الفاديات
نيسان ـ نشر في 2016/01/09 الساعة 00:00
حيدر الغدير
إلى الحرائر الفلسطينيات الطاهرات، اللواتي أصررن على الرباط في المسجد الأقصى لحمايته من عدوان الصهاينة, وأقسمن أن يفدينه بالأرواح, فكُنَّ الإيمان والفداء، وكُنَّ النموذج الباهر والقدوة الآسرة.
هُـــ ــــنَّ الأجَـــ ـــلُّ مـــعـــادنــاً وذكـــ ـــاءَ ... وعــزيــمــةً فـــ ـوق الــســهــا شـــمـــاءَ
الــمــســبــغــات ثـــيـــابــهــن تـــعـــفــفــاً ... والـمـسـبـغات لـــدى الــوضـوء الــمـاء
مـــ ـاء الـــوضــوء يــزيــدهـن طـــهــارةً ... وثــــيـــابـــهـــن تـــ زيــــدهــــن نـــ ــقـــ ـاء
هـــ ـن الــحــســان خــلائــقــاً ومــبــادئـاً ... وبــــهـــن جُـــ ـزْن الــكــوكــب الـــوضَّـــاء
وجــمــعــن لــلـحـسـن الـــ ذي أوتــيــنـه ... حــســن الــعـفـاف صــيـانـة وإيــــاء(1)
وجــعـلـن لـلـحـسـن الــطـهـور مـكـانـة ... أعـــ ـلـــ ـى وأغـــ ـلـــ ـى عـــ ـــ ـزةً ورُواء
فــــغــــدون ذروتـــ ـــه فــــكـــل مــــزيـــة ... فــي الـحـسن تـبـدو جـنـبها شـوهاء
* * * ... * * *
الــــفــــاديــــات رأيــــتــــهــــن ســـ ـمـــ ـاء ... ورأيـــ ت فــيــهـن الــمــنـى الـحـسـنـاء
هـــ ــنّ الــعــزيــزات الــلــواتــي رُعْــنــنــا ... وأثـــ ــرن فـــيــنــا نـــخـــوة وضَـــ ـراء(2)
الــتــالـيـات الآي فـــ ـي رأد الــضــحـى ... وأصــــائـــلاً فـــ ـي فـــرحـــة ومـــســـاء
الــمــخــلِـصـات الــمــخـلَـصـات قـــوانــتــاً ... الـــعـــاشــقــات الـــ حـــ ق والـــعـــلــيــاء
لــــمــــا اتـــقـــيــن الله حـــ ــق تـــقــاتــه ... أدركـــ ــــن مـــ نــــه عـــنـــايـــةً ورضـــ ـــاء
وقـبـسـن مـــن عــمـر الـعـظيم حـمـيّةً ... ومـــ ــن الـــفــواطــم عــــفـــةً وحــــيـــاء
وتَـــخِــذْن مـــ ن زرد الــيـقـيـن أســنــةً ... ومـــ ــن الـــتــوكــل أســـيــفــاً وَوِقـــ ـاء
ورأيـــن عـــز الـشـمـس فــي ريـعـانها ... فـــقــبــســن مـــنـــهـــا عـــ ـــزةً وإبـــ ـــاء
وقـبـسـن مـنـهـا إذ رأيــن سـطـوعها ... مـــ جــــداً جـــلـــيــلاً جــــانــــب الـــخـــيــلاء
ومــــحـــون بـــالــنــور الـــ ـذي أدركـــنـــه ... مـنـهـا الـمـخـاوف مَـحْـوَهـا الـظـلماء
فـطـلـعـن أرجــــى مــــا تـؤمـلـه الــعـلا ... وأتــــيـــن أغــــنـــى مـــ ــا نـــ ـود رجـــ ـاء
فــــإذا بــهـن الأســـد فـــي أجـمـاتـها ... بــالــرعــب رعـــ ـن الــبــغــي والأعـــ داء
* * * ... * * *
وأعـــ ـــدن فـــيــنــا خــــولـــةً وسُـــمــيــةً ... ونــسـيـبـةً فـــ ي الـــعــزم والـخـنـسـاء
وأعـــ دن عــائــشـة الــطـهـور وزيــنـبـاً ... وأعـــ ــدن أصــــبـــر أهـــلــهــا أســــمـــاء
ووجــدن فــي نـيـل الـشهادة مـنحةً ... جــلَّـت مـــن الـمـولـى الـكـريـم عــطـاء
الــظـافـرون بـفـضـلـها مــوتــى فـــإن ... لـــبــســوا كــرامــتــهـا غـــ ـدوا أحـــيـــاء
فـجـعـلـنها الــهــدف الـــذي أُشـربـنـه ... ولـــ ـــ ــه ســــعــــيــــن بـــ ـــ ــراءةً وولاء
هــن الـظـباء فــإن غـضـبن فـلن تـرى ... مـــ نــــهــــن إلا أســــيــــفــــاً حـــ ـمـــ ـراء
