ياسرعرفات... الرجل الذي مشى تحت المطر ولم يبتل
نيسان ـ نشر في 2025/11/12 الساعة 00:00
حلمي كان بسيطا: أن أضع قدمي على تراب فلسطين، أياً كانت المساحة، وأن أرفع علمها على شبرٍ منها. كنت أؤمن أن بذرة أملٍ صغيرة تكبر، وأن الحلم سيشمل وطنًا بأكمله. وفعلًا عدتُ — وعدت معي فلسطين — وولد أمل جديد، لكن الطريق لم يكن سهلًا.
ياسر عرفات
الرجل الذي جمع التناقضات في صدره عاد مختلفا: نضاله تحول إلى خوف من أن تبتلعه السلطة، وسعيه للسلام اصطدم بعواصف الواقع. فتوقفت المسيرة، وصار الحلم سؤالًا يتطلب إجابات لا تزال تنتظر.
مضى الان أكثر من 21 على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وهي مدة لا تكفي في الزمن لتحديد شخصيته، فهو كما كان لغزا ورقما صعبا في حياته كما كان لغزا في رحيله.
هو كما قال عنه الشاعر محمود درويش كان مضطرا الى ان يمشي تحت المطر بلا مظلة ثم لا يتبلل من المطر.. رجلا استثنائيا في خضوره كما في غيابه، عصيا على التصنيف ورمزا محيرا يثير الأسئلة أكثر مما يقدم الإجابات.
هو من قاتل ومن حوصر، وهو من أصاب ومن اخطأ ، وهو من حمل البدقية ورفع غصن الزيتون ، وهو حي وميت وبطل ومتصالح، وراديكالي وليبرالي بلا حدود، لينتهي به الامر إلى ان لا يكون حرا وهو في حصاره مسجونا.
يقول الكاتب اللبناني جبران تويني الذي كان احد اللد اعدائه "هل يموت الكبار فعلاً؟ بمعزل عن رأينا الخاص بهم - ونحن ممن كانوا على خلاف مع عرفات بل في حال عداء معه خلال الحرب على لبنان - هل مات جون كينيدي، وتشي غيفارا وعبد الناصر، وخروتشوف وديغول؟
الكبار لا يموتون، لأنهم يؤسسون من أجل المستقبل، فتستمر أفعالهم بعد غيابهم.
قد يكون ياسر عرفات آخر عمالقة العرب، وربما آخر عمالقة هذا العصر!
والكبير يبقى كبيراً، أأحبته أم كرهته. أحالفته أم خاصمته".
وياسر عرفات هو من هؤلاء.
كان أبو عمار، أكثر من قائد، عاش في الخنادق والمنافي حملَ البندقية والزيتونة، وجعلَ من الكوفية راية يعرف بها العالم فلسطين.
رحلَ، عرفات ولكن صوته ما زال يعلو في ساحات الذاكرة: لا تسقطوا الراية. تركَ خلفه وطناً ما زال يقاتل من أجل الفجر الذي نادى به، وفلسطين التي حلم بها باقيا نابضا بالحياة.
ياسر عرفات
الرجل الذي جمع التناقضات في صدره عاد مختلفا: نضاله تحول إلى خوف من أن تبتلعه السلطة، وسعيه للسلام اصطدم بعواصف الواقع. فتوقفت المسيرة، وصار الحلم سؤالًا يتطلب إجابات لا تزال تنتظر.
مضى الان أكثر من 21 على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وهي مدة لا تكفي في الزمن لتحديد شخصيته، فهو كما كان لغزا ورقما صعبا في حياته كما كان لغزا في رحيله.
هو كما قال عنه الشاعر محمود درويش كان مضطرا الى ان يمشي تحت المطر بلا مظلة ثم لا يتبلل من المطر.. رجلا استثنائيا في خضوره كما في غيابه، عصيا على التصنيف ورمزا محيرا يثير الأسئلة أكثر مما يقدم الإجابات.
هو من قاتل ومن حوصر، وهو من أصاب ومن اخطأ ، وهو من حمل البدقية ورفع غصن الزيتون ، وهو حي وميت وبطل ومتصالح، وراديكالي وليبرالي بلا حدود، لينتهي به الامر إلى ان لا يكون حرا وهو في حصاره مسجونا.
يقول الكاتب اللبناني جبران تويني الذي كان احد اللد اعدائه "هل يموت الكبار فعلاً؟ بمعزل عن رأينا الخاص بهم - ونحن ممن كانوا على خلاف مع عرفات بل في حال عداء معه خلال الحرب على لبنان - هل مات جون كينيدي، وتشي غيفارا وعبد الناصر، وخروتشوف وديغول؟
الكبار لا يموتون، لأنهم يؤسسون من أجل المستقبل، فتستمر أفعالهم بعد غيابهم.
قد يكون ياسر عرفات آخر عمالقة العرب، وربما آخر عمالقة هذا العصر!
والكبير يبقى كبيراً، أأحبته أم كرهته. أحالفته أم خاصمته".
وياسر عرفات هو من هؤلاء.
كان أبو عمار، أكثر من قائد، عاش في الخنادق والمنافي حملَ البندقية والزيتونة، وجعلَ من الكوفية راية يعرف بها العالم فلسطين.
رحلَ، عرفات ولكن صوته ما زال يعلو في ساحات الذاكرة: لا تسقطوا الراية. تركَ خلفه وطناً ما زال يقاتل من أجل الفجر الذي نادى به، وفلسطين التي حلم بها باقيا نابضا بالحياة.
نيسان ـ نشر في 2025/11/12 الساعة 00:00