كنز فارنا.. كميات هائلة من الذهب تهزّ تاريخ أوروبا
نيسان ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 00:00
كشف علماء آثار في بلغاريا عن أقدم قطع فنية ذهبية معروفة في العالم، عُثر عليها داخل مقبرة تعود إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد قرب البحر الأسود، في اكتشاف وُصف بأنه يعيد رسم تاريخ نشوء الطبقات الاجتماعية والسلطة في أوروبا ما قبل التاريخ.
ويقع الموقع، المعروف باسم مقبرة فارنا الكالكوليثية، في منطقة صناعية مسوّرة بمدينة فارنا، حيث بدأت القصة في أوائل سبعينات القرن الماضي عندما عثر عامل تشغيل آلات، خلال أعمال حفر روتينية، على مجموعة من القطع المعدنية غير المألوفة، وبعد فحصها، تبيّن أنها مصنوعة من الذهب الخالص، ما دفع السلطات العلمية إلى إطلاق حفريات واسعة النطاق استمرت حتى عام 1991.
ووفقا لموقع ديلي جالكسي، أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف 294 قبراً تعود إلى العصر النحاسي، أظهرت تفاوتاً كبيراً في محتوياتها، فبينما احتوت بعض القبور على أدوات بسيطة من الصوان أو العظم، ضمّت قبور أخرى كميات هائلة من الذهب، إضافة إلى فخار فاخر وأدوات نحاسية متقنة الصنع، ما يشير إلى وجود تمايز اجتماعي واضح.
أبرز هذه المدافن كان القبر رقم 43، الذي احتوى على رفات رجل في الأربعينات من عمره، دُفن مع أكثر من 1.5 كيلوغرام من الذهب، وشملت اللقى أساور ذهبية، ومقبض فأس مغطى بالذهب، وشفرة صوان طويلة، إضافة إلى غمد ذهبي وُضع قرب منطقة الحوض، ويرى الباحثون أن هذا القبر يمثل أقدم دليل مباشر على وجود نخبة حاكمة أو طبقة عليا في أوروبا.
وأكد علماء الآثار أن توزيع القطع داخل القبر، وطبيعتها الرمزية، يعكسان مكانة اجتماعية استثنائية، وربما دوراً سياسياً أو دينياً لصاحب المدفن، وقد كُشف عن نمط مشابه في عدد محدود من القبور الأخرى، ما يدل على أن الثروة والسلطة كانتا محصورتين في أيدي قلة.
كما أظهرت اللقى فهماً متقدماً لعلم المعادن وشبكات التبادل التجاري، فالذهب المستخدم يُرجّح أنه استُخرج محلياً من مناطق وسط بلغاريا، في حين وُجدت أصداف بحرية متوسطية، وأدوات من حجر السبج، وخرز نادر، ما يشير إلى وجود علاقات تبادل بعيدة المدى.
ومن اللافت أن بعض القبور كانت رمزية وخالية من بقايا بشرية، لكنها احتوت على أقنعة طينية وقطع ذهبية، وهو ما فسّره الباحثون بوجود طقوس دينية أو شعائر تمثيلية معقّدة.
وعلى الرغم من هذا التطور الاجتماعي والاقتصادي، تشير الأدلة إلى أن ثقافة فارنا اختفت فجأة نحو عام 4000 قبل الميلاد، ولا توجد دلائل على حروب أو غزو، ما يعزز فرضيات تُرجع الانهيار إلى تغيّرات مناخية وبيئية أثّرت في الزراعة والاستقرار السكاني على سواحل البحر الأسود.
ولا يزال نحو ثلث الموقع الأثري غير منقّب حتى اليوم، في منطقة مغلقة تحيط بها منشآت صناعية، فيما تبقى مكتشفات فارنا شاهداً فريداً على أقدم أشكال الثراء والسلطة في تاريخ أوروبا.
ويقع الموقع، المعروف باسم مقبرة فارنا الكالكوليثية، في منطقة صناعية مسوّرة بمدينة فارنا، حيث بدأت القصة في أوائل سبعينات القرن الماضي عندما عثر عامل تشغيل آلات، خلال أعمال حفر روتينية، على مجموعة من القطع المعدنية غير المألوفة، وبعد فحصها، تبيّن أنها مصنوعة من الذهب الخالص، ما دفع السلطات العلمية إلى إطلاق حفريات واسعة النطاق استمرت حتى عام 1991.
ووفقا لموقع ديلي جالكسي، أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف 294 قبراً تعود إلى العصر النحاسي، أظهرت تفاوتاً كبيراً في محتوياتها، فبينما احتوت بعض القبور على أدوات بسيطة من الصوان أو العظم، ضمّت قبور أخرى كميات هائلة من الذهب، إضافة إلى فخار فاخر وأدوات نحاسية متقنة الصنع، ما يشير إلى وجود تمايز اجتماعي واضح.
أبرز هذه المدافن كان القبر رقم 43، الذي احتوى على رفات رجل في الأربعينات من عمره، دُفن مع أكثر من 1.5 كيلوغرام من الذهب، وشملت اللقى أساور ذهبية، ومقبض فأس مغطى بالذهب، وشفرة صوان طويلة، إضافة إلى غمد ذهبي وُضع قرب منطقة الحوض، ويرى الباحثون أن هذا القبر يمثل أقدم دليل مباشر على وجود نخبة حاكمة أو طبقة عليا في أوروبا.
وأكد علماء الآثار أن توزيع القطع داخل القبر، وطبيعتها الرمزية، يعكسان مكانة اجتماعية استثنائية، وربما دوراً سياسياً أو دينياً لصاحب المدفن، وقد كُشف عن نمط مشابه في عدد محدود من القبور الأخرى، ما يدل على أن الثروة والسلطة كانتا محصورتين في أيدي قلة.
كما أظهرت اللقى فهماً متقدماً لعلم المعادن وشبكات التبادل التجاري، فالذهب المستخدم يُرجّح أنه استُخرج محلياً من مناطق وسط بلغاريا، في حين وُجدت أصداف بحرية متوسطية، وأدوات من حجر السبج، وخرز نادر، ما يشير إلى وجود علاقات تبادل بعيدة المدى.
ومن اللافت أن بعض القبور كانت رمزية وخالية من بقايا بشرية، لكنها احتوت على أقنعة طينية وقطع ذهبية، وهو ما فسّره الباحثون بوجود طقوس دينية أو شعائر تمثيلية معقّدة.
وعلى الرغم من هذا التطور الاجتماعي والاقتصادي، تشير الأدلة إلى أن ثقافة فارنا اختفت فجأة نحو عام 4000 قبل الميلاد، ولا توجد دلائل على حروب أو غزو، ما يعزز فرضيات تُرجع الانهيار إلى تغيّرات مناخية وبيئية أثّرت في الزراعة والاستقرار السكاني على سواحل البحر الأسود.
ولا يزال نحو ثلث الموقع الأثري غير منقّب حتى اليوم، في منطقة مغلقة تحيط بها منشآت صناعية، فيما تبقى مكتشفات فارنا شاهداً فريداً على أقدم أشكال الثراء والسلطة في تاريخ أوروبا.
نيسان ـ نشر في 2025/12/30 الساعة 00:00