بـــوركـــن مـــ ـن فـــئــةٍ أرتـــنــا قـــ دوةً ... مـــيـــمـــونـــةً لا تـــ ـعـــ رف الإعـــ ـيـــ اء
وتــرى الـمـخاطر أنـعـماً مـهـما عـتـت ... والـــ ــــذلَّ عـــ ـــاراً والــــونــــى ضَـــ ـــرَّاء
ولــــقــــد عــــلـــون بـــنــيــةٍ أخــلــصـنـهـا ... تــســتــعـذب الأهـــ ـوال لا الأهـــ ـواء
فـغـدون فــي الـدنـيا سـماء جـلالها ... وغـــدون فـــي عـلـيا الـسـماء سـمـاء
إن الـــجــراءة فـــ ي الــنــسـاء حــمـيـة ... مـــ ــن شـــأنــهــا أن تــصــنــع الـــجـــرآء
وبـــهـــا غـــدونـــا إذ قــبــسـنـا نـــارهـــا ... جـــ ـرآء نــجــعــل مـــ ن بـــغــوا أشـــ لاء
أكـــفـــاء لــلــجـلَّـى عـــلـــى أهــوالــهــا ... ومـــ ــن الــتــلـبُّـث والـــونـــى طــلــقــاء
* * * ... * * *
الــــفــــاديــــات أعـــ ـدهـــ ـن بــــشــــائـــراً ... قـــد جــئـن مـــن عـلـيـا الـجـنان وِضــاء
وغداً تكون وعودهن وفي الضحى ... قـــ ــــدراً تـــ ــــراه عــيــونــنــا وقــــضــــاء
يــلــقـى بــــه الــبـاغـي جــــزاء ضــلالــه ... وبـــ ـــه نــــكـــون بــربــعــنـا الـــســعــداء
* * * ... * * *
الـــ فــــاديــــات أعـــ ـدهـــ ـن كـــتـــيـــبـــةً ... مـــ نــــصــــورةً وأعـــ ــدهـــ ـن لـــ ـــ ـــواء
نـــ ادى فــلــبَّـى الـمـسـلـمون نــــداءه ... جـــ لُّــــوا وجـــ ـــلَّ فــــوارســــاً ونـــ ـــداء
طــوبـى لــهـن فـديـن أقـصـانا الــذي ... يـــشــكــو الــيــهــود أخـــســـةً جــبــنــاء
لـــكـــنـــهـــم عـــ ـاثـــ وا لأن حــــمــــاتـــه ... وهــــنــــوا فـــكــانــوا هــــمـــةً شـــ ــلاء
والـــيـــوم أيــقــظـهـم حُـــ داء حـــرائــر ... طــــابـــوا وطــــبـــن عـــزيــمــةً وحُـــ ـداء
طــــوبـــى لــــهـــن قـــيـــادةً وإهـــابـــةً ... وبـــطـــولـــةً تـــ ـــذر الـــبـــغــاة هــــبــــاء
الـــقـــدس فـــ ـي أخـــلادهــن أمـــانــة ... وشــــمـــوخ مـــئــذنــة عــــلـــت شـــمـــاء
والـهـول مـهما اشـتد روض شـائق ... يــبـصـرن فــيــه مــــن الــخـنـوع شــفـاء
* * * ... * * *
إنـــ ــــا لـــنــفــخــر أن فـــيـــنـــا نـــ ســــوةً ... أرجــعــنــنــا بــــعــــد الــــونــــى بُــــسَـــلاء
هـــ ــن الـــســوابــق لا مـــ ــراء وإنـــنـــا ... نـــ ـجـــ د الــــطـــريـــق ســـلـــكــنــه أرزاء
لـــ كــــنَّ فـــ يــــه مـــفـــازنـــا ورجــــاءنــــا ... ونــــحـــب فــــيـــه الـــهـــول والـــ ـلأواء
إنـــ ـــا ســنــسـلـكـه أبـــ ــاةً أقـــســمــوا ... أن يـــرجــعــوا بــالــنــصـر أو شــــهـــداء
والــنـصـر أرجــــى مـــا يــجـيء لــنـا إذا ... نــسـقـيـه مـــنــا فـــ ي الــلـقـاء دمــــاء
قــســمـاً سـنـسـقـيه الــدمــاء غــزيــرةً ... والــــفـــاديـــات يـــقـــدنــنــا حُــــمَـــســـاء
* * * ... * * *
إنـــ ـــ ي أقـــ بـــ ل راحـــ هــــن تـــزلـــفـــاً ... لــــلــــه أرجـــ ـــو مـــ ــن لــــدنـــه رِضـــ ــاء
وعــســاي أدرك بــعــض مــــا أدركــنــه ... فـــ أفــــوز فـــ ـــوزاً جـــ ـــاوز الأمـــ ـــداء
