الطائرة التي غيرت العالم.. لماذا رفض قائدها أن يُدفن؟

نيسان ـ نشر في 2025/11/22 الساعة 00:00
تذكر كتب التاريخ يوم 6 أغسطس 1945 كأحد أكثر الأيام تأثيرا في القرن العشرين، اليوم الذي قاد فيه الطيار الأمريكي بول تيبتس طائرة إينولا غاي لإسقاط القنبلة الذرية على هيروشيما، في خطوة وصفت بأنها حاسمة لإنهاء الحرب العالمية الثانية.
ولد بول تيبتس في 23 فبراير 1915 في مدينة كوينسي بولاية إلينوي، ونشأ مع شغف بالطيران وميل طبيعي للمغامرة، فقد بدأ اهتمامه بالطائرات منذ صغره، بعد أن اصطحبه والده لمشاهدة العروض الجوية في المهرجانات المحلية، وفي سن الثانية عشرة فقط، حلّق بطائرة ثنائية السطح مستأجرة، ملقيا الحلوى على الجماهير، ما أكسبه شهرة مبكرة لاستعراضاته الجريئة في السماء.
درس تيبتس الطب في جامعتي فلوريدا وسينسيناتي، لكنه ترك الدراسة عام 1937 لينضم إلى سلاح الجو الأمريكي، مستبدلا المعطف الطبي ببدلة الطيار، وخلال تدريبه في قاعدة كيلي فيلد بولاية تكساس، صقل مهاراته في الملاحة والطيران الدقيق، ما مهد له الطريق للقيام بأصعب المهمات الجوية خلال الحرب، وفقا لـ Cracked.
خلال الحرب العالمية الثانية، شارك تيبتس في مهام القصف بطائرات B-17 فوق ألمانيا، وكان من أوائل الطيارين الأمريكيين الذين نفذوا غارات في وضح النهار تحت نيران كثيفة من مضادات الطائرات.
وفي عام 1942، أقلع بطائرة تقل الجنرال دوايت أيزنهاور إلى جبل طارق، في مهمة حساسة، ما أثبت قدرته على تحمل الضغط ونقل كبار القادة بأمان.
وفي سبتمبر 1944، اختاره الجنرال هاب آرنولد لقيادة مجموعة 509 المركّبة، وهي وحدة سرية مكلفة بالقيام بمهمات القصف الذري، وأجريت تعديلات على طائرته B-29 سوبرفورتريس لزيادة سرعتها وقدرتها على حمل القنبلة النووية المصنوعة من اليورانيوم-235، وسميت الطائرة إينولا غاي تكريما لوالدته.
انطلقت العمليات من جزيرة تينيان في جزر ماريانا الشمالية، على بعد نحو 2,400 كيلومتر من اليابان، وحملت القنبلة النووية، المعروفة باسم "ليتل بوي"، والتي بلغ وزنها 4400 كيلوغرام، نحو هيروشيما.
أقلعت الطائرة عند الساعة 2:45 فجرا، وألقت القنبلة عند الساعة 8:15 صباحا بالتوقيت المحلي، لتصبح أول ضربة نووية في التاريخ.
نفذ تيبتس بعد الإلقاء مناورة دقيقة للهرب من موجة الانفجار، وهي خطوة تدرب عليها مسبقا، وبعد الحرب، أصبح جنرالاً برتبة عميد، وخدم في سلاح الجو حتى عام 1966، ثم عمل في مجال الاستشارات الجوية.
حتى وفاته عام 2007، ظل تيبتس متمسكا بقراره، معتبرا إسقاط القنبلة خطوة ضرورية لإنهاء الحرب، وطلب حرق جثمانه لتجنب أن يتحول قبره إلى موقع احتجاجات، يظل اسمه مرتبطا بأحد أكثر الأحداث جدلا في التاريخ العسكري، مخلّدا صورة الطيار الذي صنع لحظة غيرت مسار العالم.
    نيسان ـ نشر في 2025/11/22 الساعة 00:00