحياء، ويتطلب عمل المزيد حيالها، فإن هناك سوابق لإسرائيل في هذا المجال، حيث قامت باغتيال القيادي في تنظيم حزب الله "عماد مغنية" داخل سوريا في فبراير 2008، بحجة قيادته في تصميم هجمات باتجاهها، وباغتيال" القيادي في حركة حماس "محمود المبحوح"، في قلب الإمارات العربية في يناير 2010، بحجة أنه ساعد الحركة في نقل الأسلحة، وساهم في قتل إسرائيليين.
لقد نقلتنا عمليّة اغتيال "القنطار" في أجندة الأحداث السورية الدائرة، إلى عدة أطراف، باعتبارها جادّة حول أن اغتياله، هو إعلان حرب، وهذه الأطراف هي إيران بالدرجة الأولى ثم سوريا ثم تنظيم حزب الله، لكن وبغض النظر عن النشاطات الإسرائيلية المتلاحقة باتجاه سوريا، والتي تكثّفت وتيرتها منذ الهبوط الروسي على الأراضي السوريّة، والتي لم تلق أية ردود واضحة، فإن الشكل الذي ستقوم بالرّد به تلك الجهات، قد يكون مختلفاً هذه المرّة، وإن بطرق صامتة أو غير مباشرة، برغم ما تصل إليه بعض المصادر العسكرية، بأن الرد لن يكون جاهزاً، وليس بوسع أيّ طرف من الأطراف المتاذّية، مجرّد التفكير، بسبب انشغالها العسكري ضد جبهات أخرى.
بنفس القدر الذي انفرجت فيه أسارير القيادات في إيران وسوريا وحتى تنظيم حزب الله بقدوم الروس إلى المنطقة، فقد ضاقت ذرعاً إسرائيل بذلك التواجد، لكن الذي خفف عنها ذلك هو نجاحها في تسجيل تفاهمات حول مصالحها، بحيث لا تؤثر نشاطات أيهما على الأخرى، وقد أثبتت جملة العمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة الأخيرة، باعتبارها كانت نتاجاً لهامش الحرية الذي أتاحه تنسيقها مع روسيا، وهو الجانب الذي أخفقت فيه الأطراف الثلاثة من تسجيل تفاهمات مماثلة، تحد من نشاطات إسرائيل وتمنع استغلالها للأحداث الجارية.
صحيح، أن إسرائيل كانت تقوم بمهاجمة أهداف مهمّة داخل سوريا، باعتبارها أهداف مُعادية، ولكنها في نفس الوقت كانت تقوم بها من خلال رعشة متواصلة، بسبب خشيتها من ردود سورية جزئية، حيث كانت حينها تهتم بأنها سترد على تلك الهجمات، وتخشى أكثر من أن تمتد إلى حرب شاملة بانضمام تنظيم حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة اعتمادا على المساهمة الإيرانية، ولذلك فقد امتنعت لفترة من مهاجمة أهداف سورية أو تابعة لتنظيم حزب الله هناك.
لكن الآن وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل بدت أكثر نشاطاً وأقل خشية، ربما ليس ارتكازاً على الانشغالات العسكرية وحدها، بل بسبب التواجد الروسي، الذي بدا كما لو كان حليفاً إلى جانبها، وفي ضوء أن الروس لا يرون أي تناقضات للأنشطة الإسرائيلية داخل سوريا، كما أعلن عن ذلك نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال" يائير غولان"، باعتباره المسؤول عن التنسيق مع الجيش الروسي.
وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي اعتبر بأن التناقضات تكمن مع تركيا، ليس ترتيباً على إسقاط الطائرة فقط، وإنما لأهداف تمس المصالح الروسية، قد أعلن تحدّيه لأيّ طائرة تركيّة تمس الحدود السورية، وبأنه سيقوم بإسقاطها في الحال، بينما لم يحذّر أي طائرات أخرى.
إن قيام إسرائيل بتصفية "القنطار" داخل الأراضي السورية، وهي تعلم بأنها ثلاثيّة الأبعاد، لا يُعتبر لديها الآن شيئاً مخيفاً، بسبب ارتكازها على الجيش الروسي، بشأن تكفّله بحثّ الأطراف المعنيّة على الصبر التجلّد، سيما وأن قادة تلك الأطراف يُفضلون الامتناع عن إشعال جبهة أخرى، باعتبارها باهظة التكاليف، لكن هذا لا ينفي أن تنأزم درجة عداءها باتجاه إسرائيل، كما يمكنها من تشغيل نشاطات أخرى تعتبر بمثابة ردود مقبولة، يمكنها تغطية هذه المرحلة على الأقل.
ويمكننا الافتراض في هذا الصدد، بأن تواصل جهات، ملاحقة مصالح إسرائيلية في الخارج، أو قيامها بإطلاق مقذوفات صاروخية نحو اسرائيل، كما حصل وتم إطلاق بعضاً منها من الأراضي اللبنانية باتجاهها، أو القيام باستهداف جنود إسرائيليين على طول الحدود المحاذية.
وكانت حركة الصابرين العاملة داخل قطاع غزة، والتي تستمد قوّتها (المأهولة) من إيران مباشرةً، وبرغم عِلمها بتحذيرات حركة حماس، التي لا تسمح بتعكير الهدوء الحدودي، لدواعٍ سياسية وعسكرية، قد أعلنت بأنها اتخذت قراراً بتصعيد هجماتها الحدودية ضد إسرائيل، وربما مع عملية اغتيال "القنطار" ستعمل على مخالفة تلك التحذيرات، وربما تجد نفسها مضطرّة إلى اللجوء إلى داخل العمق الإسرائيلي، باعتبار أن الرد على عملية الاغتيال، يتعلق بإيران، وليس بسوريا أو بحزب الله.
نيسان ـ نشر في 2015/12/21 الساعة 00:00