فـــ ـــي جــــنــــةٍ أظـــلالـــهــا مـــمــتــدة ... ســــعــــداً وجـــ ـــوداً بـــالـــغــاً وبــــقــــاء
تـفـنى الـدهور ولـيس تـفنى إنـها ... هــــبـــة حــبــاهــا ربـــهـــا مـــ ـن شـــ ـاء
ألــقـى الـنـبـيَّ وصـحـبـه فــي ظـلـها ... والآل والــــخــــلــــفــــاء والــــحــــنــــفــــاء
والــــفـــاديـــات الــــنـــائـــلات كـــ رامـــ ةً ... طـــ ابــــت فـــكـــانـــت نـــعـــمــةً غَـــ ـــرَّاء
إن يــبــد بــعـض الــنـور مـنـهـا فــجـأةً ... يــخــفـي الــنــجـوم طــوالــعـاً وذُكـــ اء
نــلـن الـخـلـود بــواهـراً وشـفـعن لــي ... فــحــبــانــيَ الـــرحـــمــن مــــنــــه رِعـــ ــاء
فــبـهـن نــلــت مــفـازتـي وسـعـادتـي ... شـــ كــــراً لـــ هــــن أيـــ اديــــاً بـــيـــضــاء
طــوقــن جــيــدي بـالـجـمـيل فـلـيـتني ... كــنـت الـــذي أمــضـى الـحـيـاة فـــداء
وجــعـلـتـهـن مـــنـــارة فـــ ي نـــاظــري ... أرنـــ ــــو إلـــيـــهـــا جـــ هــــرةً وخــــفــــاء
وإذا خــــلـــوت وإن لـــقــيــت أحــبــتــي ... فــيــزيــد إيــمــانــي هـــ ـدىً ومـــضــاء
* * * ... * * *
ولـــقــد رأيـــ ت الـمـفـتـديـن مـحـاسـنـاً ... تـــ ربــــو وتـــبـــقـــى ثـــ ــــرةً مـــعـــطــاء
لــــكــــن صــــنــــع الـــفـــاديــات رأيــــتــــه ... فـــ ـاق الــمـحـاسـن نـــصــرة وســـخــاء
إذ بــعـنـه لــلــه وهــــو مــــن اشــتــرى ... لـــ ـــمـــ ــا رآه كــــالــــضـــيـــاء نـــ ــقـــ ــاء
فــحـبـاه مــــن شـــرف الـقـبـول أجــلَّـه ... ســـعـــداً يـــ روع ورفـــعــةً وحِـــبــاء(3)
أنـــ ــا لـــســـت أجـــحـــد غـــيـــره لــكــنــه ... كـــ ـــ ان الأعـــ ــــز بـــطـــولـــةً وغَـــ نــــاء
ومـــمـــحــضــاً لـــ لــــه جـــ ــــلَّ جـــ لالــــه ... لا كــــبـــر فــــيـــه يـــشــيــن أو خـــيـــلاء
فـــعَـــلا ونـــ ـال مـــ ن الإلـــ ه كـــرامــةً ... تـــ ـــزداد مـــ ــا مـــ ــرَّ الــــزمـــان عـــ ــلاء
مــجــد وطــهــر بــردتــاه فــهــل تـــرى ... إلا الـــ ــريـــ ـادة غـــ ــايـــ ـةً حــــســــنــــاء
تـــزكــو وتـرمـقـهـا الــخـلائـق غــبـطـةً ... مــــحــــمــــودةً أو نــــقــــمــــةً نـــ ـكـــ ـراء
والـفوز يستدعي ثناء أولي النهى ... ومـــ ـن الــلــئــام الــحــقـدَ والــبـغـضـاء
* * * ... * * *
وأنــــا رأيــــت ولــيــس فــــيَّ حــسـادة ... فــــي الــفـاديـات كـتـيـبـةً خــضـراء(4)
والـــقــول فـــعــلاً والــعــهـود رعــايــة ... والـحـسم يـحـرسه الـهـدى قـد جـاءا
الــبــائـعـات الــشــاريــات وعـــ ـن رضـــ اً ... الـــبـــالـــغـــات الــــنــــجــــم والـــ ـجـــ وزاء
يــــا لــيــت قــومــي يـعـلـمون مـكـانـةً ... أدركـــ نــــهــــا مــــيـــمـــونـــةً زهـــ ـــ ــراء
طــيّــبـنـهـا فـــغـــدت نـــضـــارة مـــنـــزل ... لــــبـــس الــــجـــلال مــــجـــادةً وبـــهـــاء
الـحـسـن فــيـه يــجـل عــن وصــف لــه ... والــســعــد فـــيــه كـــواكــب تـــتــراءى
