تجليات فلسفية في رواية سحابة أورت للروائية ابتسام الحسبان
نيسان ـ نشر في 2025/10/17 الساعة 00:00
رؤية نقدية: منذر كامل اللاّلا
يقول هيرمان هيسة: «إنّ حياة الإنسان في تجربة الروائي هي رحلة إلى الأعماق لا غاية لها إلّا اكتشاف الأقنعة التي تخفي الوجه البشري». وتجاوبه «سارة» بطلة رواية «سحابة أورت» أحيانا يحدث أن لا أعرفني، أنظر فلا أراني، كأنّني أقنعة كثيرة فقدت وجهها الأصلي «بهذا المعنى، يتّضح أنّ الرواية تستبطن السؤال الفلسفي ذاته الذي طرحه هيسة: هل نحن متعدِّدو الوجوه، أم أقنعة متراكبة تخفي حقيقتنا الغامضة؟
وإنْ كان «هيسة» قد كشف عن الإنسان ككائن متعدِّد الاحتمالات تختبئ خلفه أقنعة لا نهائية، فإنّ «جورج لوكاتش» قدّم إطارًا نقديًا يساعدنا على فهم هذا التمزُّق من خلال مفهومة عن «النظرية الحيّة المحايثة للرواية» التي تشكِّل أساس تنظيره للرواية، فبحسب لوكاتش، تكشف الرواية عن «حالة إنسانية» تعيش وضعًا مجزأ: يفصل فيه الإنسان عن جوهره/ كما يُفصل فيه الإنسان عن جوهره، كما يُفصل عن محيطه، ويُشلُّ وعيه وتُصادَر إرادته، في هذا السياق، تبدو شخصية «سارة» نموذجًا لهذا الوعي المشطور، إذْ تُجسّد «إشكالية البطل» عند لوكاتش، حيث تتحوّل الأفكار المنفصمة عن العالم إلى أحداث نفسية داخل الذّات، ومن هنا تبرز «فكرة الخلاص» كأفقٍ إنسانيّ وحيد يشدّ في البطلة إليه رؤياها، لتصبح الدافع المحرِّك للفكرة الروائية في النّص.
من هنا فإنّ «سحابة أورت» للروائية ابتسام الحسبان والصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، تغدو نصًّا يتجاوز الحكاية ليشكل فضاءً للأسئلة الكبرى، لا بوصفها إجاباتٍ نهائية، بل كحوار مستمر مع الوجود، فاتحةً الباب للتفكير في الموت والزمن والحب والذاكرة والهوية والغفران، «فسارة» لا تعيش حكايتها الخاصّة فحسب، بل تتحوّل إلى صوت وجودي يعيد طرح الأسئلة التي شغلت الفلاسفة عبر العصور، من ديمقريطس إلى دوستويفسكي، هكذا تتجلّى الفلسفة في الرواية لا كمعرفة نظرية، بل كحالة شعورية ووجودية تضع القارئ أمام أسئلته الخاصّة، ومن تجليّات الفلسفية في الرواية:
سؤال الموت – بين الرهبة والقبول، من أبرز الأسئلة الفلسفية التي تطرحها الرواية سؤال الموت، تقول سارة: «يقلقنا التفكير بالموت، تخيفنا فكرة استمرار الآخرين بدوننا، يرعبنا أن نترك اسمًا لن يتذكّره أحد، أو حلماً لن يكمله أحد». الموت هنا ليس نهاية بيولوجية بل «قلق وجودي» يشبه ما طرحه «هايدغر» في حديثه عن «الوجود نحو الموت»، غير أن الرواية تفتح مجالًا للتأمل: «حين نموت لا نموت حقاً، بل يُعاد توزيع الحظّ والعقل مجدّدًا علينا»، إنَّها رؤية تجعل الموت لحظة انتقالية، شبيهة بفلسفة التناسخ في الثقافات الشرقية، ومعبّرة عن توق الإنسان للخلود.
