منازل في أعماق البحار.. البشرية تقترب من تأسيس أول مجتمع تحت الماء

نيسان ـ نشر في 2025/11/14 الساعة 00:00
تستعد شركة بريطانية متخصصة في التكنولوجيا البحرية لإطلاق أول موطن تحت الماء مُهيأ لإقامة البشر لفترات طويلة، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها منذ تجارب المستكشف الفرنسي جاك إيف كوستو في ستينات القرن الماضي.
المبادرة الجديدة، التي تقودها شركة ديب ، تهدف إلى تمكين العلماء والباحثين من العيش والعمل على قاع البحر لأسابيع، ضمن مشروع يفتح فصلا جديدا في استكشاف المحيطات.
وتأتي هذه الخطوة بعد عقود من الاكتفاء بالأبحاث القصيرة والغوص المحدود، فمع تطور التقنيات الحديثة، تسعى ديب إلى إنشاء شبكة عالمية من المساكن البحرية بحلول عام 2030، توفر بيئة آمنة ومريحة للبعثات العلمية ورصد النظم البيئية التي يصعب مراقبتها من السطح، وفقا لـ ديلي جالكسي.
ويتيح المسكن إقامة أربعة أفراد لمدة لا تقل عن سبعة أيام على عمق يصل إلى 50 مترا، مع توفير الطاقة والهواء والاتصالات عبر عوامة سطحية مخصصة، كما يضم حوضا بحريا يتيح للغواصين الدخول والخروج مباشرة من قاع البحر.
وتتميز الوحدة بهيكل مصنوع بتقنية الطباعة المعدنية المتقدمة WAAM، التي تعتمد على إضافة المعدن في المناطق الأكثر حاجة للدعم الهيكلي، ما يقلل الهدر ويعزز الكفاءة.

ويقول خبراء إن هذه التطورات تمثل عودة قوية للرؤية التي سعى إليها كوستو قبل أكثر من ستة عقود، حين أطلق سلسلة بعثات التي كانت أولى تجارب السكن في قاع البحر، وبينما توقفت تلك الأبحاث بسبب محدودية التكنولوجيا، فإن التطور الصناعي الحالي يتيح إحياء الفكرة بأسلوب أكثر أمانا واستدامة.
ورغم أن الشركة تروج لهذه المساكن باعتبارها أدوات للبحث وحماية البيئة البحرية، فإن توسع البنى التحتية تحت الماء يثير نقاشا متزايدا حول الأطر التنظيمية والبيئية اللازمة لضمان عدم الإضرار بالنظم الحساسة في أعماق البحار، خصوصا في ظل الجهود الدولية لحماية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية خارج الولاية الوطنية.
وتشير تقديرات متخصصين إلى أن هذه المساكن قد تغيّر مستقبل العمل البحري، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستكشاف البشري المباشر في أعماق المحيطات.
    نيسان ـ نشر في 2025/11/14 الساعة 00:00