لا علاج للطغيان الا بالكي ..
نيسان ـ نشر في 2025/09/11 الساعة 00:00
رغم ان العرب هم اول الشعوب التي اهتدت إلى علاج الكي بالنار كآخر علاج ناجح وجذري للداء، الا انهم قي ظل تنامي الخيبات والفشل، أصبحت كل الدول العربية مشغولة بصراعاتها العبثية بعضها ضد بعض، حتى انهم اعادوا استخدام النار في تعميق الخيبات وتركوا الداء حرا طليقا يعربد ويقتل ويفتك كما يشاء.
بعد كل ما جرى وبعد كل هذه المجازر التي تحدث امامنا وعلى مرآي ومسمع الجميع لم يهتد العرب بعد الى ان الداء الحقيقي هو وجود جسم غريب – الكيان الصهيوني - في المنطقة ينخر في لحمهم وعظمهم ودمهم وحتى اعراضهم وقيمهم الدينية والأخلاقية والروحية.
يصف المؤرخ البريطاني جوزيف توينبي بعد ان زار فلسطين المحتلة "دولة إسرائيل".. انها دولة تتغذى من ديمومة الحرب، وتذبل وتموت بالسلام، لهذا فهي لا تستطيع الحياة بلا أعداء، انه شرط التئامها وهي المتكونة من عشرات الثقافات والألسنة، والأعراق، فهي دولة طوارئ على الدوام، وتلك هي المفارقة، فالطارئ عندما يتحول إلى مزمن أو مقيم يفقد صفته، لكن فلسفة غيبية كالصهيونية لا تقيم وزناً للتاريخ أو المنطق الأرضي، لا يهمها مثل هذا التناقض، لأنه من صميم المشروع الملفّق الذي تنهض عليه.
عندما تجرأ الفلسطينيون على محاولة استخدام هذا العلاج الأخير بعد ان فشلت كافة الوسائل الأخرى السلمية والطبيعية والمفاوضات وصولا الى الرجاء والتمني والانحناء. اتهموا انهم ارهابيون بل مارس الكثيرين عليهم ضغوطا كي يتخلوا عن سلاحهم، وحوصروا من كل الجهات رغم يقينهم ان المراهن على الاحتلال الإسرائيلي خسران.
ليست القضية الاعتداء على دولة قطر الشقيقة التي سبقها الاعتداء على سوريا واليمن ولبنان وما زالت تواصل القتل والعربدة في كل الاتجاهات معتمدة على قوة الولايات المتحدة التي - قسمت العالم بالتساوي بينها وبين نفسها، وأعطت للكيان الصهيوني الشرق الأوسط، المكان الأكثر أهمية لتتلاعب فيه كما تشاء تقتل من تقتل، وتحرق من تحرق، وتحتل وتعربد بلا حسيب أو رقيب .فيما لم يعد للأمم المتحدة، المؤسسة الدولية التي وجدت لتحقيق العدالة وضمان السلم العالمي، أي دور يُذكر سوى البكاء على الأطلال، وإصدار بيانات الإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فالمجازر المتكررة في غزة، والحصار الخانق، والاحتلال الاستيطاني المتواصل، والاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا، كلها تتم بضوء أخضر أمريكي، وسط صمت دولي مطبق، وعجز أممي مخجل.
"المثير في الأمر أن كثيرًا من البيانات التي صدرتها دول عربية ما زالت تمارس التطبيع ، وصفت الاعتداء على الشقيقة قطر بأنه عمل غادر، وكأن الغدر كان مفاجئا لهم، رغم أن هذه الصفة لطالما ارتبطت تاريخيًا بأعداء السلام، وعلى رأسهم اليهود. فقد غدروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما غدروا من قبل بأنبيائهم، بدءا من نبي الله موسى، ومرورا بيوسف الذي ألقوه في البئر، وصولا إلى عيسى عليه السلام، الذي حاولوا قتله ولكن الله رفعه إليه قبل أن ينالوا منه."
وأخيرًا، على الأمة العربية أن تدرك أن الطغيان ما كان له أن يتنامى وتتفاقم شروره في أي مرحلة من مراحل التاريخ البشري، لولا سلبية المتضررين من جبروته وتخاذلهم عن مواجهته. فالصمت، في كثير من الأحيان، هو شكل من أشكال القبول، وهذا القبول يمنح الطغاة شرعية زائفة وفرصة للاستمرار، بل وللتوسع في ظلمهم واستبدادهم.
