برد الشتاء
نيسان ـ نشر في 2025/11/30 الساعة 00:00
نسأل الله أن يرزقنا الغيث، ولا يجعلنا من القانطين.. اللهم آمين، وعلى الرغم من انحباس المطر نسبيا في السنوات الأخيرة، إلا أنني أشعر ببرودة استثنائية هذا الموسم، وهي مجرد مشاعر لا علاقة لها بحقائق أو معلومات عن المناخ وحالات الطقس.. هذا برد نفسي استثنائي قادم من شلال مشاعر وذكريات وفراغ قادم..
حين تغادر بعض الأرواح الحياة، نشعر بمشاعر كالتي أتحدث عنها، لكن برحيل الأمهات تتعزز مشاعر الآباء وتجمح فوق المستوى الخاص بهم، وذلك بسبب مشاعر الأبناء والبنات، فالمشاعر تصبح جمعية، مهما صمدت أمامها، وتفهمتها، إلا أن عينا او صوتا أو حركة او سكنة او «صفنة» من أي عين من عيون الأبناء والبنات، تفجر هذه المشاعر من جديد، ومن قريب وبعيد.. لهذا يصبح البرد ناطقا بفصحى أخرى، ليس للحروف والكلام علاقة بها.
من بين أهم التحديات عن ترحل الزوجات، اللاتي كن حتى أمس، سقوف البيوت، ولتسير الحياة في تلك البيوت من بعدهن، مطلوب تغيير العادات، ولن يكون الأمر سهلا على من يعيش التجربة، فالعادات أصبحت مع مرور الوقت، سلوكا، والسلوك ثقافة، والثقافة تكتنز بكل المشاعر الدافئة، بغض النظر عن أهمية الأمهات او الزوجات الراحلات، فقد كان ثمة نظام مستقر في يوميات تلك البيوت ومن فيها، وتعرض لنقص او خلل، لكنه خلل كبير، ويزداد حجم تأثيره تبعا لما كان عليه دور الأمهات والزوجات الراحلات..
ليس النسيان فقط هو النعمة التي نشعر بقيمتها حين نفقد أشخاصاً محوريين في حياتنا وبيوتنا، بل هناك نعمة الوعي، والإيمان، وقوة الإرادة، وكلها جهود وعزوم ذاتية، يقوم بها الأشخاص بأنفسهم، فيغيرون عاداتهم، وانماط سلوكهم الذي اعتادوا عليه منذ ان جاءوا إلى الحياة، وكلما اتسع أفق وتفكير هؤلاء الناس، فهم أقدر من غيرهم وأسرع، في تجاوز الخلل، وإصلاح ما يمكنهم إصلاحه..
البرد شديد، وأجد صعوبة في تحريك الحروف وصياغة الكلام، لهذا أتخيل بأنني لم أكتب من قبل، ولا أصدق بأن الحروف كانت مطاوعة.. كل شيء متجمد تقريبا، حتى «الظل» أصبح ساكنا.
والحمد لله من قبل ومن بعد.
حين تغادر بعض الأرواح الحياة، نشعر بمشاعر كالتي أتحدث عنها، لكن برحيل الأمهات تتعزز مشاعر الآباء وتجمح فوق المستوى الخاص بهم، وذلك بسبب مشاعر الأبناء والبنات، فالمشاعر تصبح جمعية، مهما صمدت أمامها، وتفهمتها، إلا أن عينا او صوتا أو حركة او سكنة او «صفنة» من أي عين من عيون الأبناء والبنات، تفجر هذه المشاعر من جديد، ومن قريب وبعيد.. لهذا يصبح البرد ناطقا بفصحى أخرى، ليس للحروف والكلام علاقة بها.
من بين أهم التحديات عن ترحل الزوجات، اللاتي كن حتى أمس، سقوف البيوت، ولتسير الحياة في تلك البيوت من بعدهن، مطلوب تغيير العادات، ولن يكون الأمر سهلا على من يعيش التجربة، فالعادات أصبحت مع مرور الوقت، سلوكا، والسلوك ثقافة، والثقافة تكتنز بكل المشاعر الدافئة، بغض النظر عن أهمية الأمهات او الزوجات الراحلات، فقد كان ثمة نظام مستقر في يوميات تلك البيوت ومن فيها، وتعرض لنقص او خلل، لكنه خلل كبير، ويزداد حجم تأثيره تبعا لما كان عليه دور الأمهات والزوجات الراحلات..
ليس النسيان فقط هو النعمة التي نشعر بقيمتها حين نفقد أشخاصاً محوريين في حياتنا وبيوتنا، بل هناك نعمة الوعي، والإيمان، وقوة الإرادة، وكلها جهود وعزوم ذاتية، يقوم بها الأشخاص بأنفسهم، فيغيرون عاداتهم، وانماط سلوكهم الذي اعتادوا عليه منذ ان جاءوا إلى الحياة، وكلما اتسع أفق وتفكير هؤلاء الناس، فهم أقدر من غيرهم وأسرع، في تجاوز الخلل، وإصلاح ما يمكنهم إصلاحه..
البرد شديد، وأجد صعوبة في تحريك الحروف وصياغة الكلام، لهذا أتخيل بأنني لم أكتب من قبل، ولا أصدق بأن الحروف كانت مطاوعة.. كل شيء متجمد تقريبا، حتى «الظل» أصبح ساكنا.
والحمد لله من قبل ومن بعد.
نيسان ـ نشر في 2025/11/30 الساعة 00:00