آسادٌ في الأسر
نيسان ـ نشر في 2015/12/26 الساعة 00:00
صالح محمّد جرّار
حـــتّــى مـــتــى فــــي أسْــــرهِ يــتـعَـذّب ... ذاك الأبـــ ــيُّ الــمــاجــدُ الــمــتـوَثّـبُ ؟!
أتــظــلُّ آســـادُ الــشّـرى فـــي أســرهـا ... ويـــســـودَ فــيــنــا أرنـــ ـبٌ أو ثــعــلــبُ؟!
هــذا شــذوذٌ فـي الـطّبيعة والـنُّهى ... هـــ ـذا لَــعَــمــري لا يـــ ـراهُ الــمَــذهــبُ
إنّ الــطّــبــيـعـةَ أنْ تــــظــــلّ أســــودُنــــا ... فـــ ـي ذا الــعــريــن بــعــزّهــا تـتـجـلْـبـبُ
لـــكـــنّ حـــقـــدَ الــمــاكـريـنَ ولــؤمَــهــم ... مـــ ـــلأ الـــعـــريــنَ مــــراصــــداً تـــتـــرقّــبُ
لـــم تــنـجُ تـلـك الأسْــدُ مــن غـدرالـعدا ... فــقـضـى الإلــــهُ بــــأنْ يــتـمَّ الـمَـطْـلَبُ
* * * ... * * *
لا حـــولَ لــلأسَـدِ الـهـصـور ولا قـــوًى ... إذ مـــ ا أحــــاط بــــه الــقـضـاءُ الــغـالـبُ
فـانـظرْهُ يـرسُفُ فـي الـقيود وعـزمُهُ ... مــتَــوَقّــدٌ غـــشّـــى الـــعِـــدا فـتـهـيّـبـوا
يــخــشَـون غـضـبـتَـه إذا مــــا قـعـقـعـتْ ... مـــنــه الــقــيـودُ وثـــ ار فــيــهِ الــغـضـبُ
أيــــظــــلّ بــالــقــيــد الــلــعــيـن مـــكَــبّــلاً ... والـمـسـلـمون لــذُلّـهـم قــــد غُـيّـبـوا ؟
* * * ... * * *
قـــ د كـــ رّت الأعــــوامُ يــتـلـو بـعـضُـهـا ... بـعـضاً ومــا فــي الأفْــق إلاّ الـغيهبُ
وحـــنـــيــنُ أســــرانـــا لـــهــيــبٌ مــــحـــرقٌ ... أفـــ ـــلا تُــــبَــــرّدُه غــــيـــوتٌ تُـــسْــكَــبُ ؟
والآهِ بـــ عــــد الآهِ فـــ ــــي أحــشــائــنــا ... نُــذُرُ الـفـناء فـهـل لـنـا مَــن يـغـضبُ ؟
يـــعـــقــوبُ فـــ ــاض حــنــيــنُـه وأنـــيــنــهُ ... والـحـزن يـسـكن فــي حـشـاهُ ويـغلبُ
وابْـيَـضّتِ الـعـينانِ مــن فــرط الأســى ... أوَ بــعــدَ أســــر الــوُلْــدِ هــــمٌّ يُـتـعـبُ ؟
أوَ بـــعــدَ أســـ ر حـبـيـبـنـا مـــ ن مــتــعـةٍ ... في ذي الحياة ؟ فكيف لا أتعذّبُ ؟
أوَ بـــعــدَ شـــهْــدِ طــفــولـةٍ وعـــذوبــةٍ ... مــن نـبـعك الـفـيّاض سـاء الـمَشربُ ؟
* * * ... * * *
مــــن بــعــد عِــقــدٍ ثــالــثٍ لــــك سـبـعـةٌ ... مـــ ـن ذا الـــزّمــان وحــلــوُهـا مــتَـغَـيّـبُ
عـــمــرٌ مــديــدٌ يــــا بُــنَــيَّ ، فــهــل لــنــا ... مـــن مـلـتقًى وزمــانُ أســرك يـغـرُبُ ؟
وإلـــ ى الــرّبــوع تــعــودُ حــــرّاً مُـطْـلَـقـاً ... تــبــنـي وشــــرع الله لــهــو الــمَـذهـبُ
وأراك تــــنـــشـــئ أســـ ـــ رةً وضّـــ ــــاءةً ... مـــ ن نـــ ور ربّـــ ك نــعْــمَ نــــورٌ يُــصْـحَـبُ
إنّـــ ـي لأرقـــ ـبُ ذاك بــالـقـلـب الّـــ ذي ... يــرجــو نــعـيـم الله فــهـو الــواهـبُ !!
صالح محمّد جرّار –والد الأسير إسلام صالح محمّد جرّار المحكوم تسعة مؤبّدات وفوقها سبع سنين .
نيسان ـ نشر في 2015/12/26 الساعة 00:00