وتــســابـق الـنـعـمـاء فــيــه نـفـسـهـا ... والــمــجــد يــســبــق أخـــتـــه الــعــلـيـاء
والــطـيـب مــســك نـفـحـه مـــر الـصـبـا ... إن فـــ ـــاح يــــمــــلأ ربـــعـــنــا أشـــ ـــذاء
قــــد راعــنــي فـأتـيـت أطــلـب جـــوده ... ثـــ ـــ ـــ راً فـــ ــكـــ ــان عـــ ــطـــ ــاؤه آلاء
فــشــكـرتـه شـــكـــر الــمــقــر بــفـضـلـه ... وحـــبـــوتــه نــــبــــض الــــفــــؤاد ثــــنــــاء
لـــكـــنـــنــي أدركـــ ـــ ـت أن عـــ ـطـــ اءه ... أنــــقــــى وأبــــقـــى أنـــعــمــاً وجـــ ــزاء
شـــتـــان بـــيـــن عــطــائــه لـــمـــا غـــ ـدا ... فـــ ـــوق الأنـــ ـــام غـــمـــامــةً ســــحَّـــاء
وعــطـاء مـثـلـي وهــو ســؤر سـحـابة ... لـــ ــم يـــ ــرو زرعـــ ـاً أو يـــبـــلَّ ظِـــمـــاء
تــتـفـاوت الأفــضـال فـــي إحـسـانـها ... ويـــظــل مــــن جــــادوا بــهــا فــضــلاء
عـفـوا فـعـاشوا لـسـت تـبـصر بـينهم ... حـــســـداً يــشــيــن وبــغــضــةً وعـــ داء
الـصـدق طـهرهم فـكانوا كـالضحى ... فـــ ـــي رأده والإخـــ ـــوة الــسُّــمَــحــاء
وتـــفــاوت الــفـضـلاء حــكـمـة خــالــق ... لــــم تــجـعـل الأرضــــى لــديــه ســـواء
لــكــنـهـم بـــاقـــون فـــ ـي ســلــطـانـه ... ورِعـــ ـائـــ ـه الأخـــ ـيـــ ار والـــصُّـــلـــحــاء
* * * ... * * *
صـــنـــع أعـــزتـــه الــبــسـالـة والــتــقـى ... فـــ غــــدا لـــ هــــن الـــجـــنـــة الـــغـــنـــاء
أكــبــرتــهـن لِـــمـــا صــنــعــن وحــيــنـمـا ... عـــ ــايـــ ـنـــ ـتـــ ـه ألـــ ـفـــ ـيـــ ـتـــ ـه لألاء
فــحـبـوتـه قـــبــل الــقـريـض مــودتــي ... وجـــ ـرى الـــســـرور بــمـقـلـتـيَّ بـــكــاء
وإذا الــسـرور طــغـى فــجـاز حــدوده ... فـــانــظــره دمــــعـــاً وارتــقــبــه غِـــنـــاء
لـــكـــنـــه فـــ ــــي حـــالــتــيــه بـــســـمــة ... لــبــسـت مــــن الــحـلـل الــحـسـان رداء
والــنــفـس بـــيــن هـنـائـهـا وبــلائـهـا ... كـــالـــريــح تــــأتــــي شـــ ـــدةً ورخـــ ـــاء
ولــربــمــا الأفـــ ـراح صـــ ـارت حـــســـرةً ... ولــــربـــمـــا صـــ ــــار الـــبـــكـــاء هـــ نــــاء
* * * ... * * *
شـعري أجـدْ فـي الـفاديات قـصيدةً ... تُــــهـــدى لــــهـــن يــتــيــمـةً عــصــمــاء
واجـــعـــل مــرامـيـهـا وفـــ اءً خــالــصـاً ... ومـــ دادهـــ ا الأطـــ يـــ اب والـــحِـــنَّـــاء
لــتــكــون بـــيــن الأوفـــيــاء مـــرادهــم ... وتـــكـــون أكـــ ـرم مـــ ـا نـــ ـود وفـــ ـاء
والـشـعـر يـعـظم إن تـرفَّـع عــن جــداً ... وأراد مــــحــــض الــــحـــق لا الإطـــ ــراء
وعــســى قـصـيـدتيَ الــتـي حـبـرتـها ... فــــي الــفـاديـات سـتـبـهـر الــشـعـراء
فــتـكـون أنــفــس مــــا نــظـمـت ودرةً ... فــــاقـــت ضـــرائــرهــا ســـنـــاً وســـنـــاء
واحــمـل لــهـن هــديـةً مـــن مـقـلتي ... ومـــ ـــن الــــفــــؤاد مـــحـــبــةً ودعـــ ـــاء
وقـــ لادةً مـــ ن صـــنــع أمـــ ة أحـــمــدٍ ... مـــ ـــن أكـــرمـــيــن أراجـــ ـــلاً ونــــســــاء إياء الشمس: أشعتها وحسنها.ضراء: شدة.حباء: عطاء وإكرام.بالغة القوة.
