2026 .. مجرد أرقام وسنوات ومسيرة بلا بوصلة
نيسان ـ نشر في 2025/12/16 الساعة 00:00
أبراهيم قبيلات
ها قد أوشك عداد الأعوام أن ينتقل إلى رقم جديد: 2026م.
لمثلنا لا يجوز أن نطلق على العام الجديد هذا الاسم، بل أن نصفه بـ"الرقم الجديد"، تمييزا له عن "الرقم السابق". فما يجري لنا فيه وبه ومعه من أمور يفوق الخيال.
رقم مضى، دفعنا دفعا معه في تياره، ورقم جديد يقتحمنا بقسوة. الاقتصاد ما زال يئن، وإن كان بصوت أعلى مع دخول الرقم الجديد. والغموض الذي يتلبسنا ما زال يضغط على صدورنا؛ لا نعرف أين نحن، ولا إلى أين نمضي.
لم يؤسس "قتيبة" حزبه الخاص للراغبين في الهجرة إلى الخارج، وأعتقد أنه لم يفكر بذلك مطلقا. لكن فكرة كهذه تحمل في طياتها شيئا من المعنى يستحق الإشارة والتأمل.
فتياتنا، وقد تجاوزن الثلاثين وهن في منازل ذويهن، أقول: لم يفتهن قطار الزواج، بل المجتمع بأسره في مقلاة الخسارة، وليس هن وحدهن. إذ أصبح ارتباط امرأة برجل ضربا من المستحيلات أو الكماليات؟
وشبابنا، في زاوية أخرى، استبدلوا رؤية المستقبل وطموحه بالارتباط بالذكاء الاصطناعي. لا أعلم كم شاب تورط في هذه العلاقة الافتراضية، لكننا نكاد نسمع وقع خطاهم نحو هذا العالم اللامتناهي، هربا من عالم محدود بات لا يصدر لنا إلا اليأس.
الشؤون الشخصية لا تقل ضبابية عن شؤوننا العامة، وهذا حال يشمل كل القطاعات. لكن على أية حال، يطلب منا المسؤولون أن نتفاءل! فالأمور – بحسبهم – بخير، والأرقام تتحدث عن الخير.
وجيد أن لدينا ما نقوله عن "انتصاراتنا": فمعادلات الأرقام باتت معركة نفوز بها على الدوام... لكن فقط في معركة الأرقام. أما عن الواقع، فالأفضل أن أصمت عنه، مغطيا فمي بما يستوجب.
النفق الذي دخله العالم بأكمله ما زال معتما، ولا أفق مرئيا للخروج منه. بل يبدو أن ما تقوم به البشرية جمعاء هو تعميق هذا الظلام وزيادة ورطتها فيه، بينما نحن هنا، نعد الأرقام.
ها قد أوشك عداد الأعوام أن ينتقل إلى رقم جديد: 2026م.
لمثلنا لا يجوز أن نطلق على العام الجديد هذا الاسم، بل أن نصفه بـ"الرقم الجديد"، تمييزا له عن "الرقم السابق". فما يجري لنا فيه وبه ومعه من أمور يفوق الخيال.
رقم مضى، دفعنا دفعا معه في تياره، ورقم جديد يقتحمنا بقسوة. الاقتصاد ما زال يئن، وإن كان بصوت أعلى مع دخول الرقم الجديد. والغموض الذي يتلبسنا ما زال يضغط على صدورنا؛ لا نعرف أين نحن، ولا إلى أين نمضي.
لم يؤسس "قتيبة" حزبه الخاص للراغبين في الهجرة إلى الخارج، وأعتقد أنه لم يفكر بذلك مطلقا. لكن فكرة كهذه تحمل في طياتها شيئا من المعنى يستحق الإشارة والتأمل.
فتياتنا، وقد تجاوزن الثلاثين وهن في منازل ذويهن، أقول: لم يفتهن قطار الزواج، بل المجتمع بأسره في مقلاة الخسارة، وليس هن وحدهن. إذ أصبح ارتباط امرأة برجل ضربا من المستحيلات أو الكماليات؟
وشبابنا، في زاوية أخرى، استبدلوا رؤية المستقبل وطموحه بالارتباط بالذكاء الاصطناعي. لا أعلم كم شاب تورط في هذه العلاقة الافتراضية، لكننا نكاد نسمع وقع خطاهم نحو هذا العالم اللامتناهي، هربا من عالم محدود بات لا يصدر لنا إلا اليأس.
الشؤون الشخصية لا تقل ضبابية عن شؤوننا العامة، وهذا حال يشمل كل القطاعات. لكن على أية حال، يطلب منا المسؤولون أن نتفاءل! فالأمور – بحسبهم – بخير، والأرقام تتحدث عن الخير.
وجيد أن لدينا ما نقوله عن "انتصاراتنا": فمعادلات الأرقام باتت معركة نفوز بها على الدوام... لكن فقط في معركة الأرقام. أما عن الواقع، فالأفضل أن أصمت عنه، مغطيا فمي بما يستوجب.
النفق الذي دخله العالم بأكمله ما زال معتما، ولا أفق مرئيا للخروج منه. بل يبدو أن ما تقوم به البشرية جمعاء هو تعميق هذا الظلام وزيادة ورطتها فيه، بينما نحن هنا، نعد الأرقام.
نيسان ـ نشر في 2025/12/16 الساعة 00:00