هل تتحول قبرص إلى “فلسطين الثانية”؟ّ!

علي سعادة
نيسان ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 00:00
كثير من الإسرائيليين يشترون عقارات في قبرص بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وصل العدد إلى أكثر من 15 ألف وهو رقم كبير في جزيرة صغيرة مقسمة بين اليونان وتركيا، ولهذا السبب بات السكان المحليون قلقون من قدوم الإسرائيليون الذين سيدمرون حياتهم، كما دمروا حياة شعوب أخرى جوارتهم. ونفس الإحساس لدى اليونان التي تأمل نوعا من الفائدة الاقتصادية المرحلية من عمليات الشراء الإسرائيلية التي لن تكون أكثر من فقاعة ستفجر في وجه الجميع !
لن يحتاج أحد إلى مزيد من الأدلة على سبب ترحيل اليهود ونفيهم وطردهم ومعاقبتهم عبر التاريخ، بدءًا من أسرهم في بابل، واستعبادهم في مصر، وبلغ أكثر من 40 حالة طرد على مدى ألف عام من دول : إسبانيا وفرنسا والبرتغال وسويسرا وروسيا وأوكرانيا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وليتوانيا والمجر وإنجلترا والتشيك.
ويتخوف القبارصة من تحول بلدهم إلى “فلسطين ثانية” كما حدث في “فلسطين التاريخية” رغم أن حالة الغضب تبدو هادئة وغير علنية لكنها تبدو مثل الجمر تحت الرماد، غضب وقلق نابع من شراء إسرائيليين للعقارات في قبرص بشكل كبير ومسترع يهدد هوية بلادهم وطابعها التاريخي.
وتشهد قبرص موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي ضد الإسرائيليين والصهيونية”، على خلفية اتساع نطاق شراء العقارات من قبل مستثمرين إسرائيليين، بحسب تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت”.
القضية أصبحت موضوعا محوريا في الخطاب السياسي والإعلامي القبرصي، وسط تحذيرات من “مخطط إسرائيلي صهيوني منظم للسيطرة على الأرض”.
وهذا ما حذر منه ستيفانوس ستيفانو الأمين العام لحزب “أكيل” اليساري، ثاني أكبر الأحزاب في البلاد، قائلا إن “الوضع يشبه ما حدث في فلسطين التاريخية، حيث بدأ الاستحواذ على الأرض تدريجيا”، مضيفا أن عمليات شراء العقارات في قبرص جزء من “خطة أوسع” تشمل إقامة مناطق مغلقة للسكان، ومدارس دينية، ومعابد، ونفوذ اقتصادي متزايد.
وإذا لم ينتبه القبارصة، وهذا يشمل باقي شعوب الأرض، ويقومون بعملية ضبط لبيع العقارات خاصة للإسرائيليين، فإن بلادهم ستضيع وتفقد هويتها .
وبات القبارصة يتندرون على هذه الهجمة العقارية الإسرائيلية عبر فيديوهات ذات طابع معاد للإسرائيليين، تظهر أفرادا من الطائفة اليهودية المتشددة يتحدثون بلكنة إسرائيلية عن شراء العقارات في قبرص، ويزعمون أن “الله وعدهم بالجزيرة قبل ثلاثة آلاف عام”.
وبحسب بيانات رسمية، يعيش في قبرص نحو 2.500 إسرائيلي بشكل دائم، إلا أن التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي قد يتراوح بين 12 إلى 15 ألفا، نظرا لدخول عدد كبير منهم بجوازات سفر أوروبية. كما ينشط كثير من الإسرائيليين في شراء العقارات لأغراض الاستثمار والسكن مما يشكل تهديدا للسيادة الوطنية ومصدر قلق إستراتيجي متنامٍ، فيما يعتبره القبارصة استحواذا ممنهجا على أراضٍ قرب بنى تحتية حيوية، مع مؤشرات على تشكيل تجمعات سكنية مغلقة ومؤسسات دينية وتعليمية ذات طابع يهودي في قلب المجتمع القبرصي.
قبرص تضيع وسط أزمة إسكان متفاقمة في قبرص وشعور متزايد لدى المواطنين بأن “الإسرائيليين يشترون كل شيء”.
    نيسان ـ نشر في 2025/12/29 الساعة 00:00