الزمن – الوهم أم الحقيقة؟، ثيمة الزمن في الرواية ليست إطارًا خارجيًا، بل هي بطل خفيّ. تقول سارة: «ما هو الزمن وكيف تنطوي حيلته علينا؟! كيف يسحبنا معه إلى الأمام دون أنْ نستطيع سحبه معنا إلى الخلف!». هذا السؤال يعكس حيرة الفلسفة الحديثة منذ «برغسون»، الذي اعتبر الزمن «مدّة داخلية تُعاش لا تُقاس». في موضع آخر يتحوّل الزمن إلى كائن حي: «الزمن سلحفاة عملاقة تقضم أجزاءً من أرواحنا». هنا يصبح الزمن قوة ميتافيزيقية تتجاوز قدرة الإنسان على التّحكم، ممّا يعكس وعياً وجودياً عميقاً.
الذاكرة والنسيان – معضلة الهوية تطرح الرواية جدلية الذاكرة والنسيان بوصفها صراعاً فلسفياً، تقول سارة: «سنظلّ ندفن ذكرياتنا في داخلنا إلى أنْ تنفجر يومًا بنا وبمن حولنا». الذاكرة تتحوّل إلى عبءٍ، في حين يبدو النسيان أمنية عصيّة: «النسيان مثل معظم الأشياء، متاح فقط للذين لا يسعون إليه». هنا نجد صدى لفلسفة «بول ريكور» في كتابه الذاكرة، التاريخ، النسيان، حيث يوضح كيف يتشكّل الوعي الذاتي في جدلية التذكُّر والنسيان، في الرواية، هذه الجدلية ليست تنظيرًا، بل تجربة معيشة تصوغ وعي البطلة بذاتها وبماضيها.
سؤال الهوية – من أنا؟ من أكثر اللحظات الفلسفية قوة حين تقول البطلة: «ما يحزنني أنّني سأموت دون أنْ أعرف منْ أنا، دون أنْ أفهم رغباتي التي تقتلني»، هذا السؤال الجوهري – «من أنا؟» – يعيدنا إلى جوهر الفلسفة من سقراط حتّى الوجوديين. الهوية في الرواية ليست معطى جاهزًا، بل هي بحث مستمر، رحلة عبر المرآة، حيث تقول: «أحياناً يحدث أنْ لا أعرفني، أنظر في المرآة فلا أراني». إنّها تجربة فلسفية تمزج الاغتراب الداخلي بالقلق الوجودي.
الحبّ والفقد – الفلسفة بوصفها تجربة شعورية، الحبّ في الرواية ليس مجرّد عاطفة، بل هو سؤال عن المعنى. بعد فقد زوجها أحمد، تقول سارة: «عندما توفى أحمد أصبحت الحياة وهمًا واقعيًا جدًّا». الفقد هنا يقلب المعادلة: الموت يصبح حقيقيًا، بينما الحياة تغدو وهمًا، هذا التصوّر يعكس فكرة أنّ الحبّ هو الذي يمنح الحياة معناها، وأنّ الفقد يجرّدها من أيِّ يقين، إنّها رؤية تقارب ما عبّرت عنه «سيمون دي بوفوار» حين قالت إنّ الحبّ هو المغامرة التي تجعلنا نتجاوز عبثية العالم.
الحلم كواقع موازٍ، تقول سارة: «هذه الحياة مجرّد حلم داخل حلم، أمّا الحلم الثاني فلا أظنّ أنّنا نستيقظ منه إلّا بالموت». هنا نجد أحد أبرز التجليات الفلسفية في الرواية: الحلم ليس بديلاً عن الواقع، بل طبقة أخرى منه، هذا التصور يتقاطع مع رؤية «باشلار» الذي اعتبر الحلم والخيال جزءًا من بناء الوجود الداخلي للإنسان، الرواية بذلك تعيد صياغة العلاقة بين الحلم واليقظة كحقل فلسفي يوسّع معنى الوجود.
