منخفض قوي يضرب غزة ويهدد بمفاقمة معاناة النازحين

نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00
يتأثر قطاع غزة، السبت، بمنخفض جوي قطبي جديد مصحوب بأمطار ورياح قوية، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام هشة ومراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وقال الراصد الجوي ليث العلامي للأناضول، إن هذا المنخفض هو الثالث من نوعه الذي يضرب الأراضي الفلسطينية خلال موسم الشتاء الحالي.
وأفاد العلامي بأن المنخفض بدأ منذ ظهر السبت ويتواصل حتى مساء الأحد، بينما يضرب المنطقة منخفض جوي رابع بدءا من الاثنين.
وأوضح أن المنخفض الجوي الحالي من المتوقع أن يشتد بالتزامن مع ساعات العصر، لافتا إلى أن الأمطار ستكون كمياتها أدنى مما هطل خلال المنخفض الأخير الذي ضرب القطاع قبل نحو أسبوعين.
وذكر أن هذا المنخفض سيكون مصحوبا بهبات رياح قوية من المتوقع أن تراوح سرعتها بين 70 و80 كيلومترا في الساعة.
وعن الأمطار، قال الراصد الجوي إنها ستكون بكميات غزيرة ومتفاوتة، بحيث تكون في بعض الأوقات والأنحاء مترافقة بحبات من البرد.
وتسود أجواء باردة أنحاء القطاع بالتزامن مع هذا المنخفض حيث تتدنى الحرارة مع ساعات المساء لنحو 10 درجات مئوية، ما يزيد معاناة النازحين، وفق العلامي.
وأشار إلى أن المنخفض الحالي من شأنه أن يفاقم صعوبة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة مع توقعات بأن تشكل الأمطار تجمعات للمياه وسيولا قد تدهم خيام النازحين وتتسبب بسقوط بعض الجدران والمباني الآيلة للسقوط.
ولفت إلى أن الرياح القوية تشكل عوامل إضافية لخطر سقوط المباني المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال عامي الإبادة.
ودعا العلامي الفلسطينيين إلى مواجهة تأثيرات المنخفض من خلال "تثبيت خيامهم بالحبال والأوتاد والطرق المتوفرة لمنع تطايرها جراء سرعات الرياح العالية، إضافة لعمل قنوات تصريف لمياه الأمطار بعيدا عن الخيام كي لا تغرقهم لاحقا، إلى جانب عمل طبقات عازلة لحفظ الحرارة داخل الخيام وذلك وفق القدرات والإمكانيات المتاحة".
كما حث الفلسطينيين على رفع أغراضهم وممتلكاتهم عن الأرض والنوم في أماكن مرتفعة، لحماية أنفسهم من الغرق، في حال تسربت مياه الأمطار لداخل الخيام.
وأخيرا، أوصاهم بارتداء عدة طبقات من الملابس، والتركيز على تدفئة الأطراف، لتجنب تأثيرات الكتلة الهوائية الباردة.
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لقي 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرقت نحو 90 بالمئة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق الدفاع المدني بالقطاع.
كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أيضا انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.
ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار.
ورغم انتهاء الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، فإن الأوضاع المعيشية لم تشهد تحسنا كبيرا، بسبب تنصل إسرائيل من الإيفاء بالتزاماتها التي نص عليها الاتفاق بما فيها إدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، والبيوت المتنقلة.
وفي 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلفت نحو 71 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/27 الساعة 00:00