دراسة صادمة عن أفريقيا.. القارة السمراء تنشق إلى نصفين

نيسان ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 00:00
تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن القارة الأفريقية تمر بمرحلة انقسام تدريجي، قد تؤدي في المستقبل البعيد إلى انفصال شرق القارة عن باقي أراضيها، وظهور محيط جديد بين الكتلتين، هذه العملية المرتبطة بنظام صدع شرق إفريقيا، الذي يعد أحد أكبر مناطق الصدع في العالم، تجري بوتيرة بطيئة جدا، تمتد لملايين السنين، لكنها تحمل في طياتها تحولا هائلا على شكل القارة.
يمتد نظام صدع شرق إفريقيا عبر آلاف الكيلومترات، مروًا بعدد من الدول الأفريقية مثل إثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا ورواندا وبوروندي وزامبيا وتنزانيا ومالاوي وموزمبيق، ويعمل هذا النظام على تقسيم الصفيحة الأفريقية إلى جزئين رئيسيين، هما الصفيحة الصومالية الأصغر والصفيحة النوبية الأكبر، وهما يبتعدان عن بعضهما بمعدل ميليمترات معدودة سنويا، وفق دراسة أُجريت عام 2004م.
في عام 2018، انتشرت أنباء عن ظهور صدع في كينيا، وأثارت موجة من القلق حول "انقسام أفريقيا أمام أعيننا"، ومع أن هذا المشهد كان مرتبطا بنشاط الصدع في الوادي، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن هذا الانقسام كان تعبيرا محليا للطبيعة المعتادة للنشاط الجيولوجي في المنطقة، وليس دليلا مباشرا على حدوث الانفصال الكبير، نظام صدع شرق إفريقيا مستمر في عمليته منذ حوالي 25 مليون سنة، والصدع الذي شهدته كينيا كان مجرد مؤشر على هذه العملية البطيئة جدا.
وتشير التقديرات إلى أنه خلال خمسة إلى عشرة ملايين سنة مقبلة، قد يصبح المشهد الجيولوجي شرق إفريقيا مختلفا تماما، حيث قد يتشكل محيط جديد بين الصفيحة الصومالية والنوبية، في هذه الحالة، ستفقد القارة الأفريقية كتفها الشرقي، وسيقع شرق إفريقيا محاطا ببحر ضخم، مما يعيد رسم الخريطة الجغرافية للقارة بأكملها.
يذكر العلماء أن سطح الأرض دائم التغير، لكن وتيرة هذه التغيرات بطيئة للغاية بحيث يصعب على البشر ملاحظتها على المدى القصير، فكما شهد العالم منذ حوالي 138 مليون سنة، عندما انقسمت أمريكا الجنوبية عن أفريقيا، فإن القارات تتحرك ببطء على مدى ملايين السنين، لتتشكل في النهاية كما نراها اليوم.
ويقول الخبراء إن انفصال شرق إفريقيا سيكون فصلا جديدا في هذا الكتاب الجيولوجي الضخم، لكنه يظل عملية مستقبلية للغاية، وربما لن تشهدها البشرية بنفسها، إلا أن دراسة هذه الظواهر تساعد العلماء على فهم تاريخ الأرض وكيفية تشكل القارات والمحيطات، وتسلط الضوء على القوى الطبيعية العميقة التي تشكل كوكبنا ببطء ولكن بثبات.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/22 الساعة 00:00