رئة العالم في قبضة 'كارتيلات' الجريمة.. مثلث الموت ينهش غابات الأمازون
نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00
تحوّلت غابات الأمازون في كولومبيا إلى ساحة مفتوحة لعالم الجريمة المنظمة، حيث باتت تجارة "الكوكايين والذهب واللحوم" المحرّك الرئيسي لشبكات مسلحة وعصابات إجرامية تهدد واحدة من أهم النظم البيئية في العالم.
وبحسب "الغارديان" البريطانية، رصد رودريغو بوتيرو، مدير مؤسسة الحفاظ على التنمية المستدامة (FCDS)، من الجو مشهداً مقلقاً لمساحات خضراء شاسعة تتخللها بقع بنية آخذة في الاتساع نتيجة إزالة الغابات.
وأكد أن فريق المؤسسة نفّذ أكثر من 150 طلعة جوية غطّت نحو 50 ألف كيلومتر لتتبع تمدد الطرق غير القانونية والمحاصيل المحظورة.
وقال بوتيرو إن المنطقة باتت تسجل أعلى كثافة طرق في الأمازون بأكمله، مشيراً إلى أن هذه البنية لا تعكس تنمية حقيقية، بل تمثل في معظمها شبكة من الطرق غير الشرعية التي بنتها جماعات مسلحة منذ عام 2018، بطول يتجاوز 8 آلاف كيلومتر، لتسهيل تهريب السلع غير المشروعة وتعزيز سيطرة الجريمة المنظمة.
وأضاف: "خارج كولومبيا هناك طلب متزايد على الكوكايين والذهب واللحوم، والأمازون يلبّي هذا الطلب"، مؤكداً أن ما يحدث يمثل "مسؤولية دولية مشتركة" في تدهور البيئة.
ووفق تقرير "الأمازون محل نزاع" الصادر عن مؤسسة FCDS، تنشط في الشمال الغربي من الأمازون الكولومبي نحو 17 جماعة مسلحة غير قانونية داخل ما يقرب من 70% من البلديات، ما يجعله من أكثر مناطق العالم من حيث النزاعات الاجتماعية والبيئية.
ويصف التقرير الوضع بأنه "جريمة كبرى" تربط بين جماعات مسلحة وكارتلات وشبكات سياسية وتجارية.
أيضاً أشارت تقارير بحثية أخرى إلى أن الفاصل بين التمرد المسلح والجريمة المنظمة بات "غير واضح"، مع تحوّل الهياكل الإجرامية إلى شبكات مرنة ومتشابكة تشكّل منظومة معقدة للتهريب والاتجار غير المشروع.
وتفاقمت الأزمة عقب توقيع اتفاق السلام عام 2016 بين الحكومة الكولومبية وحركة "فارك"، إذ أدى انسحابها من مناطق واسعة إلى ظهور جماعات جديدة متنافسة، إلى جانب تنظيمات قائمة مثل "جيش التحرير الوطني" وغيرها.
ويوضح بوتيرو أن رفض بعض منشقّي "فارك" تسليم السلاح تزامن مع قفزة حادة في إزالة الغابات، حيث دُمرت نحو 150 ألف هكتار عام 2018، لترتفع المساحة المتضررة حالياً إلى ما يقارب 700 ألف هكتار.
وبحسب بيانات "Global Forest Watch"، فقدت كولومبيا بين عامي 2001 و2024 نحو 56 ألف كيلومتر مربع من الغطاء الشجري، بينها 21 ألف كيلومتر مربع من الغابات الأولية، فيما تحولت مساحات واسعة إلى مراعٍ للماشية التي تضاعف عددها خلال السنوات الثماني الأخيرة.
وأكد خبراء أن معالجة الأزمة لا يمكن أن تعتمد على الحلول العسكرية وحدها، بل تتطلب "تحويل الاقتصادات المحلية" وبناء نماذج تنموية متوافقة مع حماية الغابات، مع تعزيز تنفيذ اتفاق السلام باعتباره المدخل الأساسي لإعادة الاستقرار.
