هيبة مفقودة

شاهر الشريدة
نيسان ـ نشر في 2016/01/03 الساعة 00:00
سموك زيتونا وما أنصفوا .. لو أنصفوا سموك زعرورا. بيت هالشعر لأبي الطيب المتنبي قاله لعبد اسمه زيتون في غابر الزمان، ولكن معلمنا للغة العربية ايام المدرسة، استدل فيه لوصف طالب مشاغب من عيلة ابو الزيتون. ايام زمان كانوا الطلاب أغصان زيتون ونادر ليكون فيه غصن زعرور، هسا صارت مدارسنا كلها زعرور وشوك، قديش بدهم معلمين العربي يوصفوا بهالبشر ليوصفوا، وقديش بدهم يقلعوا شوك ليقلعوا. زمان لما بكون المعلم ماشي بالسوق، بكون ماشي من غير ما يقلق انه ممكن يطلعله طالب معه قنوة ليضربه فيها. ولما كان يلاقي طالب من الطلاب اللي درسهم، كان يشمخ ويبتسم بفخر، ولما يسألوه عياله ليش انبسطت فجاة؟ بقوللهم، شوفتوا اللي سلمت عليه هسا، كان من طلابي، شوفوا ما شاءالله عليه، فهم وعلم واخلاق. ولما بكون راكب بباص وبده يدفع الأجرة، بقوله الكونترول اجارك واصل، فيه شب دفع عنك، مع انه بكون ناسي مين هالشب، لكن بعرف انه كان من طلابه، وبفتخر ان طلابه متذكرينه بالخير. هالايام، كتب الأدب والنحو والصرف راحت، وما ظل حدا يعرف المتنبي ولا المعلقات السبع، ولا ظل حدا يعرف يكتب ولا يعرب. وزارة تربية وتعليم بلشانين بالتوجيهي، وتاركين كل الصفوف اللي قبله، مبسوطين ان خفضوا نسبة النجاح، وبالاخر فتحوا الجامعات لكل اللي جابوا الحد الادنى للقبول، وتاركين الاخلاق لجنب. غيروا المناهج ليشيلوا العنصرية والطائفية والتعصب منها، ورجعوا بمناهج اسخم من اللي كانت. راحت مدارس زمان، وصارت مدارسنا كلها هم و غم ومشاكل،الطلاب لا حاصلين لا على علم ولا على اخلاق. يا وزير التربية والتعليم: المدارس مش بس توجيهي، الغيه الغيه سنتين ثلاث، هلكتونا فيه، مرة الأسئلة غلط، مرة صعبة، مرة من خارج المنهاج ، غير عن الاستنفار الامني والقلق. الغيه وابلشوا بالتعليم خطوة خطوة، ونظفوا المدارس من الزعران، اللي نازلين بالمعلمين جنب وطرف، رجعوا للمدرسة والمعلمين هيبتهم، احسن ما يجي يوم تلاقي وزارة التربية والتعليم بلا معلمين.
    نيسان ـ نشر في 2016/01/03 الساعة 00:00