ديكور الديمقراطية .. لماذا نضيع الوقت في 'لعبة' معلومة النتيجة ؟
نيسان ـ نشر في 2025/10/08 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
بما أننا بتنا على مسافة رفع يد الأغلبية النيابية بالموافقة على اسم رئيس مجلس النواب، دعونا لا نضيع وقتنا وجهدنا، وننتقل من "العي" إلى بلاغة الأداء.
أعني "العِي" في اللغة العربية أن يعجز أحدنا عن التعبير والبيان، وبما أن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فلم لا ننقل هذين المعنيين المتضادين إلى الفعل السياسي؟
أرى أن أفعالنا السياسية تعاني من "عِيٍ" مسرف، يكلفنا الكثير من الجهد والوقت، في لفّ ودوران مستمر، بينما نستطيع بجرة قلم أن نكون فصحاء بالفعل وليس بالقول فقط.
لكن كيف؟ لنعلن منذ الآن تشكيل الفريق النيابي من دون "مطّ" وضياع وتوهان لا معنى له.
من دون أن أذكر أسماء، فقد طُرح قبل أيام احتمال ترشّح أحد النواب لانتخابات مجلس النواب الداخلية، برغم أننا نعلم - وهو يعلم - أن الأمر قَدَر محتوم، وأن لا حظَّ له في هذه المسابقة.
في المناسبة، ديمقراطيتنا ليست غريبة في هذا. فالنظام السياسي الغربي الذي قدّمه لنا "الرجل الأبيض" يعمل بهذه الطريقة، وإن كان لكل دولة شكلها الخاص.
في أمريكا الديمقراطية جدا، على سبيل المثال، أي حظ لأي شخص يريد الترشح للانتخابات الرئاسية إذا لم يكن جمهوريا أو ديمقراطيا؟ فالكل يعلم أن باقي المرشحين مجرد ديكور. ورغم ذلك، نراهم يترشحون ويرسبون بكل جدية "هوليودية".
والحال عندنا أيضا يسير بمقتضى هذا المنطق. فمنذ نحو شهر، ظهر اسم الفائز في انتخابات رئاسة مجلس النواب، حتى قبل أن يفتح النواب أبواب الدورة الجديدة. أما تصريح بعض النواب بأنهم ربما سيرشحون أنفسهم، فلا يدخل إلا في إطار لن أجروء على وصفه.
نعم، أعلم أن ديمقراطية "الرجل الأبيض" تتموضع في معطيات غير تلك التي لدينا، حتى لكأنها تبدو ديمقراطية حقا. فهناك ديمقراطية رأس المال واللوبيات السرية والعلنية. أما لدينا، فلها نكهة أخرى، غير أن النتيجة واحدة.
بما أننا بتنا على مسافة رفع يد الأغلبية النيابية بالموافقة على اسم رئيس مجلس النواب، دعونا لا نضيع وقتنا وجهدنا، وننتقل من "العي" إلى بلاغة الأداء.
أعني "العِي" في اللغة العربية أن يعجز أحدنا عن التعبير والبيان، وبما أن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فلم لا ننقل هذين المعنيين المتضادين إلى الفعل السياسي؟
أرى أن أفعالنا السياسية تعاني من "عِيٍ" مسرف، يكلفنا الكثير من الجهد والوقت، في لفّ ودوران مستمر، بينما نستطيع بجرة قلم أن نكون فصحاء بالفعل وليس بالقول فقط.
لكن كيف؟ لنعلن منذ الآن تشكيل الفريق النيابي من دون "مطّ" وضياع وتوهان لا معنى له.
من دون أن أذكر أسماء، فقد طُرح قبل أيام احتمال ترشّح أحد النواب لانتخابات مجلس النواب الداخلية، برغم أننا نعلم - وهو يعلم - أن الأمر قَدَر محتوم، وأن لا حظَّ له في هذه المسابقة.
في المناسبة، ديمقراطيتنا ليست غريبة في هذا. فالنظام السياسي الغربي الذي قدّمه لنا "الرجل الأبيض" يعمل بهذه الطريقة، وإن كان لكل دولة شكلها الخاص.
في أمريكا الديمقراطية جدا، على سبيل المثال، أي حظ لأي شخص يريد الترشح للانتخابات الرئاسية إذا لم يكن جمهوريا أو ديمقراطيا؟ فالكل يعلم أن باقي المرشحين مجرد ديكور. ورغم ذلك، نراهم يترشحون ويرسبون بكل جدية "هوليودية".
والحال عندنا أيضا يسير بمقتضى هذا المنطق. فمنذ نحو شهر، ظهر اسم الفائز في انتخابات رئاسة مجلس النواب، حتى قبل أن يفتح النواب أبواب الدورة الجديدة. أما تصريح بعض النواب بأنهم ربما سيرشحون أنفسهم، فلا يدخل إلا في إطار لن أجروء على وصفه.
نعم، أعلم أن ديمقراطية "الرجل الأبيض" تتموضع في معطيات غير تلك التي لدينا، حتى لكأنها تبدو ديمقراطية حقا. فهناك ديمقراطية رأس المال واللوبيات السرية والعلنية. أما لدينا، فلها نكهة أخرى، غير أن النتيجة واحدة.
نيسان ـ نشر في 2025/10/08 الساعة 00:00