لكلِّ ما تقدّم، يمكن القول إنّ رواية «سحابة أورت» قد خلّصت الفلسفة الإبداعية من جمودها النظري، وانتقلت بها من الشكلية الصارمة إلى فضاءٍ أكثر حيوية، إذ تجاوزت كونها مجرّد حكاية درامية ذاتية تعكس تجربة الروائي في الحياة، لتصبح رؤية متكاملة للقضايا الكبرى التي تؤسّس للذات والوجود الإنساني. لقد وُفِّقت ابتسام الحسبان في استدراج السّرد إلى منطقة الفكر، وفي جذب الفلسفة إلى ميدان الأدب، فخفّفت من صرامتها المفهومية، لتكتب نصًّا بلغة الرواية، لكنّه مشبع بملامحَ فلسفيةٍ واضحة.
وعليه، فإنّ «سحابة أورت» لا تُقرأ فقط كنصًّ سرديًّ، بل كرحلة فلسفية مكتوبة بلغة الأدب. عبر صوت «سارة»، تنفتح الرواية على أسئلة الموت والزّمن والهوية والحبّ والذاكرة، وتجعل القارئ يشارك في القلق الإنساني ذاته. هذه التجلِّيات الفلسفية تمنح النصّ عمقًا يتجاوز الحكاية الفردية، ليحاور الفلسفة العالمية من «هايدغر» و»برغسون» إلى «ريكور» و»باشلار» و»سارتر».
بهذا، تُقدّم الحسبان عملاً يثبت أنَّ الرواية العربية قادرة على أنْ تكون مختبرًا فلسفا، تُسائل وجود الإنسان وتعيد تشكيل العلاقة بين السرد والفكر، إنّها نصّ يضيء في سماء الأدب العربي كنجمة فكرية وشعرية اللغة معًا، وربّما تسعى الحسبان من خلال هذا العمل إلى استعادة المعنى الفلسفي السارتري، حيث تبدو العلاقات المحسوسة بين البشر شكلًا من أشكال الصراع أو صدام الإرادات، لتغدو الرواية بهذا المعنى حوارًا مفتوحًا مع أسئلة الحرية والوجود والاختيار.
يقول هيرمان هيسة: «إنّ حياة الإنسان في تجربة الروائي هي رحلة إلى الأعماق لا غاية لها إلّا اكتشاف الأقنعة التي تخفي الوجه البشري». وتجاوبه «سارة» بطلة رواية «سحابة أورت» أحيانا يحدث أن لا أعرفني، أنظر فلا أراني، كأنّني أقنعة كثيرة فقدت وجهها الأصلي «بهذا المعنى، يتّضح أنّ الرواية تستبطن السؤال الفلسفي ذاته الذي طرحه هيسة: هل نحن متعدِّدو الوجوه، أم أقنعة متراكبة تخفي حقيقتنا الغامضة؟
وإنْ كان «هيسة» قد كشف عن الإنسان ككائن متعدِّد الاحتمالات تختبئ خلفه أقنعة لا نهائية، فإنّ «جورج لوكاتش» قدّم إطارًا نقديًا يساعدنا على فهم هذا التمزُّق من خلال مفهومة عن «النظرية الحيّة المحايثة للرواية» التي تشكِّل أساس تنظيره للرواية، فبحسب لوكاتش، تكشف الرواية عن «حالة إنسانية» تعيش وضعًا مجزأ: يفصل فيه الإنسان عن جوهره/ كما يُفصل فيه الإنسان عن جوهره، كما يُفصل عن محيطه، ويُشلُّ وعيه وتُصادَر إرادته، في هذا السياق، تبدو شخصية «سارة» نموذجًا لهذا الوعي المشطور، إذْ تُجسّد «إشكالية البطل» عند لوكاتش، حيث تتحوّل الأفكار المنفصمة عن العالم إلى أحداث نفسية داخل الذّات، ومن هنا تبرز «فكرة الخلاص» كأفقٍ إنسانيّ وحيد يشدّ في البطلة إليه رؤياها، لتصبح الدافع المحرِّك للفكرة الروائية في النّص.
