الالتهاب الرئوي .. كيف تحول الإنفلونزا رئتيك إلى ساحة معركة حياة أو موت؟

نيسان ـ نشر في 2025/12/08 الساعة 00:00
كان يُعرف الالتهاب الرئوي في بدايات القرن العشرين بلقب "صديق الرجل العجوز"، لأنه كان يُعتبر وسيلة سريعة وغير مؤلمة للوفاة.
الانسداد الرئوي المزمن.. نصائح بسيطة للوقاية من المرض (خاص)
وما زال أكثر من 100 عام لاحقًا يمثل المرض أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين كبار السن، وهذا العام فقط، ورد الالتهاب الرئوي في شهادات وفاة نجمين من هوليوود، فال كيلمر الذي توفي عن عمر 65 عامًا في أبريل، وديان كيتون التي رحلت عن 79 عامًا في أكتوبر.
الإنفلونزا تحول رئتيك إلى ساحة معركة حياة أو موت
وحتى واين لينكر، المعروف بأسلوب حياته المتهور في إيبيزا، كشف مؤخرا أنه كاد يصبح ضحية لهذا المرض التنفسي القاتل بعد إصابته بعدوى مؤخرا، حيث قال إن فترة تعافيه قد تمتد لعدة أشهر.
ويكشف الخبراء الآن عن الأسباب التي تجعل حالات الالتهاب الرئوي تتزايد وكيف تتحول هذه العدوى إلى تهديد حقيقي للحياة. فالالتهاب الرئوي نوع من العدوى الصدرية يصيب الحويصلات الهوائية الصغيرة في الرئتين، ما يجعل التنفس صعبا وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى سعال الدم أو الاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي.
تشير أرقام مكتب الإحصاء الوطني في بريطانيا إلى أن عام 2024 شهد تسجيل 23,061 حالة وفاة في إنجلترا وويلز، حيث كان السبب الأساسي للوفاة إنفلونزا أو التهاب رئوي. وشرح البروفيسور بول هنتر من مدرسة نورويتش الطبية أن السبب في ربط المرضين معا يعود إلى أن الإنفلونزا تهيئ الطريق للبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، خاصة النوع المكور الرئوي، حيث أن عدوى الإنفلونزا تهاجم بطانة الجهاز التنفسي العلوي وتدمر الأهداب المجهرية التي تحمي الرئتين.
وأوضح هنتر أن هذه الأهداب تقوم "بإبعاد" البكتيريا والجسيمات الضارة عن الوصول إلى أعماق الرئتين، وعندما تتضرر بفعل الإنفلونزا، تصبح الرئتان أكثر عرضة للعدوى. ومع إصابة الحويصلات الهوائية بالعدوى، تمتلئ بالسوائل أو القيح، ما يعطل وصول الأكسجين إلى الدم ويهدد حياة المصاب.
ويشير الدكتور سايمون كلارك، أستاذ مشارك في علم الأحياء الدقيقة الخلوي بجامعة ريدينغ، إلى أن تقدم العمر يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة، بسبب ضعف الجهاز المناعي وقلة النشاط البدني، ما يقلل من قدرتهم على طرد الجراثيم والفيروسات من الرئتين. وأضاف أن حالات الإصابة قد تتفاقم بعد التنفس الصناعي لفترات طويلة، أو بعد التعرض لأنواع مختلفة من العدوى أو حتى حالات خاصة مثل الاستنشاق العرضي للقيء أو الإصابة بفطر "نيوموكستيس" لدى مرضى نقص المناعة.
الإنفلونزا تحول رئتيك إلى ساحة معركة حياة أو موت

وأكد الخبراء أن الالتهاب الرئوي ليس مرضا واحدا بل مجموعة من الأعراض المرتبطة بعدوى صدرية شديدة، تسبب التهاب الممرات الهوائية السفلى وتضعف القدرة على التنفس، وقد تؤدي في أسوأ الحالات إلى تسمم الدم (الإنتان) وفشل الأعضاء المتعددة، لكنه ليس قاتلًا دائمًا. فقد تتطلب بعض الحالات مجرد الراحة أو المضادات الحيوية، وتساعد أجهزة المناعة القوية على التعافي، مع التأكيد على أن التعافي لا يزيد بالضرورة من احتمالية الإصابة مرة أخرى إذا لم تتوافر عوامل الخطر.
وحذر الخبراء من أن أسلوب الحياة له تأثير مباشر على خطر الإصابة، مشيرين إلى أهمية النشاط البدني، الحفاظ على وزن صحي، والابتعاد عن التدخين، مع التأكيد أن العمر وبعض المخاطر لا يمكن التحكم فيها، لكن التعديلات الحياتية تمنح فرصة أكبر لمواجهة الالتهاب الرئوي والشفاء منه.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/08 الساعة 00:00