هل تحوّل مونديال 2026 إلى بطولة للأثرياء؟ .. أسعار التذاكر تُشعل الغضب

نيسان ـ نشر في 2025/12/15 الساعة 00:00
قبل أن تُطلق صافرة البداية، وقبل أن تمتلئ المدرجات بالأهازيج والأعلام، اجتاح الغضب مدرجات العالم.. لا بسبب نتائج أو قرارات تحكيمية، بل بسبب أسعار التذاكر.
فمع فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باب بيع تذاكر كأس العالم 2026، المقرّر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تفجّرت موجة واسعة من الانتقادات، بعدما كشفت الأرقام عن قفزة غير مسبوقة في أسعار دخول المدرجات، وُصفت بأنها تهدد روح البطولة الأشهر عالمياً.
صدمة الأرقام.. آلاف الدولارات لمباراة واحدة
بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، تبدأ أسعار تذاكر نهائي كأس العالم من نحو 4195 دولاراً، وقد تصل إلى 8680 دولاراً للمقاعد المميزة، في رقم لم تشهده البطولة في تاريخها الحديث.
حتى مباريات دور المجموعات لم تسلم من الارتفاع الحاد، إذ يبلغ متوسط سعر التذكرة: نحو 380 دولارا لمباراة عادية، وحوالي 500 دولار لمواجهة منتخبات كبرى، مثل مباراة كرواتيا وإنجلترا في دالاس.
أما التذاكر الأرخص، فتبدأ من 265 دولارًا، وهي محدودة العدد وشبه نادرة.
"خيانة لروح المونديال"
منظمة Football Supporters Europe لم تُخفِ غضبها، ووصفت ما يحدث بأنه "خيانة تاريخية لروح كأس العالم"، مؤكدة أن المشجع العادي أصبح خارج الحسابات.
ووفق تقديرات المنظمة، فإن المشجع الذي يرغب في متابعة منتخب بلاده من المباراة الأولى حتى النهائي يحتاج إلى ما لا يقل عن 6900 دولار، أي ما يقارب خمسة أضعاف تكلفة متابعة مونديال قطر 2022.
"الفيفا" تبرر: "السوق هو من يحدد"
في المقابل، تدافع "فيفا" عن سياستها التسعيرية، معتبرة أن الأسعار تعكس آليات العرض والطلب في الأسواق المستضيفة، لا سيما في أميركا الشمالية.
كما أوضحت أن عمليات إعادة بيع التذاكر ستتم حصرياً عبر منصة رسمية معتمدة، بعمولة تبلغ 15% تُفرض على كل من البائع والمشتري، في خطوة تقول "الفيفا" إنها تهدف إلى الحد من السوق السوداء.
وتتوقع "الفيفا" أن تحقق البطولة إيرادات تفوق 11 مليار دولار، مقارنة بنحو 7.6 مليار دولار في مونديال قطر، مدفوعة بتوسّع البطولة إلى 48 منتخباً وزيادة عدد المباريات.
كرة القدم.. من لعبة شعبية إلى منتج فاخر؟
بين غضب الجماهير وتبريرات "الفيفا"، يطفو سؤال أكبر على السطح: هل ما نشهده مجرد تضخم طبيعي في حدث عالمي ضخم؟ أم أن كأس العالم يفقد تدريجياً هويته كـ"بطولة الشعوب"، ليتحوّل إلى عرض رياضي فاخر مخصص للنخبة الثرية؟
الإجابة قد لا تحسمها الأرقام وحدها، بل المدرجات: هل ستمتلئ بالجماهير العاشقة، أم بالقدرة الشرائية فقط؟
    نيسان ـ نشر في 2025/12/15 الساعة 00:00