برمودا تخفي لغزاً غامضاً.. اكتشاف بنية عملاقة 'لا مثيل لها على وجه الأرض'

نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00
كشف باحثون عن وجود بنية صخرية ضخمة وغامضة تحت مياه جزيرة برمودا، وصفوها بأنها "لا مثيل لها على وجه الأرض".وتشير نتائج دراسة حديثة نُشرت في مجلة Geophysical Research Letters إلى أن هذه البنية قد تكون السبب وراء استمرار بقاء جزيرة برمودا فوق سطح البحر رغم توقف نشاط البراكين قبل أكثر من 30 مليون عام، وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست".عادة، عند توقف البراكين، تتحرك الصفيحة التكتونية بعيداً عن النقطة الساخنة للغلاف الأرضي العميق، وتبرد القشرة البركانية تدريجياً، ما يؤدي إلى غرق البراكين ببطء، إلا أن العلماء اكتشفوا وجود طبقة صخرية غير عادية تحت قشرة المحيط أسفل برمودا، تعمل على دعم الجزيرة ورفعها فوق قاع المحيط.
وتبلغ سماكة هذه الطبقة نحو 12.4 ميلاً، وهو مستوى سماكة لم يُرَ في أي طبقة مشابهة على مستوى العالم، بحسب ما ذكر الفريق البحثي بقيادة عالم الزلازل ويليام فريزر من مؤسسة كارنيغي للعلوم وجيفري بارك من جامعة ييل.استخدم الباحثون موجات زلزالية ناتجة عن 396 زلزالاً بعيداً، جميعها قوية بما يكفي لنقل اهتزازات دقيقة عبر الأرض، لرسم صورة عمودية للطبقات الصخرية تحت برمودا حتى عمق نحو 31 ميلاً، وكشفت التحليلات عن طبقة صخرية أقل كثافة من الصخور المحيطة بها، ما يفسر استمرار الجزيرة في الارتفاع فوق المحيط نحو 500 متر (1640 قدماً) عن قاع البحر.وأوضح فريزر أن "الطبقة غير الاعتيادية موضوعة تحت القشرة ضمن الصفيحة التكتونية التي تقع عليها برمودا، وهو ما يميزها عن البنية المعتادة للغلاف الأرضي".وأشار إلى أن الانفجار البركاني الأخير ربما دفع صخور الغلاف الأرضي إلى القشرة حيث تجمدت، لتشكل بنية شبيهة بالطوف فوق قاع المحيط.ومن جانبه، قال بارك إن بعض المواد الماجمية قد تكون توقفت تحت طبقة موهو بدلاً من الانفجار السطحي، ما أدى إلى تكوين ما يُعرف بـ"بلوتون صخري مافيسي" بمرور الوقت.وأضاف أن عمليات "المعالجة تحت القشرة" قد تكون ساهمت أيضاً، حيث تسمح صعود المواد الساخنة بتشقق القشرة ودخول مياه البحر، ما يؤدي إلى تعديل الغلاف الأرضي العلوي وتكوين بقايا أخف وزناً.وأوضحت العالمة الجيولوجية سارة مازا من كلية سميث بولاية ماساتشوستس، أن هذه المواد المتبقية من أيام النشاط البركاني تساعد في دعم الجزيرة كموقع مرتفع في المحيط الأطلسي، رغم توقف البراكين منذ 31 مليون سنة.ويشير الباحثون إلى أن المنطقة كانت في قلب آخر القارات العظمى، ما يضيف بعداً فريداً لتفسير هذه الظاهرة الجيولوجية، ويواصل فريق البحث دراسة جزر أخرى حول العالم لمعرفة ما إذا كانت هذه الطبقة فريدة من نوعها أم أن لها نظائر في أماكن أخرى.وقال فريزر: "فهم موقع مثل برمودا، الذي يمثل حالة قصوى، يساعدنا على فهم العمليات الطبيعية في أماكن أقل تطرفا، والتمييز بين العمليات العادية والاستثنائية التي تحدث على الأرض".
    نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00