الــمــســبــغــات ثـــيـــابــهــن تـــعـــفــفــاً ... والـمـسـبـغات لـــدى الــوضـوء الــمـاء
مـــ ـاء الـــوضــوء يــزيــدهـن طـــهــارةً ... وثــــيـــابـــهـــن تـــ زيــــدهــــن نـــ ــقـــ ـاء
هـــ ـن الــحــســان خــلائــقــاً ومــبــادئـاً ... وبــــهـــن جُـــ ـزْن الــكــوكــب الـــوضَّـــاء
وجــمــعــن لــلـحـسـن الـــ ذي أوتــيــنـه ... حــســن الــعـفـاف صــيـانـة وإيــــاء(1)
وجــعـلـن لـلـحـسـن الــطـهـور مـكـانـة ... أعـــ ـلـــ ـى وأغـــ ـلـــ ـى عـــ ـــ ـزةً ورُواء
فــــغــــدون ذروتـــ ـــه فــــكـــل مــــزيـــة ... فــي الـحـسن تـبـدو جـنـبها شـوهاء
* * * ... * * *
الــــفــــاديــــات رأيــــتــــهــــن ســـ ـمـــ ـاء ... ورأيـــ ت فــيــهـن الــمــنـى الـحـسـنـاء
هـــ ــنّ الــعــزيــزات الــلــواتــي رُعْــنــنــا ... وأثـــ ــرن فـــيــنــا نـــخـــوة وضَـــ ـراء(2)
الــتــالـيـات الآي فـــ ـي رأد الــضــحـى ... وأصــــائـــلاً فـــ ـي فـــرحـــة ومـــســـاء
الــمــخــلِـصـات الــمــخـلَـصـات قـــوانــتــاً ... الـــعـــاشــقــات الـــ حـــ ق والـــعـــلــيــاء
لــــمــــا اتـــقـــيــن الله حـــ ــق تـــقــاتــه ... أدركـــ ــــن مـــ نــــه عـــنـــايـــةً ورضـــ ـــاء
وقـبـسـن مـــن عــمـر الـعـظيم حـمـيّةً ... ومـــ ــن الـــفــواطــم عــــفـــةً وحــــيـــاء
وتَـــخِــذْن مـــ ن زرد الــيـقـيـن أســنــةً ... ومـــ ــن الـــتــوكــل أســـيــفــاً وَوِقـــ ـاء
ورأيـــن عـــز الـشـمـس فــي ريـعـانها ... فـــقــبــســن مـــنـــهـــا عـــ ـــزةً وإبـــ ـــاء
وقـبـسـن مـنـهـا إذ رأيــن سـطـوعها ... مـــ جــــداً جـــلـــيــلاً جــــانــــب الـــخـــيــلاء
ومــــحـــون بـــالــنــور الـــ ـذي أدركـــنـــه ... مـنـهـا الـمـخـاوف مَـحْـوَهـا الـظـلماء
فـطـلـعـن أرجــــى مــــا تـؤمـلـه الــعـلا ... وأتــــيـــن أغــــنـــى مـــ ــا نـــ ـود رجـــ ـاء
فــــإذا بــهـن الأســـد فـــي أجـمـاتـها ... بــالــرعــب رعـــ ـن الــبــغــي والأعـــ داء
* * * ... * * *
وأعـــ ـــدن فـــيــنــا خــــولـــةً وسُـــمــيــةً ... ونــسـيـبـةً فـــ ي الـــعــزم والـخـنـسـاء
وأعـــ دن عــائــشـة الــطـهـور وزيــنـبـاً ... وأعـــ ــدن أصــــبـــر أهـــلــهــا أســــمـــاء
ووجــدن فــي نـيـل الـشهادة مـنحةً ... جــلَّـت مـــن الـمـولـى الـكـريـم عــطـاء
الــظـافـرون بـفـضـلـها مــوتــى فـــإن ... لـــبــســوا كــرامــتــهـا غـــ ـدوا أحـــيـــاء
فـجـعـلـنها الــهــدف الـــذي أُشـربـنـه ... ولـــ ـــ ــه ســــعــــيــــن بـــ ـــ ــراءةً وولاء
هــن الـظـباء فــإن غـضـبن فـلن تـرى ... مـــ نــــهــــن إلا أســــيــــفــــاً حـــ ـمـــ ـراء
بـــوركـــن مـــ ـن فـــئــةٍ أرتـــنــا قـــ دوةً ... مـــيـــمـــونـــةً لا تـــ ـعـــ رف الإعـــ ـيـــ اء
وتــرى الـمـخاطر أنـعـماً مـهـما عـتـت ... والـــ ــــذلَّ عـــ ـــاراً والــــونــــى ضَـــ ـــرَّاء
