خدمة العلم وتصريحات “إسرائيل الكبرى”.. تقاطع الرسائل
نيسان ـ نشر في 2025/08/17 الساعة 00:00
في خضم أحداث متسارعة تشهدها المنطقة، يبرز تصريح ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن قرب عودة خدمة العلم كخطوة وطنية تعكس رؤية استراتيجية للدولة الأردنية.
جاء هذا التصريح متزامناً ولو بالمصادفة الزمنية مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام ، الذي أعاد من جديد الحديث عن حلم “إسرائيل الكبرى”في خطاب يتغذى على أطماع توسعية وأوهام قديمة.
الربط بين الحدثين قد يبدو للوهلة الأولى تكلفاً، إذ إن تصريح ولي العهد يستند إلى مسار داخلي طويل من التفكير بوسائل لتمكين الشباب ومعالجة مشكلات البطالة وتعزيز قيم الانتماء والانضباط ، بينما خطاب نتنياهو موجه بالأساس لجمهوره اليميني المتشدد في سياق صراع داخلي إسرائيلي وأزمة إقليمية مفتوحة ، لكن القراءة الأعمق تتيح لنا رؤية كيف تتقاطع الرسائل في هذه اللحظة المفصلية.
خدمة العلم ليست فكرة جديدة في الأردن فقد عرفت في فترات سابقة قبل أن يتم إيقافها واليوم يأتي الحديث عن إحيائها بشكل عصري ومطور يجمع بين التدريب العسكري الأساسي وغرس القيم الوطنية وبين تأهيل الشباب لسوق العمل بالمهارات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني ، بهذا المعنى المشروع ليس عسكرياً صرفاً، بل تنموي اجتماعي في جوهره يرمي إلى تعزيز روح الانتماء والانضباط لدى الشباب الأردني و معالجة جزء من تحديات البطالة والتأهيل المهني وبتأكيد خلق جبهة داخلية أكثر صلابة وتماسكاً في مواجهة الظروف المحيطة.
على الجانب الآخر، تصريحات نتنياهو عن “إسرائيل الكبرى” ليست جديدة لكنها تأتي في ظرف شديد الحساسية حيث يعيش الإقليم على وقع حرب غزة المستمرة وتداعياتها وتتصاعد أطماع بعض القوى في إعادة رسم خرائط النفوذ.
مثل هذا الخطاب حتى لو كان موجهاً للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي يعيد إلى الأذهان أن الأردن يبقى حاضرًا في حسابات التوسع الأيديولوجي الإسرائيلي باعتباره خط الدفاع الأهم عن القضية الفلسطينية والعمق الاستراتيجي الذي لا يمكن تجاوزه.
و رغم أن لا صلة سببية مباشرة بين تصريح ولي العهد وخطاب نتنياهو إلا أن التقاء الحدثين في الزمن يعطي انطباعاً بوجود تقاطع في الرسائل …الأردن يعلن عبر مشروع خدمة العلم أنه يراهن على شبابه لبناء الداخل القوي والمتماسك بينما إسرائيل عبر نتنياهو تحاول استعراض أطماعها ورسم صورة “قوة عظمى” متوهمة.
والنتيجة صورة متناقضة بين دولة تعزز مناعتها الوطنية بالاستثمار في الإنسان وأخرى تستنزف مواردها في أوهام توسعية لا سند لها على الأرض.
ان العودة لخدمة العلم حتى لو لم تكن رداً مباشراً على أي تهديد خارجي تمثل بطبيعتها رسالة سياسية غير مباشرة …الأردن يجهز جيلاً أكثر انضباطاً ووعياً قادر على خدمة الوطن في السلم قبل الحرب وفي البناء قبل الدفاع وفي لحظة إقليمية مضطربة لا يمكن فصل أي خطوة لتعزيز الداخل عن كونها ايضاً تعبيراً عن الجاهزية للوقوف أمام أي طموح خارجي بالمساس بالأردن أو التشكيك في مكانته.
تصريحات نتنياهو ستبقى في إطار الشعارات بينما تتحول رؤية الأردن إلى خطوات عملية على الأرض.
خدمة العلم حين تعود ستكون إحدى أدوات الدولة لتعزيز تماسك المجتمع وتحصينه من التحديات في مواجهة عالم يموج بالصراعات والتغييرات.
