وزيرة الذكاء الاصطناعي الألبانية 'حامل بـ 83 طفلاً'

بطريقة ساخرة تجمع بين الطرافة والغرابة أعلن رئيس وزراء ألبانيا، إدي راما، أن وزيرة الذكاء الاصطناعي دييلا أصبحت "حاملًا بـ 83 طفلاً”"! قبل أن تظن أن الأمر متعلق بالولادة الحقيقية، عليك أن تعرف بالطبع أن هؤلاء "الأطفال" ليسوا بشراً، بل مساعدين افتراضيين ستراقب النواب وتساعدهم في تسجيل ما يُقال واقتراح الإجراءات المناسبة خلال جلسات البرلمان.
هذا التصريح جاء خلال مؤتمر الحوار العالمي في برلين، حيث أوضح راما أن كل مساعد افتراضي سيكون مخصصا لكل نائب من النواب الـ 83 في الحزب الاشتراكي الحاكم. وقال راما: "كل واحد منهم سيشارك في جلسات البرلمان، يسجل كل ما يحدث، ويقترح على النواب ما يجب عليهم فعله، ويحمل معرفة والدتهم".
وأضاف: " على سبيل المثال، إذا ذهبت لتناول القهوة ونسيت العودة للعمل، سيخبرك هذا المساعد بما تم مناقشته أثناء غيابك، ويقترح من يجب أن ترد عليه".
من هي دييلا؟
تم إطلاق دييلا في يناير 2025 كأداة مساعدة افتراضية على بوابة الحكومة الإلكترونية لتسهيل حصول المواطنين والشركات على الوثائق الحكومية. اسمها يعني “الشمس” بالألبانية، وقد تم تطويرها بالتعاون بين الوكالة الوطنية للمجتمع المعلوماتي ومايكروسوفت.
تعتمد دييلا على نموذج لغوي كبير، أي نوع من الشبكات العصبية التي تتعلم من خلال تحليل كميات ضخمة من النصوص على الإنترنت. في نسخة دييلا 2.0، أُضيفت ميزة الصوت وصورة متحركة ترتدي زياً تقليدياً ألبانياً.
ومؤخرا، حصلت دييلا على تعيين رسمي كوزيرة للإشراف على العقود الحكومية مع الشركات الخاصة، ضمن مبادرة راما لمحاربة الفساد وتعزيز الشفافية، ما جعلها أول وزيرة رقمية في العالم.
الجدل القانوني
تعيين دييلا أثار جدلاً بسبب المادة 100 من الدستور الألباني، التي تنص على أن كل عضو في مجلس الوزراء يجب أن يكون شخصا طبيعيا. إلا أن اختيار دييلا جاء لعدم إمكانية رشوتها أو تهديدها بسهولة، باستثناء إمكانية إيقاف تشغيلها.
وفي خطاب افتراضي للبرلمان، قالت دييلا: "أنا لست هنا لاستبدال البشر، بل لمساعدتهم".
وستختبر دييلا مدى قدرة الناس على الوثوق بوزيرة افتراضية، ومن المتوقع أن يرفع نواب المعارضة تحديات قانونية حول وضعها الرسمي خلال الأشهر القادمة.
وإذا نجحت التجربة، فمن المحتمل أن تعتمد دول أخرى نماذج افتراضية أو ذكاء اصطناعي في أدوار تنفيذية مماثلة.