يخرج من الظلال.. ثعبان أسود نادر في جزيرة نائية يثير حيرة العلماء

نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00
أكد العلماء اكتشاف نوع جديد من الثعابين على جزيرة ميسيما، الواقعة في مقاطعة ميلن باي بغينيا الجديدة، الثعبان المميز، الذي يتمتع بجسم أسود لامع وعيون داكنة بارزة، تم تحديده رسميا ليصبح أحدث أنواع الثعابين المستوطنة المعروفة في الأرخبيل.
ويأتي هذا الاكتشاف ضمن دراسة أعدها عالم الزواحف فريد كراوس من جامعة ميشيغان. الدراسة توثق تحديد أربعة أنواع جديدة من ثعابين الأشجار، كل منها يقتصر على جزيرة منفصلة ضمن أرخبيل لويزياد، مما يعكس التنوع البيولوجي الغني والفريد لهذه المنطقة الاستوائية.
وعلى الرغم من أن جزيرة ميسيما شهدت عمليات تعدين تجارية للذهب خلال القرن الماضي، إلا أن الأنظمة البيئية فيها ما زالت تحتضن أنواعا غير موثقة من الكائنات البرية.
وأكد الباحثون أن الثعبان يظهر قدرة ملحوظة على التكيف، إذ تم العثور عليه في مناطق الغابات والتلال وكذلك في حدائق القرى والمناطق المعدلة، ما يشير إلى مرونة بيئية أكبر مقارنة ببعض الزواحف المستوطنة الأخرى.
ويتميز هذا النوع بتصبغه الأسود الكامل عند البلوغ، على عكس الصغار التي يكون لونها رماديا فاتحا، هذه الظاهرة، المعروفة باسم "الميلانين النمائي"، نادرة بين الأنواع القريبة، وقد تكون مرتبطة بعوامل بيئية أو سلوكية محددة.
ويشير اسم النوع الجديد إلى اللون الأسود، بينما تؤكد المقارنات الشكلية المنشورة أن هذا الثعبان يختلف عن باقي أعضاء جنس لنمط الحراشف واللون والتوزع الجغرافي، ما يعزز مكانته كنوع مستقل وفريد.
وتعتبر مقاطعة ميلن باي من أكثر مناطق غينيا الجديدة تنوعا بيولوجيا، خصوصا بين الزواحف والبرمائيات، نظراً لعزلتها الجغرافية التي ساعدت على تطور أنواع مستقلة عبر الزمن، وقد أدى الاكتشاف الجديد إلى تعزيز المعرفة بالأنظمة البيئية لهذه الجزر، والتي غالبا لم تخضع لمسوح بيولوجية شاملة بسبب التضاريس الصعبة وقلة البنية التحتية البحثية.
ويطرح اكتشاف الثعبان أسئلة مهمة حول حالة السكان الطبيعية للنوع ومدى قدرته على الصمود في مواجهة التغيرات البيئية أو الأنشطة البشرية المستقبلية.
ويؤكد العلماء أن هذه الاكتشافات الميدانية تسلط الضوء على أهمية العمل الحقلي في مجال التصنيف الحيواني، رغم تطور استخدام التحليل الجيني في الأبحاث الحديثة.
ويختتم الباحثون بالدعوة إلى تكثيف الجهود الميدانية لاستكشاف الجزر الاستوائية، حيث يواصل العلم كشف أنواع جديدة لم تُسجل سابقا، ما يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد وتعزيز استراتيجيات الحفظ البيئي المستقبلية.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00