وبين خطاب يحيي “أوهام إسرائيل الكبرى”، ومشروع يحيي روح الانتماء والانضباط في شباب الأردن يبدو واضحاً أين يقف الأردن …مع الحاضر والمستقبل لا مع ماض استعماري يترنح .
جاء هذا التصريح متزامناً ولو بالمصادفة الزمنية مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام ، الذي أعاد من جديد الحديث عن حلم “إسرائيل الكبرى”في خطاب يتغذى على أطماع توسعية وأوهام قديمة.
الربط بين الحدثين قد يبدو للوهلة الأولى تكلفاً، إذ إن تصريح ولي العهد يستند إلى مسار داخلي طويل من التفكير بوسائل لتمكين الشباب ومعالجة مشكلات البطالة وتعزيز قيم الانتماء والانضباط ، بينما خطاب نتنياهو موجه بالأساس لجمهوره اليميني المتشدد في سياق صراع داخلي إسرائيلي وأزمة إقليمية مفتوحة ، لكن القراءة الأعمق تتيح لنا رؤية كيف تتقاطع الرسائل في هذه اللحظة المفصلية.
خدمة العلم ليست فكرة جديدة في الأردن فقد عرفت في فترات سابقة قبل أن يتم إيقافها واليوم يأتي الحديث عن إحيائها بشكل عصري ومطور يجمع بين التدريب العسكري الأساسي وغرس القيم الوطنية وبين تأهيل الشباب لسوق العمل بالمهارات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني ، بهذا المعنى المشروع ليس عسكرياً صرفاً، بل تنموي اجتماعي في جوهره يرمي إلى تعزيز روح الانتماء والانضباط لدى الشباب الأردني و معالجة جزء من تحديات البطالة والتأهيل المهني وبتأكيد خلق جبهة داخلية أكثر صلابة وتماسكاً في مواجهة الظروف المحيطة.
على الجانب الآخر، تصريحات نتنياهو عن “إسرائيل الكبرى” ليست جديدة لكنها تأتي في ظرف شديد الحساسية حيث يعيش الإقليم على وقع حرب غزة المستمرة وتداعياتها وتتصاعد أطماع بعض القوى في إعادة رسم خرائط النفوذ.
مثل هذا الخطاب حتى لو كان موجهاً للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي يعيد إلى الأذهان أن الأردن يبقى حاضرًا في حسابات التوسع الأيديولوجي الإسرائيلي باعتباره خط الدفاع الأهم عن القضية الفلسطينية والعمق الاستراتيجي الذي لا يمكن تجاوزه.
و رغم أن لا صلة سببية مباشرة بين تصريح ولي العهد وخطاب نتنياهو إلا أن التقاء الحدثين في الزمن يعطي انطباعاً بوجود تقاطع في الرسائل …الأردن يعلن عبر مشروع خدمة العلم أنه يراهن على شبابه لبناء الداخل القوي والمتماسك بينما إسرائيل عبر نتنياهو تحاول استعراض أطماعها ورسم صورة “قوة عظمى” متوهمة.
والنتيجة صورة متناقضة بين دولة تعزز مناعتها الوطنية بالاستثمار في الإنسان وأخرى تستنزف مواردها في أوهام توسعية لا سند لها على الأرض.
ان العودة لخدمة العلم حتى لو لم تكن رداً مباشراً على أي تهديد خارجي تمثل بطبيعتها رسالة سياسية غير مباشرة …الأردن يجهز جيلاً أكثر انضباطاً ووعياً قادر على خدمة الوطن في السلم قبل الحرب وفي البناء قبل الدفاع وفي لحظة إقليمية مضطربة لا يمكن فصل أي خطوة لتعزيز الداخل عن كونها ايضاً تعبيراً عن الجاهزية للوقوف أمام أي طموح خارجي بالمساس بالأردن أو التشكيك في مكانته.
تصريحات نتنياهو ستبقى في إطار الشعارات بينما تتحول رؤية الأردن إلى خطوات عملية على الأرض.
خدمة العلم حين تعود ستكون إحدى أدوات الدولة لتعزيز تماسك المجتمع وتحصينه من التحديات في مواجهة عالم يموج بالصراعات والتغييرات.
وبين خطاب يحيي “أوهام إسرائيل الكبرى”، ومشروع يحيي روح الانتماء والانضباط في شباب الأردن يبدو واضحاً أين يقف الأردن …مع الحاضر والمستقبل لا مع ماض استعماري يترنح .
نيسان ـ نشر في 2025/08/17 الساعة 00:00