من هنا فإنّ «سحابة أورت» للروائية ابتسام الحسبان والصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، تغدو نصًّا يتجاوز الحكاية ليشكل فضاءً للأسئلة الكبرى، لا بوصفها إجاباتٍ نهائية، بل كحوار مستمر مع الوجود، فاتحةً الباب للتفكير في الموت والزمن والحب والذاكرة والهوية والغفران، «فسارة» لا تعيش حكايتها الخاصّة فحسب، بل تتحوّل إلى صوت وجودي يعيد طرح الأسئلة التي شغلت الفلاسفة عبر العصور، من ديمقريطس إلى دوستويفسكي، هكذا تتجلّى الفلسفة في الرواية لا كمعرفة نظرية، بل كحالة شعورية ووجودية تضع القارئ أمام أسئلته الخاصّة، ومن تجليّات الفلسفية في الرواية:
سؤال الموت – بين الرهبة والقبول، من أبرز الأسئلة الفلسفية التي تطرحها الرواية سؤال الموت، تقول سارة: «يقلقنا التفكير بالموت، تخيفنا فكرة استمرار الآخرين بدوننا، يرعبنا أن نترك اسمًا لن يتذكّره أحد، أو حلماً لن يكمله أحد». الموت هنا ليس نهاية بيولوجية بل «قلق وجودي» يشبه ما طرحه «هايدغر» في حديثه عن «الوجود نحو الموت»، غير أن الرواية تفتح مجالًا للتأمل: «حين نموت لا نموت حقاً، بل يُعاد توزيع الحظّ والعقل مجدّدًا علينا»، إنَّها رؤية تجعل الموت لحظة انتقالية، شبيهة بفلسفة التناسخ في الثقافات الشرقية، ومعبّرة عن توق الإنسان للخلود.
الزمن – الوهم أم الحقيقة؟، ثيمة الزمن في الرواية ليست إطارًا خارجيًا، بل هي بطل خفيّ. تقول سارة: «ما هو الزمن وكيف تنطوي حيلته علينا؟! كيف يسحبنا معه إلى الأمام دون أنْ نستطيع سحبه معنا إلى الخلف!». هذا السؤال يعكس حيرة الفلسفة الحديثة منذ «برغسون»، الذي اعتبر الزمن «مدّة داخلية تُعاش لا تُقاس». في موضع آخر يتحوّل الزمن إلى كائن حي: «الزمن سلحفاة عملاقة تقضم أجزاءً من أرواحنا». هنا يصبح الزمن قوة ميتافيزيقية تتجاوز قدرة الإنسان على التّحكم، ممّا يعكس وعياً وجودياً عميقاً.
الذاكرة والنسيان – معضلة الهوية تطرح الرواية جدلية الذاكرة والنسيان بوصفها صراعاً فلسفياً، تقول سارة: «سنظلّ ندفن ذكرياتنا في داخلنا إلى أنْ تنفجر يومًا بنا وبمن حولنا». الذاكرة تتحوّل إلى عبءٍ، في حين يبدو النسيان أمنية عصيّة: «النسيان مثل معظم الأشياء، متاح فقط للذين لا يسعون إليه». هنا نجد صدى لفلسفة «بول ريكور» في كتابه الذاكرة، التاريخ، النسيان، حيث يوضح كيف يتشكّل الوعي الذاتي في جدلية التذكُّر والنسيان، في الرواية، هذه الجدلية ليست تنظيرًا، بل تجربة معيشة تصوغ وعي البطلة بذاتها وبماضيها.
سؤال الهوية – من أنا؟ من أكثر اللحظات الفلسفية قوة حين تقول البطلة: «ما يحزنني أنّني سأموت دون أنْ أعرف منْ أنا، دون أنْ أفهم رغباتي التي تقتلني»، هذا السؤال الجوهري – «من أنا؟» – يعيدنا إلى جوهر الفلسفة من سقراط حتّى الوجوديين. الهوية في الرواية ليست معطى جاهزًا، بل هي بحث مستمر، رحلة عبر المرآة، حيث تقول: «أحياناً يحدث أنْ لا أعرفني، أنظر في المرآة فلا أراني». إنّها تجربة فلسفية تمزج الاغتراب الداخلي بالقلق الوجودي.
