ثوان تحبس الأنفاس.. قصة الصورة الأكثر رهبة في تاريخ الفضاء

نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00
تُعد الصورة الشهيرة لرائد الفضاء بروس مككاندلس الثاني، التي التُقطت من مكوك الفضاء تشالنجر في 7 فبراير 1984، واحدة من أكثر اللقطات المخيفة في تاريخ استكشاف الفضاء، إذ تُظهر مككاندلس يطفو بحرية في الفراغ دون أي حبل أمان أو ارتباط بالمكوك.في ذلك اليوم، ارتدى مككاندلس وزميله رائد الفضاء بوب ستيوارت وحدات التنقل المأهولة وتركا راحة المكوك للقيام بسير فضائي غير مربوط، بينما كانت سرعة المكوك تقارب 28,900 كيلومتر في الساعة (18,000 ميل في الساعة)، وكان مككاندلس هو أول من قفز، ليصبح أول إنسان في التاريخ يقوم بسير فضائي غير مربوط.ورغم أن الأمر يبدو مخاطرة عالية، فإن الشعور لدى الرائدين كان مختلفا تماما، إذ كانت وحدات التنقل المأهولة مصممة بدقة لتدفعهما بسرعات منخفضة مقارنة بسرعة المكوك، باستخدام غاز النيتروجين البارد لتسهيل الحركة والتحكم في الاتجاهات.وأوضح رائد الفضاء فانس براند، في تصريحات لموقع ناسا، أن الجهاز يشبه حزام الطيران الأسطوري "باك روجرز"، لكنه يتحرك ببطء نسبي يصل إلى ميل أو اثنين في الساعة، ما يجعله آمنا للغاية رغم ضخامته وكونه مثبتا على الظهر.وفي مقابلة مع موقع Guardian عام 2015، أشار مككاندلس إلى التوتر الذي شعر به مراقبو المهمة من الأرض، بما في ذلك زوجته الموجودة في مركز التحكم، لكنه عبّر عن شعوره بالإنجاز: "قد تكون خطوة صغيرة لنيل أرمسترونغ، لكنها قفزة ضخمة بالنسبة لي"، في إشارة إلى أول هبوط على القمر، مما خفف التوتر وأعطاه شعورا بالطمأنينة.تُظهر الصورة، التي التقطها مككاندلس نفسه أثناء تحليقه في الفضاء، مدى المخاطر التي يواجهها رواد الفضاء، من فراغ هائل يمتد ملايين السنين الضوئية، إلى قطرات ماء صغيرة في بدلة الفضاء يمكن أن تشكل تهديدا لحياتهم، ورغم هذا، كانت التجربة بالنسبة لمككاندلس مصدر فخر شخصي ومهني، إذ قال: "كان شعورا رائعا، كان مزيجا من الابتهاج الشخصي والفخر المهني، لقد استغرق الوصول إلى تلك النقطة سنوات عديدة".تظل هذه الصورة رمزا للجرأة الإنسانية في استكشاف الفضاء، ومثالا على التوازن بين المخاطرة والابتكار، ما يجعلها واحدة من أكثر اللقطات التي تبعث على الرهبة والإعجاب في تاريخ رحلات الفضاء.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/17 الساعة 00:00