توغل الليكود في الأردن.. زيارة عضو الكنيست المتطرف اختراق للخطوط الحمراء ومسّ بالسيادة

نيسان ـ نشر في 2025/10/22 الساعة 00:00
ابراهيم قبيلات..
لم تكن زيارة عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب "الليكود"، عفيف عبد، للأردن ومشاركته في مأدبة عشاء بمنطقة الضليل في محافظة الزرقاء، زيارة عابرة أو شخصية.
المعلومات تؤكد أن هذه الزيارة تمت بعلم مسؤولين أردنيين، وإن كُنّا لا نعلم هوياتهم تحديدا، فإن الجهات المختصة تعلمهم لا محالة.
هذا الاختراق المتعمّد يتجاوز كونه أزمة دبلوماسية عابرة، ليصبح اختبارا حقيقيا للسيادة الأردنية والموقف الشعبي والرسمي من التطبيع مع أقصى اليمين الإسرائيلي.
عفيف عبد ليس مجرد برلماني عادي. إنه يمثل أقصى درجات التطرف في حزب الليكود الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو. هذا هو الرجل الذي تثقل كاهله تهمة المشاركة في جرائم حرب، بدماء آلاف الأبرياء في غزة والضفة الغربية.
إنه ليس ضيفا عاديا، بل هو شخص علني يسعى لتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى" الذي يهدد بشكل صريح وجود الدولة الأردنية، عبر شعاراته المعلنة التي تنكر سيادة الأردن على أراضيه وتطمع حتى في الضفة الغربية.
لا يمكن فصل هذا الحدث عن سياقه الزمني والسياسي. تأتي الزيارة في ذروة ارتكاب جيش الاحتلال لمجازر يومية في غزة، وتصعيد للاستيطان والقتل في الضفة الغربية. لذلك، فإن استقباله من قبل بعض الشخصيات والأحزاب الأردنية هو استفزاز صارخ للمشاعر الوطنية وخرق لكل الخطوط الحمراء.
الرسالة التي يُراد إيصالها عبر هذه الزيارة واضحة. محاولة طبع صورة "الطبيعية" والترحيب الشعبي برموز الاحتلال، وكأن جرائم الحرب لم تحدث.
إنها محاولة لكسر الجبهة الداخلية الأردنية، التي تشكل آخر حصون رفض التطبيع مع الاحتلال، واختراق المناعة المجتمعية في وجه المشروع التوسعي الصهيوني.
هذا الحدث يطرح تساؤلات خطيرة؛ ما الهدف الحقيقي من التوقيت؟ وما الدلالات السياسية لمثل هذا الاستقبال؟ والأهم، من هم الداعمون المحليون لهذا التطرف الصهيوني داخل الأردن؟ إن وجود من يمد يد الترحيب لممثل عن أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل هو إشارة خطر على وجود خلايا للتطبيع تدعم سياسات الاحتلال التوسعية، ليس فقط في فلسطين، ولكن في المنطقة بأكملها.
والأكثر إثارة للقلق هو أن حجم الحدث وخطورته لم يأخذا حقهما من النقاش والمساءلة على المستوى الوطني، مما يجعله سابقة خطيرة قد تُستخدم لتطبيع المزيد من الاختراقات المستقبلية.
    نيسان ـ نشر في 2025/10/22 الساعة 00:00