ولــــقــــد عــــلـــون بـــنــيــةٍ أخــلــصـنـهـا ... تــســتــعـذب الأهـــ ـوال لا الأهـــ ـواء
فـغـدون فــي الـدنـيا سـماء جـلالها ... وغـــدون فـــي عـلـيا الـسـماء سـمـاء
إن الـــجــراءة فـــ ي الــنــسـاء حــمـيـة ... مـــ ــن شـــأنــهــا أن تــصــنــع الـــجـــرآء
وبـــهـــا غـــدونـــا إذ قــبــسـنـا نـــارهـــا ... جـــ ـرآء نــجــعــل مـــ ن بـــغــوا أشـــ لاء
أكـــفـــاء لــلــجـلَّـى عـــلـــى أهــوالــهــا ... ومـــ ــن الــتــلـبُّـث والـــونـــى طــلــقــاء
* * * ... * * *
الــــفــــاديــــات أعـــ ـدهـــ ـن بــــشــــائـــراً ... قـــد جــئـن مـــن عـلـيـا الـجـنان وِضــاء
وغداً تكون وعودهن وفي الضحى ... قـــ ــــدراً تـــ ــــراه عــيــونــنــا وقــــضــــاء
يــلــقـى بــــه الــبـاغـي جــــزاء ضــلالــه ... وبـــ ـــه نــــكـــون بــربــعــنـا الـــســعــداء
* * * ... * * *
الـــ فــــاديــــات أعـــ ـدهـــ ـن كـــتـــيـــبـــةً ... مـــ نــــصــــورةً وأعـــ ــدهـــ ـن لـــ ـــ ـــواء
نـــ ادى فــلــبَّـى الـمـسـلـمون نــــداءه ... جـــ لُّــــوا وجـــ ـــلَّ فــــوارســــاً ونـــ ـــداء
طــوبـى لــهـن فـديـن أقـصـانا الــذي ... يـــشــكــو الــيــهــود أخـــســـةً جــبــنــاء
لـــكـــنـــهـــم عـــ ـاثـــ وا لأن حــــمــــاتـــه ... وهــــنــــوا فـــكــانــوا هــــمـــةً شـــ ــلاء
والـــيـــوم أيــقــظـهـم حُـــ داء حـــرائــر ... طــــابـــوا وطــــبـــن عـــزيــمــةً وحُـــ ـداء
طــــوبـــى لــــهـــن قـــيـــادةً وإهـــابـــةً ... وبـــطـــولـــةً تـــ ـــذر الـــبـــغــاة هــــبــــاء
الـــقـــدس فـــ ـي أخـــلادهــن أمـــانــة ... وشــــمـــوخ مـــئــذنــة عــــلـــت شـــمـــاء
والـهـول مـهما اشـتد روض شـائق ... يــبـصـرن فــيــه مــــن الــخـنـوع شــفـاء
* * * ... * * *
إنـــ ــــا لـــنــفــخــر أن فـــيـــنـــا نـــ ســــوةً ... أرجــعــنــنــا بــــعــــد الــــونــــى بُــــسَـــلاء
هـــ ــن الـــســوابــق لا مـــ ــراء وإنـــنـــا ... نـــ ـجـــ د الــــطـــريـــق ســـلـــكــنــه أرزاء
لـــ كــــنَّ فـــ يــــه مـــفـــازنـــا ورجــــاءنــــا ... ونــــحـــب فــــيـــه الـــهـــول والـــ ـلأواء
إنـــ ـــا ســنــسـلـكـه أبـــ ــاةً أقـــســمــوا ... أن يـــرجــعــوا بــالــنــصـر أو شــــهـــداء
والــنـصـر أرجــــى مـــا يــجـيء لــنـا إذا ... نــسـقـيـه مـــنــا فـــ ي الــلـقـاء دمــــاء
قــســمـاً سـنـسـقـيه الــدمــاء غــزيــرةً ... والــــفـــاديـــات يـــقـــدنــنــا حُــــمَـــســـاء
* * * ... * * *
إنـــ ـــ ي أقـــ بـــ ل راحـــ هــــن تـــزلـــفـــاً ... لــــلــــه أرجـــ ـــو مـــ ــن لــــدنـــه رِضـــ ــاء
وعــســاي أدرك بــعــض مــــا أدركــنــه ... فـــ أفــــوز فـــ ـــوزاً جـــ ـــاوز الأمـــ ـــداء
فـــ ـــي جــــنــــةٍ أظـــلالـــهــا مـــمــتــدة ... ســــعــــداً وجـــ ـــوداً بـــالـــغــاً وبــــقــــاء
تـفـنى الـدهور ولـيس تـفنى إنـها ... هــــبـــة حــبــاهــا ربـــهـــا مـــ ـن شـــ ـاء
