الأمنيات وحدها لا تصنع عاما أفضل
نيسان ـ نشر في 2025/12/16 الساعة 00:00
ها نحن على أعتاب عام جديد وعام آخر يلوح بالرحيل، تتكرر المشاهد نفسها أمنيات قديمة، ووعود جديدة، وتوقعات لا تختلف كثيرا عما سبقها، رغم ان الواقع يؤكد إن السنوات لا تتغير بالكلام، بل بمراجعة الأخطاء التي نصر على تكرارها.
والحديث عن التفاؤل لا قيمة حقيقة له إذا لم يقترن بتغيير حقيقي. فالغد لن يكون أفضل لمجرد دخول سنة جديدة، ولن تتحسن الأحوال بالتصريحات أو بالتوقعات. التحسن يبدأ بالاعتراف بالأخطاء، وبالتوقف عن تحميل الماضي وحده مسؤولية ما نعيشه اليوم.
فالكثير من القضايا تدخل العام الجديد دون حل بل هي متفاقمة، وعليه قان معظم الأزمات التي نعيشها تستمر لأن التعامل معها يتم بالتأجيل أو بالحلول المؤقتة، وهذا دليل واضع على العجز.
المشكلة ليست في قسوة الظروف وحدها، بل في غياب التعلم من التجربة، وغياب الرؤيا وفي تكرار الأساليب ذاتها مع انتظار نتائج مختلفة.
نهاية السنة لا تأتي بالفرح بقدر ما تفرض جردة حساب. نحسب ما خسرناه من وقت وأعصاب، وما استهلكته الأخبار من طاقة الناس وثقتهم. نكتشف أن الأزمات تتبدل عناوينها، لكنها تبقى حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الشارع إلى العمل إلى البيت.
نهاية السنة ليست محطة للاحتفال، بل فرصة للمصارحة. إما أن نراجع أنفسنا بجدية، أو نستعد لتكرار المشهد ذاته في العام القادم، مع اختلاف التاريخ فقط لان المستقبل المشرق، ليس زائرا انتقائيا، يزور إلا من رتب نفسه، وكنس داخله، وترك مساحة خالية بدل التخزين الفوضوي للمشاعر والعادات والتبريرات، وإن لم تستعد لاستقبالها، فلا تتعب نفسك بفتح الباب أصلا.
السنة الجديدة لا تحب المفاجآت، ولا تدخل على حين غفلة. وليس مجرد توقعات تخضع لثنائية التفاؤل والتشاؤم، وتوقعات الأبراج وضاربي الودع والمشعوذين، ولا حتى لتحليلات السياسيين ولتبريراتهم الغير قابلة للتصديق ولا التحقيق.
من المؤكد السنوات ليست متشابهة، بعضها يمر مرور الكرام، وبعضها الآخر يأتي كبوابة عبور للمستقبل، وبما ان الناجحين هم الذين كان لديهم القدرة على الرؤيا التي تتجاوز انوفهم بكثير، وعملوا ألف حساب لما سوف يأتي، فان السعي الى التغير يجب ان يتضمن القدرة على تحمل المصاعب ومواجهة التحديات.
فهل نحن جاهزون للتغيير؟ أم ما زلنا نفكر ونتمنى ونحلم فقط .
والحديث عن التفاؤل لا قيمة حقيقة له إذا لم يقترن بتغيير حقيقي. فالغد لن يكون أفضل لمجرد دخول سنة جديدة، ولن تتحسن الأحوال بالتصريحات أو بالتوقعات. التحسن يبدأ بالاعتراف بالأخطاء، وبالتوقف عن تحميل الماضي وحده مسؤولية ما نعيشه اليوم.
فالكثير من القضايا تدخل العام الجديد دون حل بل هي متفاقمة، وعليه قان معظم الأزمات التي نعيشها تستمر لأن التعامل معها يتم بالتأجيل أو بالحلول المؤقتة، وهذا دليل واضع على العجز.
المشكلة ليست في قسوة الظروف وحدها، بل في غياب التعلم من التجربة، وغياب الرؤيا وفي تكرار الأساليب ذاتها مع انتظار نتائج مختلفة.
نهاية السنة لا تأتي بالفرح بقدر ما تفرض جردة حساب. نحسب ما خسرناه من وقت وأعصاب، وما استهلكته الأخبار من طاقة الناس وثقتهم. نكتشف أن الأزمات تتبدل عناوينها، لكنها تبقى حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الشارع إلى العمل إلى البيت.
نهاية السنة ليست محطة للاحتفال، بل فرصة للمصارحة. إما أن نراجع أنفسنا بجدية، أو نستعد لتكرار المشهد ذاته في العام القادم، مع اختلاف التاريخ فقط لان المستقبل المشرق، ليس زائرا انتقائيا، يزور إلا من رتب نفسه، وكنس داخله، وترك مساحة خالية بدل التخزين الفوضوي للمشاعر والعادات والتبريرات، وإن لم تستعد لاستقبالها، فلا تتعب نفسك بفتح الباب أصلا.
السنة الجديدة لا تحب المفاجآت، ولا تدخل على حين غفلة. وليس مجرد توقعات تخضع لثنائية التفاؤل والتشاؤم، وتوقعات الأبراج وضاربي الودع والمشعوذين، ولا حتى لتحليلات السياسيين ولتبريراتهم الغير قابلة للتصديق ولا التحقيق.
من المؤكد السنوات ليست متشابهة، بعضها يمر مرور الكرام، وبعضها الآخر يأتي كبوابة عبور للمستقبل، وبما ان الناجحين هم الذين كان لديهم القدرة على الرؤيا التي تتجاوز انوفهم بكثير، وعملوا ألف حساب لما سوف يأتي، فان السعي الى التغير يجب ان يتضمن القدرة على تحمل المصاعب ومواجهة التحديات.
فهل نحن جاهزون للتغيير؟ أم ما زلنا نفكر ونتمنى ونحلم فقط .
نيسان ـ نشر في 2025/12/16 الساعة 00:00