جردة حساب آخر السنة
نيسان ـ نشر في 2025/12/14 الساعة 00:00
آخر السنة لا تأتي برأس السنة ولا بالأمنيات، تأتي فجأة، مثل مخالفة سير وانت ناسي المحفظة. تقف أمامك وتقول لك بهدوء جارح: «احسب».
أول ما تحسبه ليس المال، بل الشيب. هذا الشيب الذي لم يأتِ من العمر، بل من الأخبار.. شعرة بيضاء لكل خبر عاجل.
نفتح ملف الأخبار. أخبار تتزاحم عليك من كل الجهات، من الشاشة، من الهاتف، من مجموعات الواتساب، ومن صديق لديه «معلومة مؤكدة». أزمة تُحل، ثم لا تُحل، ثم يُنفى الحل، ثم يُؤكَّد النفي. في النهاية تكتشف أن الأزمة الوحيدة الثابتة هي أنت.
ثم نصل إلى الشوارع. الشوارع الأمامية التي تُصوَّر من زوايا جميلة، وتُضاء بالتصريحات، وتُفرش بالوعود. والشوارع الخلفية التي تعرف الحقيقة، حيث الحفر أقدم من بعض المسؤولين، والإشارات الضوئية تفكر قبل أن تعمل، والسيارة تخرج منها بتوازن جديد وإيمان أعمق بالقضاء والقدر.
الشوارع الخلفية لا تكذب. هي فقط تتركك تتعلم وحدك، كيف تناور بين حفرة وحفرة، وكيف تحافظ على هدوئك وأنت تشعر أن سيارتك صارت تعرف الطريق أكثر منك.
في جردة الحساب نكتب المصروفات: أعصاب، وقت، وقوف طويل، وقهوة تبرد قبل أن تُشرب. ونكتب الإيرادات: نكتة عابرة، ضحكة سريعة، شعور مؤقت بأنك فهمت ما يجري، قبل أن يأتي خبر عاجل يعيدك إلى نقطة الصفر.
آخر السنة ليست تاريخًا في الروزنامة، بل حالة عامة. تقف أمام المرآة وتسأل نفسك: هل كبرنا، أم أن الواقع سبقنا بخطوات؟ لا تجد جوابًا واضحًا، لكنك تعرف شيئًا واحدًا: أنك ما زلت واقفًا.
نقفل الدفاتر بلا احتفال كبير. لا ألعاب نارية ولا خطابات. فقط عناد صامت، وإصرار على الضحك رغم كل شيء. جردة الحساب قد لا تكون رابحة، لكن البقاء واقفًا حتى آخر السنة هذا بحد ذاته ربح.
أول ما تحسبه ليس المال، بل الشيب. هذا الشيب الذي لم يأتِ من العمر، بل من الأخبار.. شعرة بيضاء لكل خبر عاجل.
نفتح ملف الأخبار. أخبار تتزاحم عليك من كل الجهات، من الشاشة، من الهاتف، من مجموعات الواتساب، ومن صديق لديه «معلومة مؤكدة». أزمة تُحل، ثم لا تُحل، ثم يُنفى الحل، ثم يُؤكَّد النفي. في النهاية تكتشف أن الأزمة الوحيدة الثابتة هي أنت.
ثم نصل إلى الشوارع. الشوارع الأمامية التي تُصوَّر من زوايا جميلة، وتُضاء بالتصريحات، وتُفرش بالوعود. والشوارع الخلفية التي تعرف الحقيقة، حيث الحفر أقدم من بعض المسؤولين، والإشارات الضوئية تفكر قبل أن تعمل، والسيارة تخرج منها بتوازن جديد وإيمان أعمق بالقضاء والقدر.
الشوارع الخلفية لا تكذب. هي فقط تتركك تتعلم وحدك، كيف تناور بين حفرة وحفرة، وكيف تحافظ على هدوئك وأنت تشعر أن سيارتك صارت تعرف الطريق أكثر منك.
في جردة الحساب نكتب المصروفات: أعصاب، وقت، وقوف طويل، وقهوة تبرد قبل أن تُشرب. ونكتب الإيرادات: نكتة عابرة، ضحكة سريعة، شعور مؤقت بأنك فهمت ما يجري، قبل أن يأتي خبر عاجل يعيدك إلى نقطة الصفر.
آخر السنة ليست تاريخًا في الروزنامة، بل حالة عامة. تقف أمام المرآة وتسأل نفسك: هل كبرنا، أم أن الواقع سبقنا بخطوات؟ لا تجد جوابًا واضحًا، لكنك تعرف شيئًا واحدًا: أنك ما زلت واقفًا.
نقفل الدفاتر بلا احتفال كبير. لا ألعاب نارية ولا خطابات. فقط عناد صامت، وإصرار على الضحك رغم كل شيء. جردة الحساب قد لا تكون رابحة، لكن البقاء واقفًا حتى آخر السنة هذا بحد ذاته ربح.
نيسان ـ نشر في 2025/12/14 الساعة 00:00