لغة العالم الجديدة
نيسان ـ نشر في 2025/12/21 الساعة 00:00
كان الإنسان الأول يطارد فريسته بشكل جماعي وعشوائي، ومع آلاف السنين لم يحدث كثير من الاختلاف، فما زلنا نطارد صيدنا بشكل جماعي أيضا ً، ولكن بطريقة أكثر تنظيماً. وهذا الصيد الثمين تغير شكله وحجمه وسرعته، فأصبح بهيئة كرة صغيرة نتطاير فرحاً وسروراً كلما أحرزنا بها هدفاً في المرمى، فكل هدف ليس إلا فريسة مفترضة.
وهذا ما يجعلني أسأل. هل جاءت الرياضة كحاجة ضرورية لتحرير بني الإنسان من غريزة ونزعة العدوانية؟ فلماذا إذن تفاقمت شرور هذا الكائن، وتفاقمت حروبه وكربه؟ ولماذا كل هذا القتل المبثوث كلما تقدمنا رياضياً؟ أم أن الرياضة فشلت في تهذيبنا، فبقينا على عدوانيتنا المقنعة؟ الموسيقى والرسم وخرير الماء وحفيف الشجر وبريق النجوم، كلها فشلت أن تكون لغة مشتركة قوية للعالم الكبير، في الوقت الذي نجحت فيه الكرة أن تصبح لغة موحدة واحدة، تنطق بها كل الأقدام وتركلها. منتهى التقدم والحضارة: إنه عالم يفكر بقدميه... ليس إلا.
ذات زمن بعيد اقترح ملك حكيم في الصين على أحد علمائه النوابغ أن يخترع لعبة تحترم ذكاء وتفكير الإنسان بعيداً عن لعبة النرد التي تستجيب للحظ ولا يقودها سواه، وبالفعل كانت لعبة الشطرنج. وبعد أن راقت له اللعبة وراجت في مملكته، قرر هذا الحكيم أن تلغى كل المعارك الطاحنة بين البشر، وتتحول إلى مباريات صامتة بالشطرنج، والفائز يأخذ ما يريده من الخاسر. وفي عالمنا اليوم: هل سيجتاح صاحب الركلة المميزة السديدة القوية عالم المستقبل ويسوده؟ مملكة كرة القدم غدت المملكة الوحيدة العتيدة التي لا تغرب عنها عباءة الشمس، وكل شيء صار في خدمتها وطاعتها: السياسة، الأدب، الصحافة، السياحة. فهل تخدمنا هذه الرياضة، وتهذب من شراسة قروش العالم، وبطشهم وتقلم شرورهم الشائطة؟
مجمل القول، إن كانت الكرة لغة البشرية الواحدة، فلتكن درساً نتعلم منه كيف نحول العدوان إلى إبداع، والمنافسة إلى سلام، قبل أن تغرقنا في ظلالها الطويلة.
وهذا ما يجعلني أسأل. هل جاءت الرياضة كحاجة ضرورية لتحرير بني الإنسان من غريزة ونزعة العدوانية؟ فلماذا إذن تفاقمت شرور هذا الكائن، وتفاقمت حروبه وكربه؟ ولماذا كل هذا القتل المبثوث كلما تقدمنا رياضياً؟ أم أن الرياضة فشلت في تهذيبنا، فبقينا على عدوانيتنا المقنعة؟ الموسيقى والرسم وخرير الماء وحفيف الشجر وبريق النجوم، كلها فشلت أن تكون لغة مشتركة قوية للعالم الكبير، في الوقت الذي نجحت فيه الكرة أن تصبح لغة موحدة واحدة، تنطق بها كل الأقدام وتركلها. منتهى التقدم والحضارة: إنه عالم يفكر بقدميه... ليس إلا.
ذات زمن بعيد اقترح ملك حكيم في الصين على أحد علمائه النوابغ أن يخترع لعبة تحترم ذكاء وتفكير الإنسان بعيداً عن لعبة النرد التي تستجيب للحظ ولا يقودها سواه، وبالفعل كانت لعبة الشطرنج. وبعد أن راقت له اللعبة وراجت في مملكته، قرر هذا الحكيم أن تلغى كل المعارك الطاحنة بين البشر، وتتحول إلى مباريات صامتة بالشطرنج، والفائز يأخذ ما يريده من الخاسر. وفي عالمنا اليوم: هل سيجتاح صاحب الركلة المميزة السديدة القوية عالم المستقبل ويسوده؟ مملكة كرة القدم غدت المملكة الوحيدة العتيدة التي لا تغرب عنها عباءة الشمس، وكل شيء صار في خدمتها وطاعتها: السياسة، الأدب، الصحافة، السياحة. فهل تخدمنا هذه الرياضة، وتهذب من شراسة قروش العالم، وبطشهم وتقلم شرورهم الشائطة؟
مجمل القول، إن كانت الكرة لغة البشرية الواحدة، فلتكن درساً نتعلم منه كيف نحول العدوان إلى إبداع، والمنافسة إلى سلام، قبل أن تغرقنا في ظلالها الطويلة.
نيسان ـ نشر في 2025/12/21 الساعة 00:00