سر مثلث برمودا.. ماذا يوجد تحت الجزيرة الغامضة؟

نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00
كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف علمي فريد تحت أرخبيل برمودا، قد يفسر لغز استمرار الجزيرة في الارتفاع فوق المحيط الأطلسي رغم توقف النشاط البركاني منذ أكثر من 30 مليون سنة.
ووفقا للبحث الذي أجرته مؤسسة كارنيجي للعلوم وجامعة ييل إحدى أعرق الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة، اكتشف العلماء وجود طبقة صخرية ضخمة تبلغ سماكتها 12.4 ميلاً (20 كيلومتراً) تحت قشرة المحيط، وهي سماكة غير مسبوقة لم تُسجل في أي مكان آخر على الأرض.
قال الدكتور ويليام فريزر، عالم الزلازل في مؤسسة كارنيجي: "عادةً، بعد قاع قشرة المحيط يُفترض أن يبدأ الوشاح الأرضي، لكن برمودا تتميز بطبقة إضافية تحت القشرة ضمن اللوح التكتوني الذي ترتكز عليه الجزيرة".
وأضاف أن هذه الطبقة قد تكون السبب وراء ارتفاع قاع المحيط أسفل برمودا المعروف بـ"الانتفاخ المحيطي"، رغم غياب أي نشاط بركاني منذ نحو 31 مليون سنة، وفقا لـ interestingengineering.
وكشفت التحليلات أن الطبقة الصخرية أقل كثافة من الصخور المحيطة، ما يجعلها تعمل كـ"طوف صخري" يرفع الجزيرة ويمنعها من الغرق.
وأوضح الباحثون أن هذه الطبقة ربما تكون نتاج تجمد صخور الوشاح أو الحمم البركانية التي دفعت خلال آخر ثوران بركاني منذ 30–35 مليون سنة، وعندما تجمدت، شكلت هيكلا صلبا قادرا على رفع قاع المحيط بأكثر من 500 متر، وهو ما يفسر استمرار الجزيرة فوق سطح الماء رغم ملايين السنين من الركود البركاني.
استخدم فريق البحث تسجيلات من محطة زلزالية دائمة في برمودا لرصد زلازل كبيرة حول العالم، وتمكنوا من رسم صورة دقيقة لبنية الأرض حتى عمق 50 كيلومتراً، مكتشفين طبقة صخرية ضخمة لم يُلاحظ مثيل لها في أي جزيرة تقع ضمن لوح تكتوني.
وأوضحت سارة مازا، عالمة الجيولوجيا في كلية سميث بولاية ماساتشوستس، أن صخور برمودا تحتوي على مستويات منخفضة من السيليكا، ما يشير إلى أنها نشأت من صخور غنية بالكربون من أعماق الوشاح، ربما منذ تكوين قارة بانجيا قبل 900 إلى 300 مليون سنة، ما يجعل الجزيرة مختلفة عن جزر أخرى تشكلت فوق بؤر حرارية مثل هاواي.
لطالما ارتبط أرخبيل برمودا بأسطورة مثلث برمودا، المنطقة الواقعة بين برمودا وفلوريدا وبورتو ريكو، المشهورة باختفاء السفن والطائرات، لكن الغموض الحقيقي كان في سبب بقاء "الانتفاخ المحيطي" قائما رغم توقف النشاط البركاني منذ ملايين السنين، وهو ما يفسره الاكتشاف الجديد.
يخطط فريزر وزملاؤه لدراسة جزر أخرى حول العالم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على طبقات مشابهة، أم أن برمودا فريدة من نوعها.
وقال فريزر: "فهم الأماكن القصوى مثل برمودا يساعدنا على التمييز بين العمليات الجيولوجية العادية والاستثنائية على كوكب الأرض".
يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة لإعادة صياغة فهم العلماء لتشكل الجزر البركانية، ويوفر رؤية جديدة حول العمليات الاستثنائية التي تحدث في باطن الأرض، وكيف يمكن لهيكل صخري عميق أن يحافظ على جزيرة بأكملها على مدى ملايين السنين.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00