الذكاء الاصطناعي بين وهم السيطرة وحقيقة التحول
نيسان ـ نشر في 2025/10/28 الساعة 00:00
ليست المسألة أن الآلة أصبحت تفكر، بل أن الإنسان بدأ يفقد احتكاره للفكر. نحن أمام منعطف لا يشبه أي تحول عرفته البشرية. الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة في يدنا، بل شريكا يفاوضنا على موقعنا في المستقبل، يختبر حدود وعينا، ويعيد ترتيب سلم القيم والمعاني التي ظنناها ثابتة.
كنا نظن أن العقل البشري هو المقياس الأعلى للمعرفة، وأن كل ما سواه امتداد أو تكرار له. لكن ما يحدث اليوم ينقض هذا التصور من أساسه. الآلة تتعلم، تتأمل، تتنبأ، وتخطئ أيضا. هذا الخطأ هو ما يجعلها أقرب إلينا مما نتصور، لكنه في الوقت نفسه يفتح أسئلة مقلقة عن المسؤولية والأخلاق والحدود. من يتحمل تبعات قرار يصنعه نظام لا يملك ضميرا ولا نية؟
الخطر لا يكمن في الذكاء الاصطناعي ذاته، بل في الطريقة التي نتعامل بها معه. حين نحوله إلى مرآة لمطامعنا، نزرع فيه انحيازاتنا، ونطلقه ليعيد إنتاجها في كل زاوية من العالم الرقمي. التقنية في جوهرها محايدة، لكننا نمنحها وجهنا. لذلك، يصبح سؤال الأخلاق أسبق من سؤال التقدم.
نحن لا نقف أمام عدو، بل أمام كائن جديد من صنعنا، يشبهنا في العقل ويختلف عنا في الجوهر. المطلوب ليس مقاومته، بل فهمه وترويضه ضمن منظومة إنسانية تحفظ كرامة البشر وتمنع تحويل المعرفة إلى سلعة أو سلطة. لا يكفي أن ننبهر بقدراته أو نخاف من ظلاله. علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا نريد أن نفعل بهذا الوعي الصناعي؟ ولأي غاية نبنيه؟
المستقبل لن ينتظرنا. من يتقن لغة الذكاء الاصطناعي سيقود، ومن يكتفي بالفرجة سيجد نفسه خارج المشهد. لكن القيادة هنا لا تعني السيطرة على الآلة بقدر ما تعني القدرة على توجيهها نحو غاية إنسانية، لا نحو ربح سريع أو نفوذ عابر.
ربما لا يمكننا وقف هذا السيل، لكن يمكننا أن نختار مجراه. أن نعيد تعريف علاقتنا بالمعرفة وبأنفسنا. فالذكاء الاصطناعي مرآة تكشف ضعفنا كما تكشف عظمتنا. وما بينهما يتقرر مصير الإنسان القادم.
كنا نظن أن العقل البشري هو المقياس الأعلى للمعرفة، وأن كل ما سواه امتداد أو تكرار له. لكن ما يحدث اليوم ينقض هذا التصور من أساسه. الآلة تتعلم، تتأمل، تتنبأ، وتخطئ أيضا. هذا الخطأ هو ما يجعلها أقرب إلينا مما نتصور، لكنه في الوقت نفسه يفتح أسئلة مقلقة عن المسؤولية والأخلاق والحدود. من يتحمل تبعات قرار يصنعه نظام لا يملك ضميرا ولا نية؟
الخطر لا يكمن في الذكاء الاصطناعي ذاته، بل في الطريقة التي نتعامل بها معه. حين نحوله إلى مرآة لمطامعنا، نزرع فيه انحيازاتنا، ونطلقه ليعيد إنتاجها في كل زاوية من العالم الرقمي. التقنية في جوهرها محايدة، لكننا نمنحها وجهنا. لذلك، يصبح سؤال الأخلاق أسبق من سؤال التقدم.
نحن لا نقف أمام عدو، بل أمام كائن جديد من صنعنا، يشبهنا في العقل ويختلف عنا في الجوهر. المطلوب ليس مقاومته، بل فهمه وترويضه ضمن منظومة إنسانية تحفظ كرامة البشر وتمنع تحويل المعرفة إلى سلعة أو سلطة. لا يكفي أن ننبهر بقدراته أو نخاف من ظلاله. علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا نريد أن نفعل بهذا الوعي الصناعي؟ ولأي غاية نبنيه؟
المستقبل لن ينتظرنا. من يتقن لغة الذكاء الاصطناعي سيقود، ومن يكتفي بالفرجة سيجد نفسه خارج المشهد. لكن القيادة هنا لا تعني السيطرة على الآلة بقدر ما تعني القدرة على توجيهها نحو غاية إنسانية، لا نحو ربح سريع أو نفوذ عابر.
ربما لا يمكننا وقف هذا السيل، لكن يمكننا أن نختار مجراه. أن نعيد تعريف علاقتنا بالمعرفة وبأنفسنا. فالذكاء الاصطناعي مرآة تكشف ضعفنا كما تكشف عظمتنا. وما بينهما يتقرر مصير الإنسان القادم.
نيسان ـ نشر في 2025/10/28 الساعة 00:00