نجاح أوطأ من فشل
نيسان ـ نشر في 2025/08/21 الساعة 00:00
هل يمكن أن نعيش فشلًا حقيقيا بينما نحتفل بنجاحات وهمية؟ هذا النجاح المزعوم اوطأ من فشل
يعتقد كثيرون أن ما نعيشه اليوم من فشل ليس إلا نتيجة مباشرة لنجاحٍ مزعوم لأولئك الذين يتصدرون المشهد. غير أن الحقيقة تبدو معكوسة؛ فمحاولة البعض تكريس المصالح الذاتية على حساب الصالح العام، جعلت من النجاح الظاهري عنوانًا لفشل جوهري.
ثمن النجاح اقل بكثير من ثمن الفشل
المهيمنون على القرار في مجتمعاتنا سياسيًا اقتصاديًا وحتى اجتماعيًا ، نسجوا سلوكهم العام على لغة التبرير، لا الإنجاز. فهم لم يسعوا إلى النجاح الجماعي بقدر ما ركزوا على المكاسب الشخصية، وهو ما يجعل "نجاحهم" أوطأ من أي فشل حقيقي.
لقد حاولت بعض الدراسات الإجابة عن سؤال كبير كيف تحولت سنغافورة على سبيل المثال إلى واحدة من أنجح دول العالم؟
فكانت الخلاصة أن محاكاة أفضل الممارسات أمر ممكن، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الالتزام الأمين بالتنفيذ.
كما أكدت الدراسات أن الفساد هو السبب الأكبر وراء فشل معظم دول العالم الثالث. أما سر نجاح الآباء المؤسسين في سنغافورة، فكان في نزاهتهم المطلقة وامتلاكهم لذكاء ودهاء استثنائيين.
وهنا نطرح السؤال: إذا لم يكن ينقص مسؤولينا الذكاء أو الدهاء أو القدرات الذهنية، فما الذي ينقصهم إذن؟
الجواب معروف للجميع، لكن لا أحد يجرؤ على النطق به وسط ثقافة التبرير والتلاعب واخيانا القمع... بل وأحيانًا، وسط قناعة متجذرة بأن التغيير لا يأتي إلا من السماء. متناسين قول الله جلت قدرته "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد"
في مجتمع تغيب فيه القناعة بالمسؤولية الفردية، تتحول مفاهيم النجاح إلى أوهام. فنجد من يفرح بفشل أخيه أكثر مما يفرح بنجاحه. يغدو التحاسد بديلاً عن التنافس، ويقيس الإنسان نجاحه مقارنة بالأضعف منه فقط:
الفقير يواسي نفسه بمن هو أفقر، ومتوسط الذكاء يتباهى أمام من هو أقل فهما، والمريض يزهو على العاجز، بدلًا من معالجة أوجاعه.
إن ثقافتنا كما يبدو مليئة بالألغام؛ ثقافة تشرعن التبرير وتحتفي بالادعاء. في ظلها، يصبح النجاح حدثًا نادرًا، أما الفشل فمساحة مرنة تتسع كلما ضاقت الخيارات. وبينما يجد البعض ألف عذر لفشله، يغيب عنهم أن أصل الأزمة هو "الفشل في الفهم".
ذلك الفشل الذي يتسلل بصمت ليقود إلى فشل أكبر: في الدراسة، في الإدارة، في العلاقات، وربما في كل شيء.
يعتقد كثيرون أن ما نعيشه اليوم من فشل ليس إلا نتيجة مباشرة لنجاحٍ مزعوم لأولئك الذين يتصدرون المشهد. غير أن الحقيقة تبدو معكوسة؛ فمحاولة البعض تكريس المصالح الذاتية على حساب الصالح العام، جعلت من النجاح الظاهري عنوانًا لفشل جوهري.
ثمن النجاح اقل بكثير من ثمن الفشل
المهيمنون على القرار في مجتمعاتنا سياسيًا اقتصاديًا وحتى اجتماعيًا ، نسجوا سلوكهم العام على لغة التبرير، لا الإنجاز. فهم لم يسعوا إلى النجاح الجماعي بقدر ما ركزوا على المكاسب الشخصية، وهو ما يجعل "نجاحهم" أوطأ من أي فشل حقيقي.
لقد حاولت بعض الدراسات الإجابة عن سؤال كبير كيف تحولت سنغافورة على سبيل المثال إلى واحدة من أنجح دول العالم؟
فكانت الخلاصة أن محاكاة أفضل الممارسات أمر ممكن، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الالتزام الأمين بالتنفيذ.
كما أكدت الدراسات أن الفساد هو السبب الأكبر وراء فشل معظم دول العالم الثالث. أما سر نجاح الآباء المؤسسين في سنغافورة، فكان في نزاهتهم المطلقة وامتلاكهم لذكاء ودهاء استثنائيين.
وهنا نطرح السؤال: إذا لم يكن ينقص مسؤولينا الذكاء أو الدهاء أو القدرات الذهنية، فما الذي ينقصهم إذن؟
الجواب معروف للجميع، لكن لا أحد يجرؤ على النطق به وسط ثقافة التبرير والتلاعب واخيانا القمع... بل وأحيانًا، وسط قناعة متجذرة بأن التغيير لا يأتي إلا من السماء. متناسين قول الله جلت قدرته "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد"
في مجتمع تغيب فيه القناعة بالمسؤولية الفردية، تتحول مفاهيم النجاح إلى أوهام. فنجد من يفرح بفشل أخيه أكثر مما يفرح بنجاحه. يغدو التحاسد بديلاً عن التنافس، ويقيس الإنسان نجاحه مقارنة بالأضعف منه فقط:
الفقير يواسي نفسه بمن هو أفقر، ومتوسط الذكاء يتباهى أمام من هو أقل فهما، والمريض يزهو على العاجز، بدلًا من معالجة أوجاعه.
إن ثقافتنا كما يبدو مليئة بالألغام؛ ثقافة تشرعن التبرير وتحتفي بالادعاء. في ظلها، يصبح النجاح حدثًا نادرًا، أما الفشل فمساحة مرنة تتسع كلما ضاقت الخيارات. وبينما يجد البعض ألف عذر لفشله، يغيب عنهم أن أصل الأزمة هو "الفشل في الفهم".
ذلك الفشل الذي يتسلل بصمت ليقود إلى فشل أكبر: في الدراسة، في الإدارة، في العلاقات، وربما في كل شيء.
نيسان ـ نشر في 2025/08/21 الساعة 00:00