روبوت يسرّع تطوير مركّبات جديدة تواجه البكتيريا المقاومة للأدوية

طوّر باحثون من جامعة يورك البريطانية نظاماً روبوتياً قادراً على تصنيع أكثر من 700 مركّب معدني معقّد، لتطوير مضاد حيوي واعد يقضي على البكتيريا دون أن يكون ساماً للخلايا البشرية، ما يمنح أملًا جديداً في المعركة ضد العدوى المقاومة للأدوية.المركّبات المعدنية ثلاثية الأبعاد ويسمح هذا الشكل الهندسي لها بالتفاعل مع البكتيريا بطرق مختلفةوبعد أن تمكن الباحثون من تصنيع أكثر من 700 مركّب معدني معقد في أسبوع واحد فقط، حددت عملية الفحص السريع بواسطة النظام الروبوتي مضاداً حيوياً جديداً واعداً قائماً على الإيريديوم، يقضي على البكتيريا دون أن يكون ساماً للخلايا البشرية.وبحسب موقع "جامعة يورك"، مع تزايد مقاومة البكتيريا للعلاجات الحالية، يواجه العالم جائحة صامتة. ويموت أكثر من مليون شخص سنوياً بسبب عدوى مقاومة للأدوية يمكن الوقاية منها.وبدون أدوية جديدة، قد تصبح الإجراءات الروتينية مثل استبدال مفصل الورك والعلاج الكيميائي وزراعة الأعضاء خطيرة للغاية ومهددة للحياة، بسبب خطر الإصابة بعدوى لا يمكن علاجها.وفي استجابة لهذه الأزمة، توجه فريق بقيادة الدكتور أنجيلو فراي في قسم الكيمياء بجامعة يورك إلى مجال طبي غالباً ما يتم تجاهله: المركبات المعدنية.لماذا المركّبات المعدنية؟وبينما تُعدّ معظم المضادات الحيوية الحديثة جزيئات "مسطحة" قائمة على الكربون، فإنّ المركّبات المعدنية ثلاثية الأبعاد، ويسمح هذا الشكل الهندسي الفريد لها بالتفاعل مع البكتيريا بطرق مختلفة تماماً، ويتيح لها التغلب على آليات المقاومة التي تُفشل الأدوية الحالية.تسريع العمليةوعادةً ما يكون اكتشاف دواء جديد عملية بطيئة. مع ذلك، استخدم مختبر فراي الروبوتات وكيمياء "النقر"؛ وهي طريقة يتم فيها ربط مكونين جزيئيين معاً بكفاءة لتسريع العملية بشكل كبير.واستخدم الدكتور ديفيد هاسباندز، هذه المنصة الآلية لدمج ما يقرب من 200 "رابط" مختلف (جزيئات تُحيط بمركز معدني) مع 5 معادن مختلفة.وكانت النتيجة تخليق أكثر من 700 مركّب معدني جديد في أقل من أسبوع - وهي مهمة تستغرق عادةً شهوراً من العمل اليدوي.مركّب من معدن الإيريديوموبعد التخليق، فحص الفريق المركبات الـ 700 بحثاً عن النشاط المضاد للبكتيريا والسمية على الخلايا البشرية السليمة. حددت الدراسة 6 مركبات رائدة جديدة محتملة.ومن بينها، برز مركّب واحد على وجه الخصوص، وهو مركّب قائم على معدن الإيريديوم. فقد أظهر فعالية عالية ضد البكتيريا، بما في ذلك سلالات مشابهة لبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) القاتلة، مع سمية منخفضة للخلايا البشرية.ويشير هذا إلى أن لديه "مؤشراً علاجياً" عالياً، وهو مرشح قوي لمزيد من تطوير الأدوية.