ألــقـى الـنـبـيَّ وصـحـبـه فــي ظـلـها ... والآل والــــخــــلــــفــــاء والــــحــــنــــفــــاء
والــــفـــاديـــات الــــنـــائـــلات كـــ رامـــ ةً ... طـــ ابــــت فـــكـــانـــت نـــعـــمــةً غَـــ ـــرَّاء
إن يــبــد بــعـض الــنـور مـنـهـا فــجـأةً ... يــخــفـي الــنــجـوم طــوالــعـاً وذُكـــ اء
نــلـن الـخـلـود بــواهـراً وشـفـعن لــي ... فــحــبــانــيَ الـــرحـــمــن مــــنــــه رِعـــ ــاء
فــبـهـن نــلــت مــفـازتـي وسـعـادتـي ... شـــ كــــراً لـــ هــــن أيـــ اديــــاً بـــيـــضــاء
طــوقــن جــيــدي بـالـجـمـيل فـلـيـتني ... كــنـت الـــذي أمــضـى الـحـيـاة فـــداء
وجــعـلـتـهـن مـــنـــارة فـــ ي نـــاظــري ... أرنـــ ــــو إلـــيـــهـــا جـــ هــــرةً وخــــفــــاء
وإذا خــــلـــوت وإن لـــقــيــت أحــبــتــي ... فــيــزيــد إيــمــانــي هـــ ـدىً ومـــضــاء
* * * ... * * *
ولـــقــد رأيـــ ت الـمـفـتـديـن مـحـاسـنـاً ... تـــ ربــــو وتـــبـــقـــى ثـــ ــــرةً مـــعـــطــاء
لــــكــــن صــــنــــع الـــفـــاديــات رأيــــتــــه ... فـــ ـاق الــمـحـاسـن نـــصــرة وســـخــاء
إذ بــعـنـه لــلــه وهــــو مــــن اشــتــرى ... لـــ ـــمـــ ــا رآه كــــالــــضـــيـــاء نـــ ــقـــ ــاء
فــحـبـاه مــــن شـــرف الـقـبـول أجــلَّـه ... ســـعـــداً يـــ روع ورفـــعــةً وحِـــبــاء(3)
أنـــ ــا لـــســـت أجـــحـــد غـــيـــره لــكــنــه ... كـــ ـــ ان الأعـــ ــــز بـــطـــولـــةً وغَـــ نــــاء
ومـــمـــحــضــاً لـــ لــــه جـــ ــــلَّ جـــ لالــــه ... لا كــــبـــر فــــيـــه يـــشــيــن أو خـــيـــلاء
فـــعَـــلا ونـــ ـال مـــ ن الإلـــ ه كـــرامــةً ... تـــ ـــزداد مـــ ــا مـــ ــرَّ الــــزمـــان عـــ ــلاء
مــجــد وطــهــر بــردتــاه فــهــل تـــرى ... إلا الـــ ــريـــ ـادة غـــ ــايـــ ـةً حــــســــنــــاء
تـــزكــو وتـرمـقـهـا الــخـلائـق غــبـطـةً ... مــــحــــمــــودةً أو نــــقــــمــــةً نـــ ـكـــ ـراء
والـفوز يستدعي ثناء أولي النهى ... ومـــ ـن الــلــئــام الــحــقـدَ والــبـغـضـاء
* * * ... * * *
وأنــــا رأيــــت ولــيــس فــــيَّ حــسـادة ... فــــي الــفـاديـات كـتـيـبـةً خــضـراء(4)
والـــقــول فـــعــلاً والــعــهـود رعــايــة ... والـحـسم يـحـرسه الـهـدى قـد جـاءا
الــبــائـعـات الــشــاريــات وعـــ ـن رضـــ اً ... الـــبـــالـــغـــات الــــنــــجــــم والـــ ـجـــ وزاء
يــــا لــيــت قــومــي يـعـلـمون مـكـانـةً ... أدركـــ نــــهــــا مــــيـــمـــونـــةً زهـــ ـــ ــراء
طــيّــبـنـهـا فـــغـــدت نـــضـــارة مـــنـــزل ... لــــبـــس الــــجـــلال مــــجـــادةً وبـــهـــاء
الـحـسـن فــيـه يــجـل عــن وصــف لــه ... والــســعــد فـــيــه كـــواكــب تـــتــراءى
وتــســابـق الـنـعـمـاء فــيــه نـفـسـهـا ... والــمــجــد يــســبــق أخـــتـــه الــعــلـيـاء
والــطـيـب مــســك نـفـحـه مـــر الـصـبـا ... إن فـــ ـــاح يــــمــــلأ ربـــعـــنــا أشـــ ـــذاء