فمتى نستيقظ ونعود للكي كعلاج أخير لهذا الطغيان .. او كما يُقال في الأمثال العسكرية : ” إذا أردت السلام فاستعد للحرب..
بعد كل ما جرى وبعد كل هذه المجازر التي تحدث امامنا وعلى مرآي ومسمع الجميع لم يهتد العرب بعد الى ان الداء الحقيقي هو وجود جسم غريب – الكيان الصهيوني - في المنطقة ينخر في لحمهم وعظمهم ودمهم وحتى اعراضهم وقيمهم الدينية والأخلاقية والروحية.
يصف المؤرخ البريطاني جوزيف توينبي بعد ان زار فلسطين المحتلة "دولة إسرائيل".. انها دولة تتغذى من ديمومة الحرب، وتذبل وتموت بالسلام، لهذا فهي لا تستطيع الحياة بلا أعداء، انه شرط التئامها وهي المتكونة من عشرات الثقافات والألسنة، والأعراق، فهي دولة طوارئ على الدوام، وتلك هي المفارقة، فالطارئ عندما يتحول إلى مزمن أو مقيم يفقد صفته، لكن فلسفة غيبية كالصهيونية لا تقيم وزناً للتاريخ أو المنطق الأرضي، لا يهمها مثل هذا التناقض، لأنه من صميم المشروع الملفّق الذي تنهض عليه.
عندما تجرأ الفلسطينيون على محاولة استخدام هذا العلاج الأخير بعد ان فشلت كافة الوسائل الأخرى السلمية والطبيعية والمفاوضات وصولا الى الرجاء والتمني والانحناء. اتهموا انهم ارهابيون بل مارس الكثيرين عليهم ضغوطا كي يتخلوا عن سلاحهم، وحوصروا من كل الجهات رغم يقينهم ان المراهن على الاحتلال الإسرائيلي خسران.
ليست القضية الاعتداء على دولة قطر الشقيقة التي سبقها الاعتداء على سوريا واليمن ولبنان وما زالت تواصل القتل والعربدة في كل الاتجاهات معتمدة على قوة الولايات المتحدة التي - قسمت العالم بالتساوي بينها وبين نفسها، وأعطت للكيان الصهيوني الشرق الأوسط، المكان الأكثر أهمية لتتلاعب فيه كما تشاء تقتل من تقتل، وتحرق من تحرق، وتحتل وتعربد بلا حسيب أو رقيب .فيما لم يعد للأمم المتحدة، المؤسسة الدولية التي وجدت لتحقيق العدالة وضمان السلم العالمي، أي دور يُذكر سوى البكاء على الأطلال، وإصدار بيانات الإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فالمجازر المتكررة في غزة، والحصار الخانق، والاحتلال الاستيطاني المتواصل، والاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا، كلها تتم بضوء أخضر أمريكي، وسط صمت دولي مطبق، وعجز أممي مخجل.
"المثير في الأمر أن كثيرًا من البيانات التي صدرتها دول عربية ما زالت تمارس التطبيع ، وصفت الاعتداء على الشقيقة قطر بأنه عمل غادر، وكأن الغدر كان مفاجئا لهم، رغم أن هذه الصفة لطالما ارتبطت تاريخيًا بأعداء السلام، وعلى رأسهم اليهود. فقد غدروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما غدروا من قبل بأنبيائهم، بدءا من نبي الله موسى، ومرورا بيوسف الذي ألقوه في البئر، وصولا إلى عيسى عليه السلام، الذي حاولوا قتله ولكن الله رفعه إليه قبل أن ينالوا منه."
وأخيرًا، على الأمة العربية أن تدرك أن الطغيان ما كان له أن يتنامى وتتفاقم شروره في أي مرحلة من مراحل التاريخ البشري، لولا سلبية المتضررين من جبروته وتخاذلهم عن مواجهته. فالصمت، في كثير من الأحيان، هو شكل من أشكال القبول، وهذا القبول يمنح الطغاة شرعية زائفة وفرصة للاستمرار، بل وللتوسع في ظلمهم واستبدادهم.
فمتى نستيقظ ونعود للكي كعلاج أخير لهذا الطغيان .. او كما يُقال في الأمثال العسكرية : ” إذا أردت السلام فاستعد للحرب..
نيسان ـ نشر في 2025/09/11 الساعة 00:00