اكتشف سراً عمره آلاف السنين

في حادثة غريبة من نوعها، اكتشف أحد سكان جزيرة وايت البريطانية أن كرة قدم مهملة على شاطئه لم تكن سوى جمجمة تعود للعصر الحديدي، جاء ذلك خلال نزهة صيفية قام بها أنتوني بلاوريت مع كلبه على ساحل الجزيرة، قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا.
وفقًا لما رواه بلاوريت لصحيفة Isle of Wight County Press، فقد لفت انتباهه جسم غريب الشكل مرمي على الرمال، فظن في البداية أنه جزء من كرة قدم قديمة، فأعطاه ركلة قوية على الشاطئ، وبعد إدراكه أن الجسم ليس كرة، جمعه ووضعه في كيس وأخطر الشرطة بما وجده.
تم نقل القطعة الغريبة لاحقا إلى مكتب الطبيب الشرعي المحلي، حيث كشفت الفحوصات الأولية أنها جمجمة بشرية، أي الجزء العلوي من رأس الإنسان، وبعد إجراء اختبار الكربون المشع، تبيّن أن الجمجمة تعود لشخص عاش في الفترة بين 800 قبل الميلاد و540 قبل الميلاد، في العصر الحديدي.
وتشير التحليلات إلى أن الجمجمة كانت الجزء الوحيد المتبقي من الهيكل العظمي، ما يوحي بأن من وجدها قبل بلاوريت ربما قد ركلها بعنف، ما أدى إلى تحطم باقي أجزاء العظام.
وتعليقا على هذا الاكتشاف، قال خبراء آثار محليون إن العثور على مثل هذه القطع البشرية في الشواطئ ليس بالأمر المعتاد، وأنه يوفر لمحة نادرة عن حياة البشر في العصر الحديدي في بريطانيا.
وأضافوا أن مثل هذه الاكتشافات تساهم في فهم الممارسات الجنائزية والبيئية في تلك الحقبة، إضافة إلى أنها تثير التساؤلات حول الظروف التي أدت إلى تآكل بقايا الهياكل العظمية على الساحل.
وقد أثار هذا الاكتشاف ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد كبير من المتابعين عن دهشتهم من تحول كرة قدم قديمة إلى قطعة أثرية تعود لعصور ما قبل التاريخ.
وأكد آخرون على أهمية التعامل بحذر مع أي أشياء غير معروفة على الشواطئ، تحسبا لاحتمال أن تكون قطعا أثرية أو بقايا بشرية قديمة.
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة وايت، التي تقع قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا، تعتبر من المناطق الغنية بالآثار التاريخية، حيث تضم مواقع تعود إلى العصور الحديدية والرومانية والوسطى، ويأمل الباحثون في أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى مزيد من الدراسات الأثرية التي تسلط الضوء على حياة المجتمعات البشرية في تلك الفترة.