واختتم بوتيرو بالقول إن الصراع الحقيقي يدور حول الأرض، موضحاً أن "امتلاك الأرض هو العمل التجاري الأكبر"، في وقت يحذر فيه مختصون من أن استمرار هذا المسار قد يحوّل الأمازون من رئة خضراء للعالم إلى ساحة مفتوحة لاقتصاد الجريمة.
وبحسب "الغارديان" البريطانية، رصد رودريغو بوتيرو، مدير مؤسسة الحفاظ على التنمية المستدامة (FCDS)، من الجو مشهداً مقلقاً لمساحات خضراء شاسعة تتخللها بقع بنية آخذة في الاتساع نتيجة إزالة الغابات.
وأكد أن فريق المؤسسة نفّذ أكثر من 150 طلعة جوية غطّت نحو 50 ألف كيلومتر لتتبع تمدد الطرق غير القانونية والمحاصيل المحظورة.
وقال بوتيرو إن المنطقة باتت تسجل أعلى كثافة طرق في الأمازون بأكمله، مشيراً إلى أن هذه البنية لا تعكس تنمية حقيقية، بل تمثل في معظمها شبكة من الطرق غير الشرعية التي بنتها جماعات مسلحة منذ عام 2018، بطول يتجاوز 8 آلاف كيلومتر، لتسهيل تهريب السلع غير المشروعة وتعزيز سيطرة الجريمة المنظمة.
وأضاف: "خارج كولومبيا هناك طلب متزايد على الكوكايين والذهب واللحوم، والأمازون يلبّي هذا الطلب"، مؤكداً أن ما يحدث يمثل "مسؤولية دولية مشتركة" في تدهور البيئة.
ووفق تقرير "الأمازون محل نزاع" الصادر عن مؤسسة FCDS، تنشط في الشمال الغربي من الأمازون الكولومبي نحو 17 جماعة مسلحة غير قانونية داخل ما يقرب من 70% من البلديات، ما يجعله من أكثر مناطق العالم من حيث النزاعات الاجتماعية والبيئية.
ويصف التقرير الوضع بأنه "جريمة كبرى" تربط بين جماعات مسلحة وكارتلات وشبكات سياسية وتجارية.
أيضاً أشارت تقارير بحثية أخرى إلى أن الفاصل بين التمرد المسلح والجريمة المنظمة بات "غير واضح"، مع تحوّل الهياكل الإجرامية إلى شبكات مرنة ومتشابكة تشكّل منظومة معقدة للتهريب والاتجار غير المشروع.
وتفاقمت الأزمة عقب توقيع اتفاق السلام عام 2016 بين الحكومة الكولومبية وحركة "فارك"، إذ أدى انسحابها من مناطق واسعة إلى ظهور جماعات جديدة متنافسة، إلى جانب تنظيمات قائمة مثل "جيش التحرير الوطني" وغيرها.
ويوضح بوتيرو أن رفض بعض منشقّي "فارك" تسليم السلاح تزامن مع قفزة حادة في إزالة الغابات، حيث دُمرت نحو 150 ألف هكتار عام 2018، لترتفع المساحة المتضررة حالياً إلى ما يقارب 700 ألف هكتار.
وبحسب بيانات "Global Forest Watch"، فقدت كولومبيا بين عامي 2001 و2024 نحو 56 ألف كيلومتر مربع من الغطاء الشجري، بينها 21 ألف كيلومتر مربع من الغابات الأولية، فيما تحولت مساحات واسعة إلى مراعٍ للماشية التي تضاعف عددها خلال السنوات الثماني الأخيرة.
وأكد خبراء أن معالجة الأزمة لا يمكن أن تعتمد على الحلول العسكرية وحدها، بل تتطلب "تحويل الاقتصادات المحلية" وبناء نماذج تنموية متوافقة مع حماية الغابات، مع تعزيز تنفيذ اتفاق السلام باعتباره المدخل الأساسي لإعادة الاستقرار.
واختتم بوتيرو بالقول إن الصراع الحقيقي يدور حول الأرض، موضحاً أن "امتلاك الأرض هو العمل التجاري الأكبر"، في وقت يحذر فيه مختصون من أن استمرار هذا المسار قد يحوّل الأمازون من رئة خضراء للعالم إلى ساحة مفتوحة لاقتصاد الجريمة.
نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00