أغرب طريقة للبقاء.. بكتيريا تتظاهر بالموت

نيسان ـ نشر في 2025/12/06 الساعة 00:00
كشفت وكالة ناسا، بالتعاون مع علماء جامعة فلوريدا، عن اكتشاف مذهل يغير مفهومنا عن قدرة الحياة على التحمل في أقسى البيئات، بعض البكتيريا قادرة على البقاء على قيد الحياة في الفضاء من خلال الدخول في حالة "تظاهر بالموت" أو توقف أيضي شبه كامل، وهو ما يتحدى الافتراضات السابقة حول مرونة الميكروبات.
الدراسة، المنشورة في مجلة Microbiology Spectrum، أوضحت أن هذه الميكروبات تستطيع إيقاف عملياتها الأيضية تقريبا، ما يمنحها القدرة على الصمود في فراغ الفضاء أو الغرف النظيفة المعقمة للمركبات الفضائية، حيث تختار البيئات عادةً أكثر الكائنات الحية صلابة.
ويقود البحث الدكتور نيلز أفيريش، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة وعضو معهد أستريوس الفضائي، الذي أكد أن هذه البكتيريا تظهر مرونة غير مسبوقة، قادرة على مواجهة ظروف كانت تُعتبر قاتلة لكل أشكال الحياة.
ما يميز هذه الميكروبات هو أنها لا تُكوّن أبواغا وهي أجسام صغيرة وقوية جدًا تصنعها بعض البكتيريا والفطريات للبقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، وهي الطريقة التقليدية للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الجفاف أو الحرارة أو الإشعاع. بدلاً من ذلك، تعتمد على تعليق الأيض، لتدخل في حالة سبات طويل المدى تنتظر فيها الظروف الملائمة لتستأنف نشاطها.
وقال الدكتور أفيريش: "رؤية كائنات غير مُكوّنة للأبواغ تحقق هذا النوع من القوة من خلال التوقف الأيضي وحده يشير إلى وجود آليات بقاء إضافية لم نفهمها بعد".
تشير النتائج إلى أن هذه القدرة الفريدة تسمح للبكتيريا بالتحمل لفترات طويلة في المركبات الفضائية أو حتى في الفضاء العميق، وتفتح الباب أمام إمكانية وجود حياة ميكروبية على كواكب مثل المريخ، أو في بيئات شديدة القسوة لم يكن يُعتقد أن الحياة تستطيع الصمود فيها. هذه الميكروبات تقدم مثالاً حياً على أن الحياة يمكن أن تتكيف بطرق لم يكن العلماء يتصورونها، وأن أساليب البقاء التقليدية مثل تكوين الأبواغ ليست الوحيدة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الاكتشاف رؤى مهمة لعلم الأحياء الفلكي واستراتيجيات حماية الحياة خلال رحلات الفضاء الطويلة. إذا كانت الميكروبات قادرة على البقاء بهذه الطريقة، فهذا يوسع نطاق البحث عن أشكال حياة محتملة على الكواكب والأقمار الأخرى، ويطرح أسئلة حول كيفية حماية البشر والمركبات الفضائية من الميكروبات المتحملة للظروف القاسية.
هذه البكتيريا التي تتظاهر بالموت تمثل نموذجا فريدا للبقاء في أقسى البيئات، وتعيد تعريف حدود الحياة ومرونة الكائنات الدقيقة، لتؤكد قدرة الله وعظمته في خلق أشكال حياة تستطيع الصمود في ظروف قد تبدو مستحيلة.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/06 الساعة 00:00