الحبّ والفقد – الفلسفة بوصفها تجربة شعورية، الحبّ في الرواية ليس مجرّد عاطفة، بل هو سؤال عن المعنى. بعد فقد زوجها أحمد، تقول سارة: «عندما توفى أحمد أصبحت الحياة وهمًا واقعيًا جدًّا». الفقد هنا يقلب المعادلة: الموت يصبح حقيقيًا، بينما الحياة تغدو وهمًا، هذا التصوّر يعكس فكرة أنّ الحبّ هو الذي يمنح الحياة معناها، وأنّ الفقد يجرّدها من أيِّ يقين، إنّها رؤية تقارب ما عبّرت عنه «سيمون دي بوفوار» حين قالت إنّ الحبّ هو المغامرة التي تجعلنا نتجاوز عبثية العالم.
الحلم كواقع موازٍ، تقول سارة: «هذه الحياة مجرّد حلم داخل حلم، أمّا الحلم الثاني فلا أظنّ أنّنا نستيقظ منه إلّا بالموت». هنا نجد أحد أبرز التجليات الفلسفية في الرواية: الحلم ليس بديلاً عن الواقع، بل طبقة أخرى منه، هذا التصور يتقاطع مع رؤية «باشلار» الذي اعتبر الحلم والخيال جزءًا من بناء الوجود الداخلي للإنسان، الرواية بذلك تعيد صياغة العلاقة بين الحلم واليقظة كحقل فلسفي يوسّع معنى الوجود.
لكلِّ ما تقدّم، يمكن القول إنّ رواية «سحابة أورت» قد خلّصت الفلسفة الإبداعية من جمودها النظري، وانتقلت بها من الشكلية الصارمة إلى فضاءٍ أكثر حيوية، إذ تجاوزت كونها مجرّد حكاية درامية ذاتية تعكس تجربة الروائي في الحياة، لتصبح رؤية متكاملة للقضايا الكبرى التي تؤسّس للذات والوجود الإنساني. لقد وُفِّقت ابتسام الحسبان في استدراج السّرد إلى منطقة الفكر، وفي جذب الفلسفة إلى ميدان الأدب، فخفّفت من صرامتها المفهومية، لتكتب نصًّا بلغة الرواية، لكنّه مشبع بملامحَ فلسفيةٍ واضحة.
وعليه، فإنّ «سحابة أورت» لا تُقرأ فقط كنصًّ سرديًّ، بل كرحلة فلسفية مكتوبة بلغة الأدب. عبر صوت «سارة»، تنفتح الرواية على أسئلة الموت والزّمن والهوية والحبّ والذاكرة، وتجعل القارئ يشارك في القلق الإنساني ذاته. هذه التجلِّيات الفلسفية تمنح النصّ عمقًا يتجاوز الحكاية الفردية، ليحاور الفلسفة العالمية من «هايدغر» و»برغسون» إلى «ريكور» و»باشلار» و»سارتر».
بهذا، تُقدّم الحسبان عملاً يثبت أنَّ الرواية العربية قادرة على أنْ تكون مختبرًا فلسفا، تُسائل وجود الإنسان وتعيد تشكيل العلاقة بين السرد والفكر، إنّها نصّ يضيء في سماء الأدب العربي كنجمة فكرية وشعرية اللغة معًا، وربّما تسعى الحسبان من خلال هذا العمل إلى استعادة المعنى الفلسفي السارتري، حيث تبدو العلاقات المحسوسة بين البشر شكلًا من أشكال الصراع أو صدام الإرادات، لتغدو الرواية بهذا المعنى حوارًا مفتوحًا مع أسئلة الحرية والوجود والاختيار.
نيسان ـ نشر في 2025/10/17 الساعة 00:00