قــــد راعــنــي فـأتـيـت أطــلـب جـــوده ... ثـــ ـــ ـــ راً فـــ ــكـــ ــان عـــ ــطـــ ــاؤه آلاء
فــشــكـرتـه شـــكـــر الــمــقــر بــفـضـلـه ... وحـــبـــوتــه نــــبــــض الــــفــــؤاد ثــــنــــاء
لـــكـــنـــنــي أدركـــ ـــ ـت أن عـــ ـطـــ اءه ... أنــــقــــى وأبــــقـــى أنـــعــمــاً وجـــ ــزاء
شـــتـــان بـــيـــن عــطــائــه لـــمـــا غـــ ـدا ... فـــ ـــوق الأنـــ ـــام غـــمـــامــةً ســــحَّـــاء
وعــطـاء مـثـلـي وهــو ســؤر سـحـابة ... لـــ ــم يـــ ــرو زرعـــ ـاً أو يـــبـــلَّ ظِـــمـــاء
تــتـفـاوت الأفــضـال فـــي إحـسـانـها ... ويـــظــل مــــن جــــادوا بــهــا فــضــلاء
عـفـوا فـعـاشوا لـسـت تـبـصر بـينهم ... حـــســـداً يــشــيــن وبــغــضــةً وعـــ داء
الـصـدق طـهرهم فـكانوا كـالضحى ... فـــ ـــي رأده والإخـــ ـــوة الــسُّــمَــحــاء
وتـــفــاوت الــفـضـلاء حــكـمـة خــالــق ... لــــم تــجـعـل الأرضــــى لــديــه ســـواء
لــكــنـهـم بـــاقـــون فـــ ـي ســلــطـانـه ... ورِعـــ ـائـــ ـه الأخـــ ـيـــ ار والـــصُّـــلـــحــاء
* * * ... * * *
صـــنـــع أعـــزتـــه الــبــسـالـة والــتــقـى ... فـــ غــــدا لـــ هــــن الـــجـــنـــة الـــغـــنـــاء
أكــبــرتــهـن لِـــمـــا صــنــعــن وحــيــنـمـا ... عـــ ــايـــ ـنـــ ـتـــ ـه ألـــ ـفـــ ـيـــ ـتـــ ـه لألاء
فــحـبـوتـه قـــبــل الــقـريـض مــودتــي ... وجـــ ـرى الـــســـرور بــمـقـلـتـيَّ بـــكــاء
وإذا الــسـرور طــغـى فــجـاز حــدوده ... فـــانــظــره دمــــعـــاً وارتــقــبــه غِـــنـــاء
لـــكـــنـــه فـــ ــــي حـــالــتــيــه بـــســـمــة ... لــبــسـت مــــن الــحـلـل الــحـسـان رداء
والــنــفـس بـــيــن هـنـائـهـا وبــلائـهـا ... كـــالـــريــح تــــأتــــي شـــ ـــدةً ورخـــ ـــاء
ولــربــمــا الأفـــ ـراح صـــ ـارت حـــســـرةً ... ولــــربـــمـــا صـــ ــــار الـــبـــكـــاء هـــ نــــاء
* * * ... * * *
شـعري أجـدْ فـي الـفاديات قـصيدةً ... تُــــهـــدى لــــهـــن يــتــيــمـةً عــصــمــاء
واجـــعـــل مــرامـيـهـا وفـــ اءً خــالــصـاً ... ومـــ دادهـــ ا الأطـــ يـــ اب والـــحِـــنَّـــاء
لــتــكــون بـــيــن الأوفـــيــاء مـــرادهــم ... وتـــكـــون أكـــ ـرم مـــ ـا نـــ ـود وفـــ ـاء
والـشـعـر يـعـظم إن تـرفَّـع عــن جــداً ... وأراد مــــحــــض الــــحـــق لا الإطـــ ــراء
وعــســى قـصـيـدتيَ الــتـي حـبـرتـها ... فــــي الــفـاديـات سـتـبـهـر الــشـعـراء
فــتـكـون أنــفــس مــــا نــظـمـت ودرةً ... فــــاقـــت ضـــرائــرهــا ســـنـــاً وســـنـــاء
واحــمـل لــهـن هــديـةً مـــن مـقـلتي ... ومـــ ـــن الــــفــــؤاد مـــحـــبــةً ودعـــ ـــاء
وقـــ لادةً مـــ ن صـــنــع أمـــ ة أحـــمــدٍ ... مـــ ـــن أكـــرمـــيــن أراجـــ ـــلاً ونــــســــاء إياء الشمس: أشعتها وحسنها.ضراء: شدة.حباء: عطاء وإكرام.بالغة القوة.
نيسان ـ نشر في 2016/01/09 الساعة 00:00