حصاد 'الذهب الرقمي'.. الذكاء الاصطناعي يضخ ثروات خيالية لأباطرة التكنولوجيا في 2025

نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00
أضافت الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي أكثر من نصف تريليون دولار إلى ثروات أباطرة التكنولوجيا في الولايات المتحدة خلال عام 2025، في واحدة من أكبر موجات تراكم الثروة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا، مدفوعة بالصعود القياسي لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت بيانات حديثة صادرة عن وكالة "بلومبرغ" أن ثروات أكبر 10 مؤسسين ومديرين تنفيذيين لشركات التكنولوجيا الأمريكية ارتفعت إلى نحو 2.5 تريليون دولار حتى عشية عيد الميلاد، مقارنة بنحو 1.9 تريليون دولار قبل عام واحد فقط، في ظل طفرة استثمارية غير مسبوقة في شركات الذكاء الاصطناعي.
وتصدّر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك قائمة المستفيدين، بعدما سجلت ثروته زيادة تقارب 50% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 645 مليار دولار، ليعزز موقعه كأغنى شخص في العالم.
ويملك ماسك استثمارات متعددة تشمل شركة "xAI" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إدارته لشركة "تسلا" للسيارات الكهربائية، وخلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصبح ماسك أول شخص في التاريخ تتجاوز ثروته حاجز 500 مليار دولار، مع توقعات بإمكانية تحوله إلى أول تريليونير في العالم حال نجاح تسلا في تحقيق أهدافها المستقبلية.
وجاء ماسك متقدماً على لاري بايج، الشريك المؤسس لشركة "غوغل"، الذي تُقدَّر ثروته بنحو 270 مليار دولار، وجيف بيزوس مؤسس "أمازون" بثروة تبلغ نحو 255 مليار دولار، في ظل رهانات المستثمرين على توسع هذه الشركات في تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز الرابحين أيضاً جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" لصناعة الرقائق الإلكترونية، إذ ارتفعت قيمة استثماراته وأصوله بنحو 41.8 مليار دولار، لترتفع ثروته الشخصية إلى 159 مليار دولار.
ووفقاً لتقارير "فاينانشيال تايمز"، حل هوانغ في المرتبة التاسعة عالمياً على مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، والثامنة بين كبار مليارديرات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وباع هوانغ خلال العام الجاري أسهماً بقيمة تقارب مليار دولار، مستفيداً من الارتفاع الحاد في سعر سهم "إنفيديا"، التي تُعد رقائقها المتقدمة عنصراً أساسياً في بناء قدرات المعالجة المطلوبة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وكانت الشركة قد أصبحت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى 5 تريليونات دولار، متجاوزة الناتج الاقتصادي لبعض أكبر اقتصادات العالم مثل اليابان أو الهند.
وفي السياق ذاته، ارتفعت ثروات مؤسسي "غوغل" لاري بايج وسيرغي برين بنحو 102 مليار دولار و92 مليار دولار على التوالي، مع تزايد ثقة المستثمرين في تقدم الشركة بمجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطويرها رقائقها الخاصة المعروفة باسم (Tensor Processing Unit).
وحذّر بنك إنجلترا من مخاطر هذه الطفرة، مشيراً إلى احتمال حدوث "تصحيح مفاجئ" في الأسواق العالمية إذا تراجعت ثقة المستثمرين، وقال صناع السياسات في البنك، إن تقييمات أسواق الأسهم تبدو مبالغاً فيها في عدد من المؤشرات، لا سيما بالنسبة لشركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما يجعل الأسواق عرضة للتقلب في حال تراجع التفاؤل بشأن تأثير هذه التقنيات.
وعلى الرغم من هيمنة قطاع التكنولوجيا على قائمة الرابحين، شهدت قطاعات أخرى زيادات ملحوظة في ثروات كبار رجال الأعمال، فقد ارتفعت ثروة برنارد أرنو، رئيس مجموعة "إل في إم إتش" الفرنسية للسلع الفاخرة، بنحو 28.5 مليار دولار خلال العام الماضي، مستفيداً من تحسن أداء السهم وزيادة إنفاق المستهلكين الأثرياء في أمريكا الشمالية.
ويبلغ أرنو 76 عاماً، ويسيطر على نحو نصف أسهم المجموعة المالكة لعلامات شهيرة مثل "لويس فويتون" و"دوم بيرينيون".
كما حقق الإسباني أمانسيو أورتيغا، المالك الأكبر لمجموعة "إنديتكس" المالكة لسلسلة "زارا" وعدد من العلامات الأخرى، مكاسب قدرها 34.3 مليار دولار، لترتفع ثروته إلى نحو 136 مليار دولار، مدعومة بتوزيعات أرباح قياسية بلغت 3.1 مليار يورو من المجموعة.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00